المحتوى الرئيسى

النوم في أريكة الجامعة العربية

05/17 02:34

راجح الخوري هل اختار نبيل العربي مصلحته الشخصية عندما قبل ان يترك منصب وزير الخارجية في الحكومة المصرية الانتقالية، ليُنتخب أمينا عاما لجامعة الدول العربية خلفا لعمرو موسى الذي يريد ان يترشح لرئاسة الجمهورية؟ الامر ليس مستبعدا، فبقاء العربي وزيرا في الحكومة المصرية لم يكن مضمونا بعد تصريحاته وتغزّله بإيران الذي أثار الامتعاض، وبعد الانتخابات في ايلول المقبل، لكن استمراره في الامانة العامة للجامعة مضمون تماما لاسباب ثلاثة: -اولا: لان مصر ستبقى دائما على ما يبدو مقر الجامعة التي لم ولن تجمع شيئا من امور العرب. - ثانيا: لأن هناك اصرارا مصريا على ان يكون الامين العام مصريا (!) ولهذا تم سحب ترشيح مصطفى الفقي واستُبدل بالعربي. - ثالثا: لأن الجامعة وأمانتها العامة مجرد اريكة للاستراحة والجاه مع بعض التنظير، وهذا يعني ان سعادة الامين العام يستطيع ان يقيم سعيدا في مكتبه المطل على النيل، فهو لا يحتاج الى اكثر من المسايرة والقفز فوق خطوط التناقضات العربية. صحيح ان نبيل العربي سارع الى الادلاء بتصريحات تعد بالتغيير والتطوير في عمل الجامعة، ولكن ما قاله لا يشكل فاصلة في ابجدية وعود عمرو موسى، الذي وصلت به الاحلام والرومانسيات الى حدود الحديث عن البرلمان العربي المشترك والمنتخب انتخابا(!) وعن محكمة العدل العربية، وعن السوق العربية المشتركة، وما الى ذلك من الطموحات التي تساقطت دائما كحطام امام جدار الخلافات العربية، وأمام استحالة توافر اجماع عربي على اعطاء الجامعة دورا مؤثرا يجعل منها مرجعية! وليس سرا ان الجامعة العربية تمثل ظاهرة في الاستكانة والمحدودية، فهي منذ ستين عاما ونيف لم تستطع ان تفعل شيئا يجعلها تستحق اسمها عمليا، فلم تجمع العرب في شيء ولم تتمكن من ان تعالج الفرقة والانقسام وحتى الحروب بينهم. واذا كانت قد راوحت في المكان الذي جعل منها مجرد سكريتاريا تحضّر للاجتماعات الوزارية العربية والقمم التي انقطعت في وقت من الاوقات وعادت لتعقد من دون اي فعالية تذكر، فان مبدأ الاجماع الذي كان مطلوبا توافره في قرارات الجامعة ادى الى مضاعفة فشلها كما هو معروف. ولأنها كانت فاشلة الى هذا الحد نشأ مجلس التعاون بين دول الخليج الست واتحاد الدول المغاربية الذي لم ير النور تقريبا. والآن بعد توسيع جغرافيا دول مجلس التعاون الخليجي بانضمام الاردن ودعوة المغرب، فلا بد من ان تهتز الارض تحت اقدام الجامعة. يواجه نبيل العربي ثلاثة تحديات: تغيير الواقع المأسوي للجامعة ونحن في مرحلة "الربيع العربي"، وحماية الجامعة من التشظي بعد مؤشرات توسع مجلس التعاون الخليجي، والحد من التناقضات العربية التي افشلت الجامعة، وهذه مسؤوليته ومسؤولية الدول العربية قبله! *نقلا عن"النهار" اللبنانية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل