المحتوى الرئيسى

مخيم اليرموك يخرج عن بكرة أبيه لتشييع الشهداء بقلم: زياد ابوشاويش

05/17 01:02

مخيم اليرموك يخرج عن بكرة أبيه لتشييع الشهداء بقلم: زياد ابوشاويش في عرس مهيب ودموع يمتزج فيها الحزن والسرور وباقات الورود الجميلة وحبات الأرز المنثور على طول الطريق الممتد من بداية شارع اليرموك وحتى مقبرة الشهداء على مشارف الحجر الأسود شيع عشرات الآلاف من جماهير مخيم اليرموك والمخيمات المجاورة وعدد كبير من الأشقاء السوريين شهداء معركة العودة الذين سقطوا على ثرى الجولان الحبيب في طريقهم إلى فلسطين التي اكتحلت أعينهم برؤيتها قبل أن يرحلوا نحوها إلى الأبد. الجنازة التي خرج فيها الناس دون دعوة أو تنظيم أو إشراف من أي جهة، كانت الأكبر في تاريخ المخيم بعد جنازة القائد الفلسطيني الكبير خليل الوزير "أبو جهاد". الاندفاع الهائل من الشعب لتكريم هؤلاء الشهداء يعطي الدليل الواضح على فهم عميق لقيمة ما قدمته هذه الثلة المباركة من أبناء وطننا الفلسطيني الذي نتشرف بالانتماء له، رغم الظروف الصعبة والمربكة التي تمر بها المنطقة والقضية الفلسطينية. لقد مثل كسرهم لحاجز الخوف المصطنع أبرز علامات الطريق لتحرير فلسطين، كما أعطى تلاحمهم العظيم الدرس الأهم للوحدة الوطنية المرتكزة على وحدة الدم والأرض والعدو الذي يجب أن توجه نحوه فقط البنادق والرصاص. كانت ابتسامات الناس وتهليلهم أثناء الطريق لمواراتهم الثرى تشي بمكنونات الصدور، هذه التي تعرف أن دم الشهداء لم يذهب هدراً بل أعطى لهم ولمستقبل قضيتهم الهدية والانجاز الأكبر منذ سنوات طويلة، لقد أدرك الجميع (وقد استمعت لتعليقات العديد من المشيعين) أن حق العودة الهدف الأهم للثورة والشعب اكتسب زخماً هائلاً، وأن شعار العودة قبل هذا الزحف المجيد وسقوط الشهداء ليس ذات الشعار بعده، وأن العدو الصهيوني الذي تفاجأ بالهجوم الشجاع للاجئين من مخيمات القطر العربي السوري أصيب بالهلع وخرجت من رئيس وزرائه العنصري تصريحات هستيرية تدل على الخوف من نتائج غزوة الشتات العظيمة. لقد بات الطريق لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني أكثر وضوحاً بعد هذا وعمقت من هذا الإدراك حجم وطريقة التشييع التي جرت وقائعها اليوم الاثنين عصراً. إن الحفاوة التي استقبلت بها جثامين الشهداء أمس ليلاً زادها رونقاً وألقاً الحضور المميز هذا اليوم لنساء وأطفال المخيم وراء النعوش التي حملت على الأكف بكل الحب والتبجيل. إنه يوم الانتصار بلا غرو، وهو يوم الوحدة الوطنية والتلاحم الكبير الذي يأتي بعد المصالحة، ليعطيها بالإضافة لعامل قوة جديد، الوعي الضروري بأهمية امتزاج الدم، وفهم أدق للتغول الإسرائيلي الذي لا يفرق بين أحد ممن يتقدمون بثبات نحو أرضهم. إن الشعارات التي رفعت والهتافات تقدم النموذج الأكثر إشراقاً لنتائج الحكمة والشجاعة والتصميم الذي لا يلين على استرداد الحق، ولعل من بينها ما لفت الانتباه حين تردد الشعار الكبير القائل : سورية، فلسطين، شعب واحد. وشعار: الشعب يريد تحرير فلسطين. سيرقد شهداؤنا بسلام في مثواهم الأخير ينتظرون تحقيق الحلم الذي سقطوا من أجله، وبدون شك فإن من خرجوا في جنازة مشهودة كالتي حصلت هذا اليوم سيحملون دوماً في قلوبهم وعقولهم ووجدانهم ليس صور الشهداء وأسماءهم فقط، بل أيضاً هذا الحلم الذي سيتحقق غداً أو بعد غد، لننقل جثامينهم الطاهرة إلى ربوع مدنهم وقراهم في فلسطين. لهم ولعائلاتهم ولكل أهلنا في فلسطين والشتات نتقدم بالعزاء والتبريك لرحيل مشرف أضاء سماء الوطن الفلسطيني وسيبقى نموذجاً هادياً لشعبنا العربي في كل الوطن العربي الكبير. المجد للشهداء والنصر لفلسطين والأمة العربية. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل