المحتوى الرئيسى

مسامير وأزاهير 243 ...الشجب والاستنكار في تحرير فلسطين!!بقلم:سماك العبوشي

05/16 23:22

مسامير وأزاهير 243 ...الشجب والاستنكار في تحرير فلسطين!!. هكذا فاجأ اللاجئون الفلسطينيون حكومة تل أبيب، وأربكوا دوائرها الأمنية والاستخبارية التي ظنت بأن الاحتفال بذكرى النكبة سيقتصر - كما جرت العادة في كل عام - بإلقاء الخطب والشعارات الرنانة الطنانة مع سرد ممل لقصة النكبة الحزينة، فإذا بالاحتفال بيوم النكبة لهذا العام يأخذ طابعاً مميزاً ومنحى ثورياً ومنعطفاً جديداً تمثل بزحف اللاجئين الفلسطينيين نحو الحدود الفاصلة وهزها للأسلاك الشائكة للسياج الأمني الفاصل بين حدود الكيان الصهيوني مع كل من سوريا ولبنان مما أدخل الرعب في نفوس العدو، هذا ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، حيث نجح المتظاهرون المحتجون باختراق حقول الألغام أمام قرية مجدل شمس السورية، مما أعطى مؤشراً قوياً بأن هذه الألغام لم تكن لتقف حجر عثرة أمام عزم وتصميم جحافل المتظاهرين وتحديهم للوصول حيث الحدود المطلة للأرض الفلسطينية المحتلة!!. لقد قرأت الصحف الصهيونية ذاك المشهد الرائع لشبان التظاهر بشكل صحيح، فراحت تدق أجراس التحذير والتنبيه لتعلن بروز نهج جديد وروح غير مألوفة للتصدي للعدو الصهيوني، حتى أن صحيفة معاريف العبرية قد رأت بأن "إسرائيل" قد تجد نفسها أمام ورطة حقيقية متمثلة بشعور اللاجئين الفلسطينيين الموجودين بالدول العربية بأن رياح التغيير وربيع الانتفاضات العربية ستمنحهم ولاريب الزخم اللازم لاستنهاض الهمة لاسيما في ظل ما تحقق مؤخراً من مصالحة وطنية فلسطينية مباركة تمت بعد لأي ومخاض عسير بين كبرى فصائل الثورة الفلسطينية "فتح وحماس" وفشل كل الجهود التي تندرج تحت باب السلام المزعوم معها!!. بالأمس فقط، كنت قد نوهت بمقالي السابق المعنون "مسامير وأزاهير 242 ...15 أيار كان نكبة فليكن صموداً وفرحة!!" إلى الحقيقة القائلة "ماحك جلدك مثل ظفرك" في معرض حديثي عن إحياء يوم النكبة وضرورة جعل الذكرى يوم صمود وتصد ونصر!!، ولقد صدق حدسي وظني، فالدروس والعبر من حراك اليوم يثبت وبالوجه القاطع: أولاً. سقوط مقولة بن غوريون الشهيرة "الكبار سيموتون والصغار سينسون"، وما رأيناه اليوم من على شاشات التلفاز وهي تنقل إلينا مجريات الأحداث يثبت وبشكل قاطع وهم بن غوريون، فالسواد الأعظم ممن زحف مشاركاً بتلك التظاهرة إحياءً لذكرى النكبة إنما هم الشباب واليافعون من أبناء فلسطين، وأن جيل النكبة قد تمكن من غرس الروح الوثابة لدى أبنائهم، فظل محافظاً متشبثاً بحق أجداده الشرعي والتاريخي بالعودة إلى فلسطين، وأثبت بشكل قاطع أنه يأبى الاستسلام للعدو وممارساته وأنه يتحرق شوقاً لتحقيق حلمه بدولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس. ثانياً. أن هوان وسكوت وذل قادة أنظمتنا وجامعتنا العربية كانت ومازالت صفات ملازمة لها، برغم رياح التغيير التي هبت في بلداننا العربية، وخروج الجماهير العربية مؤازرة لمطالب أبناء فلسطين، ذاك الهوان والسكوت والذل الذي كان عامل تعويق دائم لتحقيق أحلام شعب فلسطين، فلقد ارتأت معظم أنظمتنا العربية عدم التعليق على مجريات ما حدث من مجازر اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني سقط على أثرها العديد من الشهداء، ووقفت تتفرج على استحياء وكأن الأمر لا يعنيها، فيما اكتفت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وعلى لسان الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة (السفير محمد صبيح) بتوجيه استنكار وإدانة للكيان الصهيوني لما اقترفته قوات الاحتلال من جرائم وحشية بحق المتظاهرين العرب والفلسطينيين على كل من الحدود اللبنانية والسورية وفي منطقة شمال قطاع غزة والقدس المحتلة وتحذيره للكيان الصهيوني من "اللعب بالنار"، كما وجاء على لسانه بأن الجماهير العربية التي قادت التغيير في المنطقة لا تخيفها "إسرائيل" وقوتها، فكان لعمري بذلك قد نطق بنصف الحقيقة المتمثلة بأن الجماهير العربية لا تخشى "إسرائيل" وجبروتها، وتناسى نصف الحقيقة المغيبة الأخرى المتمثلة بغياب الدور العربي الرسمي عن الأحداث الساخنة التي تحدث في الساحة الفلسطينية بيوم النكبة نتيجة منطقية لما تتسربل به تلك الأنظمة العربية من ذل وهوان وخنوع وانبطاح!!!. ثالثاً. حتى الأمس القريب، كان شعبنا الفلسطيني قد خضع لجملة من ممارسات الابتزاز والتدليس والتواطؤ والنفاق السياسي، سواء أكانت عن عمد أو اجتهاد خاطئ، بعضها كان دولياً فيما كان البعض الآخر عربياً و فلسطينياً، حيث اشتركت جميعها – بقصد أو دون قصد وحسب النوايا - بقاسم مشترك واحد تمثل بمحاولات محمومة لتمييع القضية الفلسطينية وطمس تاريخها من خلال الدعوات لإقامة الدولة الفلسطينية ومحاولة إلغاء الفعل الجماهيري الثوري المتمثل بالكفاح والنضال من أجل استرداد حقوق سليبة مضيعة، ولقد خرجنا بنتيجة واحدة أيضاً كان قاسمها المشترك الأعظم يتمثل بفشل ذريع لكل تلك الجهود التي أرادت النيل من إرادة شعب فلسطين برغم ما صاحب ذاك من تراجع للقضية الفلسطينية، فصار لزاماً علينا والحالة هذه أن نقرع أبواب تلك الخيارات التي تنطلق من مقولة "ما حك جلدك غير ظفرك" والتي عطلت زمناً طويلاً، لنبرهن للعالم أجمع أن حقوقنا ثابتة وأنها ستعود إلينا إن عاجلاً أو آجلاً بفعل اقتدارنا وقدرتنا وحراكنا الجماهيري الثوري المنظم والمستمر المتواصل وتفعيله، ذاك الحراك الذي كفلته الشرائع السماوية والقرارات الدولية الخاصة باحترام حق تقرير المصير والعيش الكريم بعيداً عن الهيمنة الاستعمارية البغيضة واغتصاب الأرض ومحاولات طمس الهوية العربية والإسلامية لفلسطين الحبيبة!!. لقد عاش الكيان الصهيوني في جحيم طيلة فترة الاستعدادات التي دعا إليها شبابنا لإحياء ذكرى النكبة، واتخذت حكومة تل أبيب ومنذ شهر آذار / مارس كل الاحتياطات الأمنية اللازمة من أجل إجهاض دعوات التظاهر تلك وامتصاص زخمها وإفشالها لتزامنها وربيع التغيير العربي، وها هي "موسوعة ويكيبيديا" تنشر في صفحاتها موضوعاً تحت عنوان "إرهاصات الانتفاضة الثالثة" تحدثت فيه وبالتواريخ عما خططت له تل أبيب لذلك، وكيف أنها قد شنت حرباً شعواء على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطيني "الفيس بوك" التي خصصت للمناداة بإحياء هذه الذكرى الأليمة وجعلها نقطة تحول بتاريخ النضال الفلسطيني بعد سلسلة فشل جهود السلام المزعوم، وأقتبس بعض ما جاء فيها لأهمية ما ذكر فيها: "السبت 19/3/2011 م: إسرائيل تخشى ثورة شعبية: تتابع تل أبيب بقلق الحراك الشعبي الفلسطيني الداعي إلى إنهاء الاحتلال، وتعد العدة لسيناريو التصدي لثورة شعبية محتملة ومشابهة للثورات الشعبية التي شهدها عدد من الدول العربية، فقد كشفت مؤخرا وسائل إعلام إسرائيلية عن استعدادات وخطط يعدها الاحتلال للتصدي لمظاهرات مدنية فلسطينية في حال نشوبها بكافة الأراضي الفلسطينية، بما فيها المناطق والبلدات الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، ويجمع محللون فلسطينيون على أن الباعث على الخشية الإسرائيلية هو الخوف من أن يتحرك الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ومناطق 48 والشتات، ويتوحد حول هدف طرد الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. الثلاثاء 29/3/2011 م: فيسبوك يغلق صفحة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة: يبدو أن موقع فيسبوك (مهد الثورات العربية وملهمها) لم يستطع مواجهة الهيجان الإسرائيلي الذي طالبه بإغلاق صفحة "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" التي تدعو لانتفاضة ثالثة في 15 أيار/ مايو / 2011 م، وهو التاريخ الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى النكبة، وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الأعداد الكبيرة للشبان المنضمين للصفحة التي أنشئت في 6 مارس / آذار الجاري زاد من قلق الجهات الأمنية والسياسية الإسرائيلية من هذه الحركة، حيث بلغ عددهم ربع مليون شاب خلال شهر واحد، ويظهر لمن زار الصفحة أن عدد الزوار بلغ أكثر من 300 ألف شخص، حيث كان يتم رصد دخول أكثر من 200 شخص خلال عشر دقائق أو ربما أكثر في بعض الأحيان، وإقدام إدارة الموقع على إغلاق الصفحة دفع ببعض الشبان الفلسطينيين إلى إنشاء صفحات جديدة تحت عنوان "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، فلسطين ستتحرر ونحن من سيحررها"، حيث استقطبت بضعة آلاف خلال أيام، وندد الزائرون للصفحات الجديدة بإغلاق الصفحة الرئيسة سائلين "أين حرية التعبير؟"، وأجمعوا على ضرورة "المشاركة بالانتفاضة الثالثة جنبا إلى جنب حتى لو سرنا على أقدامنا إلى المسجد الأقصى"."... انتهى الاقتباس. لقد آن الأوان لشعبنا الفلسطيني أن ينضم إلى الربيع العربي الزاهر الذي تفتحت أزهاره أخيراً لنيل الكرامة والحرية والحقوق والثورة على الاستبداد، وأن يجعل من ذكرى النكبة هذا العام حدثاً مفصلياً في تاريخ صراعنا مع العدو الصهيوني، فيخطو خطوته الأولى نحو تصحيح مسيرة العودة الظافرة إلى الأرض المحتلة، ولنتذكر دوماً بأن الشجب والاستنكار لن يجديا نفعاً في صراعنا مع العدو، فهما أفيون العقول والإرادات، وأن ما ينتزع الحقوق الفلسطينية السليبة والمضيعة إنما يتمثل بالحراك الجماهيري الثوري الذي عرف طريقه حين زحف بإرادته نحو الحدود الفاصلة مع العدو ليهز الشباك والأسلاك الشائكة. سماك العبوشي [email protected] 16 / أيار / 2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل