المحتوى الرئيسى

يا اهل طرابلس لماذا لم تقاتلوا القذافى حتى الان ؟ بقلم:د. حسين البسومى

05/16 21:30

مضت اسابيع و شهور على الشعب الليبى و هو يقاوم الظلم و يثور ضد الاستبداد القهر و الفقر و النهب و الاذلال الذى مارسه العقيد معمرالقذافى و اولاده و حاشيته ضد الشعب على مدى اربعة عقود دونما دستور او قانون او عدالة .. و قد بدأت انتفاضة الشعب الليبى سلمية تتخذ من المنادة بالحرية شعاراً و التغيير السلمى منهجاً ، و حال ولادة الانتفاضة سيطر الآلاف على شرق ليبيا فى عدة ساعات بعد ان انهارت اجهزة القذافى ، و كانت المفاجأة مذهلة لنظام العقيد الليبى ، فلم يستوعب الحدث و ظن انه يحكم ليبيا بالحق الإلهى و ان هؤلاء المنتفضين لا حق لهم فى مراجعته او معارضته او مطالبته بالحرية ، فقام العقيد باعتلاء منبر الخطابة فى ساحة العزيزية الخربة بين حشد من حرسه و ألقى خطاباً مطولاً اتهم فيه المنتفضين بأنهم تناولوا حبوب الهلوسة ، اى انهم مجانين !! و تهددهم بالويل و الثبور جراء محاكمتهم بموجب قانون العقوبات الليبى و قرأ عليهم عشرات المواد التى تعاقب بالاعدام او السجن المؤبد ، و اذ تبين له ان تلك العقوبات لن تطالهم لانهم تحرروا من سجنه ، قرر انه لم يستخدم القوة بعد و توعدهم ان يلاقوا مصير اعضاء البرلمان الروسى فى عهد يلستين او مصير الطلبة الذين انتفضوا فى ميدان السلام السماوى فى بيكين ، او مصير اهالى الفلوجة التى قصفتها امريكا بالطائرات !! و ظن المراقبون – و بعض الظن اثم – ان القذافى يهدد و لن يجرؤ ان ينفذ ، لان حالة الليبيين المتظاهرين تختلف عن كل ما تمثل به ، كما ان العالم لن يقبل فى القرن الحادى و العشرين ما سكت عنه – عجزا - فى القرن العشرين !! و لكننا قلنا – فى عدة مقالات و تصريحات صحفية – ان القذافى لن يتراجع عن استخدام القوة المفرطة فى التعامل مع المتظاهرين و سوف يكون ذلك آخر مسمار يدقه القذافى فى نعش نظامه ، و لم يخب توقعنا ، فقد بادر القذافى باستخدام كل وسائل القوة الغاشمة المتاحة له لضرب المتظاهرين ، بدءا من الطائرات و الصواريخ و القنابل و انتهاءا بتعذيب وقتل كل من يأسره من المتظاهرين! و يالها من فاجعة و ياله من عار ان يضرب القذافى شعبه بالنار ، لقد فقد اعصابه من اول وهلة و لم يتعامل مع المتظاهرين باى وجه حضارى ، اذ قابل احتجاجاتهم السلمية باطلاق النار ورد على مطالبتهم بالحرية بنسف المنازل و لم يتورع عن الاغارة عليهم بالطائرات و ضربهم بالقنابل العنقودية التى تقتل عشوائياً و انتهى به الحال بقصف البلدات التى يسيطرون عليها بالصواريخ ، و هو الامر الذى اثار عليه احرار العالم كله ، فاجتمع اصدقاؤه و اعداؤه على قلب رجل واحد و استصدروا قراراً من مجلس الامن الدولى لحماية المتظاهرين و قام حلف الناتو بقصف القذافى بالصواريخ و ضربه بالطائرات كما فعل هو بالمتظاهرين !! ، و ضاع الجيش و السلاح الليبى لان حاكم ليبيا المجنون الذى يتعاطى حبوب الهلوسة ضحى بليبيا الشعب و الجيش فى سبيل ان يبقى على سلطته و جبروته بعد ان تسلط عليها اربعين عاماً دون ان يسأله احد ماذا افاد ليبيا ، و هل انفق عائدات النفط على الشعب ام ان تلك العائدات ذهبت لجيوب و حسابات اسرته فى بنوك اوروبا و امريكا .. ان ليبيا من اغنى دول العالم و لكن شعبها من افقر شعوب الارض ، فليبيا تعانى ازمة حرية و ازمة غلاء و ازمة سكن وازمة انتاج و ازمة وظائف و ازمة تعليم و ازمة طب و ازمة عدالة توزيع و ازمة فكر و ازمة زواج الخ الخ بينما لا يتورع القذافى عن مغامراته فى افريقيا موزعاً بعض عائدات النفط على اصدقائه الرؤساء مقابل دعوته لالقاء محاضرات على طلاب مدارسهم او إمامتهم فى صلاة جمعة ، لينشر القذافى فكراً ينسبه الى العروبة او الاسلام و كلاهما منه برىء ، لانه يثير السخرية و الضحك الى حد الاستلقاء على القفا.. ضاعت ليبيا من العرب ، لان حاكمها - عميد الرؤساء العرب- زرع عداءاً بين نظامه و بين كافة الانظمة العربية !! ، فلبنان يعاديه لانه قتل موسى الصدر و السودان يعاديه لانه حرض اهالى دارفور على الانفصال والسعودية تبغضه لانه يلاسن الملك عبد الله فى كل قمة عربية و الامارات تعتبره زعيما لعصابة و قطر تهاجمه كلما هاجم اميرها وتونس تسخر منه لانه تهكم على ثورتها وفلسطين تعتبره معتوهاً لانه شتم رئيس سلطتها علناً والمغرب تتمنى زواله لانه يدعم انفصال الصحراء المغربية عنها ومصر تراه مجنوناً لانه اغرى دول حوض النيل على بناء سدود عن النيل و الكويت تتخذه عدوا لمناصرته عدوان صدان حسين الخ الخ ، و ضاعت ليبيا من الليبيين لان حاكمها فرض فكره الساذج الذى انتظمه الكتاب الاخضر على كل مناحى الحياة ، اذ ليس للمفكرين و الجامعات والتلفاز والصحافة و المدارس و الساحات و الميادين الا نشر افكار و عبارات الكتاب الاخضر ، و توزيعه و بثه فى قلوب الشعب الطيب الذى يعرف ان كاتبه مهووس!! إن من العار ان يبقى هذا العقيط ( كلمة منحوتة من العقيد و العبيط ) فى السلطة يوماً واحدا بعد الآن، و من العار ألا يثور الشعب ضد هذا المجنون ، و من العار أن ينقسم الشعب فى مواجهة هذا السفاح القاتل لشعبه ، الذى أضاع مكانة ليبيا اربعين عاماً و نهب مقدرات شعبها و سجد لأعدائها حين سلم اسلحته النووية لتعرض فى حديقة البيت الابيض بواشنطن ، و من قبلها دفع تعويضات عملية لوكييربى التى كلفت ليبيا مليارات بعد حصار و ذل عشر سنوات ! و قبلها خنوعه لاوروبا حين افرج عن قتلة الشعب الذين حقنوا اطفال ليبيا بمرض الايدز .. فيا شباب ليبيا الحرة و يا رجالها ويا شيوخها و يا فتياتها و يا أطفالها و يا كل من يحب ليبيا فى طرابلس تقدموا الصفوف لتكتمل ثورتكم التى تخضب لواؤها بدماء شهداء اخوانكم و ابناء عمومتكم الاطهار فى سائر ليبيا ، تقدموا الصفوف فلا يفوتكم شرف المشاركة فى صنع الثورة و لا يفوتكم شرف البطولة فى المطالبة بالحرية ، تقدموا الصفوف و انضموا للثورة فلم يبق غيركم مع القذافى الذى ضرب اخوانكم او ابناءكم فى شرق ليبيا و غربها ، فلستم اقل من اخوانكم فى سائر ليبيا الذين تحرروا من سجن القذافى ، و لستم أقل من اخوانكم فى تونس أو اشقائكم فى مصر او اولاد عمومتكم فى اليمن ، لان ليبيا لها فى قلب كل العرب مكانة كبيرة ، فهى قلعة الحرية التى بناها جيل الشهيد عمر المختار الذي قهر الاستعمار الايطالى و جيوشه ، و ليبيا هى الدولة الغنية بمواردها البترولية و هى الرئة الكبرى لافريقيا على ساحل البحر المتوسط ، كما ان تاريخ ليبيا يشهد بانها صانعة الحضارات .. قيا اهل طرابلس لن تكونوا عرباً و لن تكونوا ليبيين و لن تكونوا بحق ابناء و احفاد عمر المختار إلا بالانقضاض على القذافى فى باب العزيزية وتتويج ثورتكم بقتال كتائبه و ملاحقتهم من بيت لبيت ومن دار لدار و من زنقة لزنقة ، حاصروا القصر الجمهورى و احتلوا ديوان الوزارة و اعتصموا بمبنى التلفاز و اغلقوا المحاكم و سيطروا على مخافر الشرطة ، ثم اقبضوا علي القذافى لتحاكموه و تستعيدوا الحرية و العزة و الكرامة و الثروة لشعب ليبيا العظيم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل