المحتوى الرئيسى

دور غلاء المهور في ارتفاع العنوسة عند الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج بقلم:أ. بسام محمد أبو عليان

05/17 00:29

دور غلاء المهور في ارتفاع العنوسة عند الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج أ. بسام محمد أبو عليان يعتبر الزواج أحد الأنساق الفرعية في النظام الأسري، مما يعني أن الزواج كنسق اجتماعي يؤثر ويتأثر ببقية النظم الاجتماعية الأخرى، فهو يتأثر بالأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والصحية في المجتمع. والزواج كظاهرة اجتماعية له صفة العالمية. وقد حظي الزواج باهتمام علماء الاجتماع فدرسوا الظاهرة من كافة جوانبها، كون أن الزواج هو الخطوة السابقة على بناء الأسرة التي تعتبر النواة الصلبة في تكوين المجتمعات الإنسانية. والزواج في أبسط معانيه هو ارتباط بين رجل وامرأة يهدف إلى إشباع الحاجات الجنسية بصورة يقرها الدين وترتضيها قواعد وثقافة المجتمع، بالإضافة إلى إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية. وعليه فإن أول حالة زواج شهدتها المجتمعات الإنسانية حينما ارتبط آدم عليه السلام بحواء. وقد مر الزواج في عدة مراحل إلى أن وصل إلى صورته المتعارف عليها الآن. وقد رغّب الإسلام في الزواج وحث عليه، لأن الزواج هو الخطوة الأولى على طريق بناء الأسرة السليمة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم21]. وقال صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم ولا تكونوا كرهبانية النصارى". وقال: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". يتضح من الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قدّم معيار (الدين، والأخلاق، والأمانة) على بقية معايير الزواج الأخرى كالمعيار الاقتصادي، والاجتماعي، والتعليمي. ولا يعني هذا التقليل من أهمية هذه العوامل وتأثيرها على الزواج والاستقرار الأسري. وقد حذر صلى الله عليه وسلم من تقديم معايير أخرى على معيار الدين، لأن النتيجة ستكون وقوع الفتنة والفساد على صعيد الأفراد والأسرة والمجتمع. وما الخلافات الأسرية وارتفاع حالات الطلاق إلا بسبب إهمال "الدين والأخلاق" في أغلب حالات الزواج، والالتفات إلى الجوانب المادية والكماليات. في المقابل نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حدد معايير اختيار الزوجة فقال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك". وبنظرة تأملية نجد أن المعايير الثلاثة الأولى: (المال، الحسب، الجمال) هي السبب الرئيسي والمحرك الفعال لكافة المشكلات الأسرية في حال انعدام التكافؤ في أي منها بين الزوجين. ومن صور ترغيب الإسلام في الزواج نداء الرسول الله صلى الله عليه وسلم الموجه إلى الشباب: "يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء". إن الشباب في المجتمعات المعاصرة التي تنتشر فيها ثقافة الفضائيات والإنترنت المليئة بالتبرج والسفور والعري، بالإضافة إلى تزايد معدلات الانحراف الاجتماعي والتحلل الأخلاقي، إن هؤلاء الشباب في أَمس الحاجة إلى تطبيق سنة الزواج. إلا أن المعوقات والعقبات التي تقف في طريق تطبيق هذه السنة أكبر من طاقات وقدرات الشباب، ويأتي في طليعتها (غلاء المهور)، وعدم القدرة على تأمين كافة متطلبات الزواج، بالإضافة إلى الحصار الصهيوني، وارتفاع الأسعار، وسهولة الحصول على الملهيات التي من خلالها يمكن إشباع الحاجات الجنسية بصورة غير مشروعة كالمواقع الإباحية والصور الخليعة والأقراص المدمجة التي تروج للأفلام الإباحية، مما يعني إمكانية استغناء الشباب عن الزواج وتكاليفه المرهقة. خلاصة القول: أن الإسلام رغّب في الزواج وحث عليه، لأن في الزواج حفظ للأنساب وصيانة للأعراض، واستمرار لبقاء المجتمع. تعريف المهر المهر له مسميات عديدة: صداق ونحلة: الله تعالى: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}. "فريضة": قال تعالى: {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً}. وقوله: {فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}. تعريفه: "هو ما يجب للمرأة على الرجل من المال، أو المنفعة المقومة بالمال في عقد زواج صحيح، أو دخول بشبهة، أو وطء في عقد نكاح فاسد". المهر في الإسلام: المهر ليس ركنا من أركان عقد الزواج ولا شرطا له، إلا أن الحكمة من المهر هو بيان أهمية عقد الزواج، والحفاظ على مكانة وكرامة المرأة. وليجعل الزوجان يقدسان الحياة الزوجية وعدم إنهائها لأهون الأسباب. والمهر حق يجب على الرجل أن يدفعه للزوجة، وإن لم يقم بذلك، أو أضمر النية بعدم دفعه فقد عرّض نفسه لسخط الله تعالى، ففي الحديث: "أيما رجل تزوج امرأة فنوى أن لا يعطيها من صداقها شيئا مات يوم يموت وهو زان". مقدار المهر: لم يرد نصا في القرآن أو السنة يحدد قيمة المهر قليله أو كثيره ليقيد به أفراد المجتمع، إنما ترك الأمر مفتوحا، وهذا من تيسير الدين لأن الذي يتحكم في مقدار المهر تفاوت الناس في المستوى الاقتصادي والمكانة الاجتماعية، بالإضافة إلى الاختلاف في الطباع والعادات والتقاليد. وهذه الجوانب تختلف من مجتمع لآخر، وكذلك تختلف في المجتمع الواحد من فترة زمنية لأخرى، بل أنها تختلف في المجتمع الواحد من طبقة اجتماعية لأخرى. هناك العديد من الأحاديث التي رغبت في تقليل قيمة المهر، "خير نساء أمتي: أصبحهن وجها، وأقلهن مهرا".. "خير النكاح أيسره".. "إن من يمن المرأة: تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها". المهر في الأمثال الشعبية الفلسطينية هناك العديد من الأمثال الشعبية الفلسطينية التي تحدثت عن غلاء المهور مبررة ومدافعة عن هذه الظاهرة. كقولهم: "ارفع المهر بهرب الصهر"، وقولهم: "اللي ما بده يجوز بنته يزود مهرها". أي جعلوا من غلاء المهور سببا من أسباب صرف الشباب عن الزواج. وهناك من الأمثال التي تبرر رفع قيمة المهور كقولهم: "إلي بده المليحة بدفع مهرها". وقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك حينما قالوا: "اللي بده الملاح ببيع السلاح"، وقد نادى المثل بعدم الندم أو التباكي على ما يدفع من مهر للفتاة الجميلة مهما علت قيمته، فقالوا: "يا ميخذ الملاح لا تكون نواح". بل أن الأمثال اعتبرت أن من يملك المال يستطيع أن يخطب بنت السلطان فقالوا: "إلي بدفع فلوسه بنت السلطان عروسه". وفي مواضع أخرى بينت الأمثال المبرر في ارتفاع قيمة المهر، حيث يعتقدون أنه كلما ارتفع مهر الفتاة كلما تمسك بها زوجها أكثر، وقل لجوءه للتفريط بالحياة الأسرية فقالوا: "الجيزة إلي ببلاش طلاقها أهون". أسباب غلاء المهور 1.الحصار الصهيوني الخانق على المجتمع الفلسطيني: فرض الحصار الصهيوني على المجتمع الفلسطيني منذ اندلاع انتفاضة الأقصى والذي لا يزال مستمرا إلى يومنا هذا، وقد اشتد بشكل أكبر بعد إفرازات الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية التي أدت إلى فوز الإسلاميين في أغلب مقاعد المجلس التشريعي، وقد ازداد الأمر سوء على سوء بعد وقوع الانقسام. هذا الحصار الصهيوني ترتب على الكثير من المشكلات الاجتماعية، حيث تجاوزت نسبة البطالة الـ(65%)، ومن أبرز هذه المشكلات الاجتماعية: (ارتفاع معدلات الفقر، انتشار جريمة القتل، السرقة، الطلاق، التسول، العنف والتفكك الأسرى، تعاطي المخدرات) بالإضافة إلى مشكلة "غلاء المهور". ونظرا لظروف الحصار الصهيوني المحكم على قطاع غزة فبدلا من أن تعمل الأسرة الفلسطينية على التخفيف من حدة مشكلات الزواج، نجدها سارت في اتجاه عكسي حيث ارتفاع قيمة المهور. هذا الأمر دفع بالكثير من الشباب للعزوف عن الزواج ـ ليس عزوفا من أجل العزوف ـ إنما بسبب عدم قدرتهم على توفير متطلبات الزواج المبالغ فيها، والتي هي في أكثر الأحيان تدخل في باب الترف والإسراف. هذا العزوف ترتب عليه مشكلة اجتماعية أكبر وهي ارتفاع ظاهرة (العنوسة) عند الفتيات. وفي استطلاع للرأي قام به الباحث حول "أسباب ارتفاع ظاهرة العنوسة عند الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج في المجتمع الغزي"، تبين (64%) يرون ارتفاع العنوسة في المجتمع الفلسطيني بسبب (غلاء المهور)، و(75%) يرون أن (غلاء المهور) هو السبب في عزوف الكثير من الشباب عن الزواج. (32%) يروا أن من أسباب ارتفاع العنوسة في المجتمع الفلسطيني هو "عزوف الشباب عن الزواج". و(84%) يرون "عدم قدرة الشباب على تأمين السكن ومتطلبات الزواج" هو من أسباب عزوف الشباب عن الزواج. وعليه؛ يمكن القول: أن العلاقة بين عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة عند الفتيات في المجتمع الفلسطيني هي علاقة تبادلية بحيث كل منهما مرتبطة بالأخرى، وكلاهما ترتبطان بشكل رئيسي بظاهرة غلاء المهور. ولم تتفق دراسة اجتماعية على نتائج دراسة مشكلة ما كاتفاقها على نتائج ظاهرة غلاء المهور. بحيث أجمعت جميع استطلاعات الرأي التي أجريت في العديد من المجتمعات العربية على أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء العزوف عن الزواج والعنوسة هو ارتفاع قيمة المهور. 2.ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش: طالما هناك حصار صهيوني، وارتفاع لمعدلات البطالة، وتفشي الفقر، سيترتب على ذلك غلاء فاحش في كافة الأسعار. وقد ازداد الأمر سوء بعد أن قام الاحتلال بإغلاق كافة المعابر التجارية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع قيمة السلع ـ بكافة أنواعها ـ إلى ثلاثة أضعاف سعرها الطبيعي. ومما لا شك فيه أن هذا الغلاء انعكس على الزواج. لذلك فقد تجاوزت قيمة المهر في بعض مناطق قطاع غزة على (5000) دينار أردني، في حين أن هذا المبلغ لم يكن هكذا في فترة ما قبل الحصار يتجاوز (3000) دينار أردني في أعلى معدلاته. وفي ظل شح المواد الخام وعدم القدرة على توفير السكن وتأثيثه، لجأ الكثير من الشباب المقبلين على الزواج إلى ترميم غرف النوم القديمة. كذلك انتشرت ظاهرة جديدة على المجتمع الغزي وهي الحصول على (الذهب الصيني) الذي هو أقل جودة مقارنة بالذهب المتعارف عليه، هذا إلى جانب الارتفاع في أسعار الملابس وبقية تجهيزات بيت الزوجية. بمعنى آخر، أن تكاليف ومصروفات حالة زواج واحدة في الوضع الاقتصادي الحالي تعادل حالتي زواج قبل الحصار. وتشير نتائج الاستطلاع الذي قمنا به أن (البطالة، وغلاء الأسعار) هما من أسباب عزوف الشباب عن الزواج، وكانت النسب على التوالي: (83%) للبطالة، و(56%) لغلاء الأسعار. 3.اعتقاد بعض الأسر كلما ارتفع قيمة المهر، كلما عكس قيمة ومكانة الفتاة: (65%) من العينة يرون أن "تدخل الأسرة في تحديد معايير الزواج" هي من أسباب انتشار ظاهرة العنوسة في المجتمع الفلسطيني. و(32%) يرون أن "الشروط التعجيزية التي يضعها أهل الفتاة" من أسباب عزوف الشباب عن الزواج. 4.التفاخر والتباهي الاجتماعي: تلجأ الكثير من الأسر الفلسطينية إلى رفع قيمة المهور من أجل التفاخر والتباهي في الوسط الاجتماعي الذي يقطنون فيه. إن هذا التصرف أرهق الكثير من الأسر الفلسطينية، الأمر الذي جعل بعض الأسر تهتم بالكماليات والمظاهر الخارجية ولو كان على حساب الضروريات، وإن كان بالدَّين والاقتراض من أجل أن تظهر الأسرة بالمظهر اللائق أمام الآخرين!! من صور التفاخر والتباهي: غلاء المهر، استعدادات وطقوس الخطوبة، تكاليف الوليمة الإسرافية، نوع الضيوف والمدعوون، صالة الفرح، عدد ونوعية السيارات... إلخ. ومما يؤكد صحة هذا التوجه ما بينته نتائج دراسة أجريت في الإمارات حيث بينت أن (50%) من الشباب يرون أن الشروط التعجيزية التي يضعها الأهل تقف حجر عثرة في طريق إتمام زواجهم. أما في فلسطين من أسباب عزوف الشباب عن الزواج: "كمية الذهب المبالغ فيه" بنسبة (46%)، والفرق في المكانة الاجتماعية (42%). في حين (52%) يرون أن "الفرق في المكانة الاجتماعية بين الشاب والفتاة" هو من أسباب ارتفاع ظاهرة العنوسة في المجتمع الفلسطيني. 5.اعتقاد بعض الأسر كلما كانت الفتاة جميلة، أو حاصلة على تعليم جامعي، يجب أن يكون مهرها عاليا مقارنة بغيرها ممن لا تتوفر فيهن هذه الصفات. من الناحية الموضوعية يجب أن تتميز الفتاة الجميلة وذات التعليم العالي عن الفتيات الأخريات اللواتي ليس لهن حظ وافر من الجمال أو تعليم عال، إلا أن هذا التميز يجب ألا يكون بشكل مبالغ فيه، وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة معايير رئيسية في اختيار الزوجة ثم رجّح معيار (الدين)، كون أن الدين هو الحصن المنيع الذي من خلاله يمكن حفظ البيوت وضمان لديمومة العلاقة الزوجية. 6.عمل الفتاة في بعض المهن والوظائف مثل: (الطب، التمريض، التعليم): يعتقد بعض الآباء أن عمل الابنة هو مبرر له كي يغالي في قيمة المهر. وصنف آخر من الآباء يعتقد أنه حينما يتقدم شاب لخطبة الابنة الموظفة أنه جاء لخطبتها طمعا في الراتب الذي تتقاضاه، لذلك يلجأ الآباء إلى رفع قيمة المهر. وهذا الارتفاع في قيمة المهر يعود لأحد سببين: الأول/ إبعاد وتنفير الشاب في الخطبة، وهو شكل من أشكال الرفض غير المباشر. الثاني/ عدم رغبة الأسرة في تزويج ابنتهم باعتبارها مصدر دخل للأسرة، وهي التي تنفق على البيت، وأنه في حال زواجها سيفتقدون هذا المصدر. ومما يدعم هذا الكلام ما كشفت عنه دراسة سعودية أن (80%) من الفتيات المتعلمات اللاتي تتراوح أعمارهن بين (30-40) سنة، أن نسبة العنوسة ترتفع عند الفتيات اللواتي يحصلن على رواتب عالية. وفي دراسة أخرى بينت أن (23%) من آباء الفتيات الموظفات يرفضون تزويج ابنتهم لأنه متزوج من اثنتين وهو بحاجة إلى راتب ابنته حتى يتسنى له الإنفاق على الأسرتين. 7.اعتقاد البعض كلما كان المهر مرتفعا كلما كان أكثر إلجاما وتقييدا للشاب من تعدد الزواج، وفي ذلك توفير الأمان لابنتهم وحمايتها من ظاهرة التعدد: لقد جهل هؤلاء الآباء أنه في الحالة التي تصل فيها الحياة الأسرية إلى جحيم لا يطاق، وأنه لا يمكن الاستمرار سيقدم الزوج على الانفصال مهما كانت التكاليف التي ستنتظره عالية. إن كان المؤخر باهظا قد يلجأ الزوج إلى تضييق الخناق على الزوجة، واستخدام الإيذاء النفسي أو الجسدي حتى تصل الزوجة إلى الحد الذي تطلب فيه الطلاق ولن تنل ذلك إلا بالتنازل عن كل حقوقها ـ التي كان يعتقد الأهل أنه ستكون طوق الأمان والنجاة لابنتهم ـ . إذن ارتفاع المهور ليس واقيا للأسرة من التفكك والتحلل، وليس أمانا للحفاظ على استمرار الزواج وضمان مستقبل الفتاة طالما أن الأسرة افتقدت لأهم مقومات الاستمرار الأسري وهو التوافق والهدوء النفسي والدفء العاطفي. 8.ترديد بعض الآباء أن الفتاة منذ ولادتها حتى كبرت أو أنهت تعليمها الجامعي قد كلفت الأسرة الكثير من المصاريف لذا يجب استرداد شيئا من هذا المال من خلال رفع قيمة المهر. المشكلات الاجتماعية المترتبة على ظاهرة غلاء المهور 1)عزوف الشباب عن الزواج وما يترتب عليه من مشكلات اجتماعية متعددة، أهمها ارتفاع العنوسة عند الفتيات. 2)تنامي ظاهرة العنوسة عند الفتيات: في مصر وصل عدد الشباب والفتيات الذين تجاوزوا سن الزواج ولم يسبق لهم الزواج (9) مليون عانسا وعازفا. في السعودية بلغ عدد العوانس (مليون) عانسا. وفي قطر (15%)، والكويت (18%)، البحرين (20%). العراق (36)، الجزائر (61.8%)، الإمارات (35) ألف عانسا. 3)التحلل الأخلاقي والقيمي حيث يسعى الكثير من الشباب والفتيات إلى إشباع الرغبات والحاجات الجنسية عن طرق غير مشروعة: من هذه الطرق: زيارة المواقع الإباحية، تبادل المقاطع الإباحية عبر الجوالات والبلوتوث، مشاهدة الصور الخليعة، متابعة المجلات الفاضحة، توزيع الأقراص المدمجة التي تحتوي على مقاطع مخلة بالآداب. 4)انتشار ظاهرة الزنا في أوساط الشباب والفتيات: من يتابع المواقع الإخبارية يجد أنه لا يمر يوم إلا ونقرأ فيه خبرا من قبيل: الإمساك بخلايا تعمل على نشر الرذيلة في أوساط الشباب والفتيات، القبض على شبكات للدعارة والعمل على تفكيكها. 5)يشجع غلاء المهور على انتشار ظاهرة "الزواج العرفي"، الذي ليس فيه أية التزامات أسرية. 6)الزواج من أجنبيات هربا من نار غلاء المهور: بيّن استطلاع الرأي أن (23%) من الشباب الفلسطيني يفضلون الزواج من أجنبيات ـ لاسيما الأعاجم ـ لأن هذا الزواج لا يحتاج إلى تكاليف كبيرة مثلما هو الحال في المجتمع الفلسطيني. طرق للوقاية والحد من ظاهرة غلاء المهور (1)العمل الجاد على بيان خطورة مشكلة "غلاء المهور" على البناء الاجتماعي على المدى البعيد، حيث يترتب عليها التحلل الأخلاقي والاجتماعي ونشر الرذيلة في أوساط الشباب الذين تجاوزت أعمارهم سن الزواج. ويجب أن يناط هذا الدور بخطباء المساجد والدعاة. (2)تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة لبيان موقف الإسلام من مسألة الزواج وغلاء المهور، والإشارة إلى المخاطر الأخلاقية والاجتماعية المترتبة على غلاء المهور وانتشار ظاهرتي العنوسة والعزوف عن الزواج، من خلال البرامج المتنوعة والملصقات والنشرات والحملات الإعلامية والمواقف الكوميدية المعبرة والهادفة. (3)عقد محاضرات وندوات تثقيفية وتوعوية للأسر والأهالي لنفس الهدف سالف الذكر. (4)العمل إلى إيجاد المؤسسات الاجتماعية التي تتبنى قضايا تيسير الزواج في المجتمع الفلسطيني من خلال توفير القروض والمنح والمساعدات المالية، حتى تخفف على كاهل الشباب بعضا من تكاليف الزواج الباهظة. (5)مشروعات الزواج الجماعي: إن مثل هذه المشروعات موجودة في المجتمع الفلسطيني لكنها ليست فعالة بشكل كبير ومنتظم، إنما هي مشاريع موسمية. ونظرا لعدم وجود مؤسسات فاعلة ترعى هكذا مشروعات فقد قامت الحركات السياسية لتسد هذه الثغرة التي عجزت مؤسسات المجتمع المدني القيام بها، فهناك العديد من مشروعات "الزواج الجماعي" التي نفذتها حركة حماس في أماكن مختلفة من القطاع، ومشروعات أخرى نفذتها حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة، ومشروع آخر نظمته حركة فتح في محافظة خانيونس سنة 2004م. في حين أن مثل هذه الأنشطة ليست من اختصاص الحركات والجماعات السياسية، وإنما يجب أن يكون هذا العمل من اختصاص مؤسسات المجتمع المدني. (6)العمل على توفير فرص عمل للشباب للحد من ظاهرة البطالة، للوقوف في وجه غلاء المهور والارتفاع الفاحش للأسعار. وقد بين استطلاع الرأي أن (32%) يرون أن "الفرق في المستوى الاقتصادي بين الشاب والفتاة" هو من أسباب عزوف الشباب عن الزواج. (7)قيام الدعاة وقادة الرأي والعلماء بالمبادرة بتخفيف المهور عند تزويج بناتهم والابتعاد عن المظاهر المسرفة والكمالية المبالغ فيها في طقوس الزواج ليكونوا قدوة حسنة لمن خلفهم في المجتمع. (8)التخفيف من مظاهر الإسراف والبذخ في الكماليات والأشياء الثانوية في الأعراس وحفلات الزواج، كالعدد الزائد عن الحد في السيارات، والولائم الكبيرة، والكوافير، وصالة الأفراح، والزخرفة والبهرجة، ومكبرات الصوت... إلخ. (9)العمل صياغة ميثاق شرف بين الوجهاء ومخاتير العائلات والدعاة يحث على تخفيف قيمة المهور لترغيب الشباب في الزواج وللحد من ظاهرة العنوسة في صفوف الإناث.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل