المحتوى الرئيسى

يا بلدنا يا عجيبة

05/17 08:14

سؤال برىء.. هل ستظل وزارة الزراعة المصرية توزع الأراضى على المحاسيب والحيتان الكبيرة؟.. أم أن عدالة التوزيع والشفافية سوف تطبق على الجميع بعد ثورة يناير؟.. فى الماضى عندما كنت تسأل.. لماذا لا توزعون الأراضى الصحراوية على شباب الخريجين الغلابة؟.. ولماذا توزعونها على رجال الأعمال بالزوفة وبتراب الفلوس؟..  يقولون لك.. هذه عملية اقتصادية بحتة.. الأرض تذهب لمن يحسن استثمارها.. مش أحسن ما تكون مرمية ومهملة وخرابات.. بص شوف رجال الأعمال عملوا إيه . عملوا إيه؟  حولوها جنة.. والحكاية لا سحر فيها ولا شعوذة ولكنها الإمكانيات والعبقرية التى تحوّل الصحراء إلى منتجعات سكنية وسياحية.. أما مشروعات الشباب فهى محكوم عليها بالفشل.. لماذا؟ لأن تفتيت الأرض الزراعية إلى «خمسات أفدنة» غير اقتصادى ولا يستطيع المالك الشاب أن يحفر بئراً بستين ألف جنيه على حسابه ولا يستطيع أن يستجلب السلالات الممتازة من المحاصيل ولا الأسمدة ولا يستطيع بمفرده أن ينافس وأن يسوق إنتاجه.. طيب سؤال لو سمحت؟.. هل فعل رجالات الأعمال ذلك؟.. طبعاً الذى أخذ ألف فدان أو عشرة آلاف فدان نجح.. بل وساهم فى الصادرات الزراعية.. طيب سؤال تانى.. كم فى المائة منهم؟..  أغلبهم لم يستزرع ولم يستصلح.. وإنما مارس التسقيع والنهب والإثراء الفاجومى وحولها إلى استثمار عقارى.. ولا زراعة ولا يحزنون. مع أن مستقبل مصر فى الزراعة وفى إعطاء الأمل للأجيال الجديدة فى التملك فى أرض مصر.. وعندنا حلول لحكاية اقتصاديات العمل الزراعى.. ولو خطفت رجلك وذهبت إلى معهد التعاون الزراعى فى شبرا لوجدت دراسات وخبراء كثيرين يحدثونك عن اقتصاديات التعاونيات الزراعية.. وهو ما أكده الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة، فى لقاء مع الشباب جمعنا مؤخراً.. الحل هو العودة لنظام التعاونيات مع تدارك سلبياته السابقة.. يتعاون الملاك الجيران ويتفقون على زراعة محصول واحد حتى يتمكنوا من توفير المعدات والخبرات التسويقية اللازمة.. لا بديل عن هذه الخطوة كحل لمشكلة تفتيت الأرض الزراعية، ومن أجل تمكين الدولة من وضع سياسات زراعية رشيدة تساهم فى توفير الغذاء. الجوع كافر.. وسياسات تجويع الشعوب التى تمارسها بعض القوى العظمى علينا يجب أن تنتهى.. والحل هو التعاونيات ووضع استراتيجية جديدة للزراعة فى بلدنا. ملايين من الشباب المصرى يحلمون بفرصة تملك أرض زراعية.. عشرة أفدنة ضمن تجمع تعاونى أو شركة رأسمالها مائة فدان.. ووزارة الزراعة تستطيع الآن تحقيق نهضة اقتصادية كبرى فى مصر.. فقط تبادر بفتح أبواب مشروعات استزراع الأراضى للشباب ويدخل معها داعماً المجلس القومى للشباب ووزارة الرى والصندوق الاجتماعى للتنمية والجمعيات الأهلية تدعم بقروض حسنة.. نريد مبادرة جريئة وثورية بحجم ثورتنا المباركة.. وتجمعات زراعية فى سيناء أو مرسى مطروح أو فى امتداد الفيوم نحو صعيد مصر.. مائة قطعة.. كل قطعة مائة فدان.. يعنى عشرة آلاف فدان كبداية.. الشباب جاهز وما يشجعنى هو استجابته لمبادرة «ازرع نخلة» التى ستنطلق قريباً جداً. فرحوا قلوب الشباب تفرح بهم مصر وتنتهى علامات التعجب التى صاغها الشاعر ذكى عمر.. يا بلدنا يا عجيبة فيكى حاجة محيرانى نزرع القمح ف سنين.. يطلع القرع ف ثوان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل