المحتوى الرئيسى

اختلاف النهج الأميركي في سوريا وليبيا

05/16 14:40

وكذلك هاجم دكتاتور سوريا بشار الأسد مدن بلاده لسحق الاحتجاجات السلمية المطالبة بإصلاحات ديمقراطية. وقتل أيضا مئات المدنيين بالقوات والدبابات والقصف بدون تمييز من النوع الذي قاد الأمم المتحدة للموافقة على الحملة الجوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) التي ما زالت مستمرة في ليبيا إلى الآن.ومع ذلك -كما تقول يو أس أي توداي- نجا الأسد من مثل تلك المعاملة من الغرب ولم يدع الرئيس أوباما العالم للتوحد في عمل عسكري ضده كما فعل مع القذافي.وقالت الصحيفة إن بعض خبراء السياسة الخارجية عللوا موقف البيت الأبيض بشأن سوريا لا بأنها أقل عنفا من ليبيا ولكن بأنها مهمة لمحاولة أوباما إنهاء برنامج إيران النووي وتعزيز السلام العربي الإسرائيلي. فهم يقولون إن وزارة الخارجية الأميركية تريد من سوريا، وهي أكبر حليف لإيران في المنطقة، أن تقنع قادة إيران بإنهاء برنامجها النووي ودعمها لما وصفوه بالإرهاب المضاد لإسرائيل ثم إنهاء تحالفها مع إيران.ويقول توني بدران، وهو باحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، "كي يتخذ الرئيس أوباما نهجا قويا تجاه سوريا يتعين عليه أن يقر بأن سياسة الانخراط مع سوريا كانت فشلا ذريعا وأن عليه أن يعيد تقييم السياسة برمتها".الكيل بمكيالينويقول خبراء آخرون إن ما يحدث في سوريا يختلف كثيرا عما يحدث في ليبيا. إذ يقول مركز التقدم الأميركي الذي يدعم مواقف أوباما عموما إن شريحة المجتمع الليبي المعارضة للنظام أكبر بكثير من الحالة السورية. ويضيف أن الأمر أيضا أصعب بكثير في استخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد الذي هو بخلاف القذافي لديه تأييد من أنظمة أخرى في الشرق الأوسط. والنخبة في سوريا لا تبدو متضعضعة على الإطلاق والانشقاقات في صفوف الجيش السوري كانت قليلة بخلاف ليبيا.ويقول جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إنه بخلاف ليبيا هناك دول إقليمية لا تدعو إلى التدخل. وجيران سوريا متشوقون لما قد يعنيه سقوط بشار الأسد.لكن بدران يرى نوعا من الكيل بمكيالين يُمنح لعدو الولايات المتحدة. فقد سمحت سوريا لمئات المتطرفين الإسلاميين بالتسلل إلى العراق وقتل القوات الأميركية هناك. وأوباما كان أكثر تشددا مع دكتاتور مصر السابق حسني مبارك، على حد قوله. ويقول خبير آخر إن سبب ذلك هو التمسك بسياسة أميركا الخارجية التي نشأت في السبعينيات والتي يهيمن عليها العلويون. والنظرية السائدة آنذاك هي إمكانية إبعاد العلويين عن الإيرانيين بطريقة ما والمساعدة في تعزيز السلام مع إسرائيل في المنطقة.ويضيف أن أوباما يستطيع أن يحدث تغييرا بدون عمل عسكري. ويجب عليه أن يطالب الأسد بالتنحي ويقدم إغراءات للجيش السوري للمبادرة بإصلاحات.وختمت الصحيفة بقول آرون ديفد ميلر، الخبير السابق للخارجية الأميركية في شؤون الشرق الأوسط، إن إدارة أوباما في مأزق لأن أيا من هذه التدابير لن يكون كافيا لإخراج الأسد من السلطة. فسياسة الإدارة في سوريا يحركها الأمل والخوف. الأمل بأن آل الأسد قابلون للاسترضاء ويمكن يوما ما مشاركتهم، والخوف من أنه إذا سقطت المنطقة فسينتهي الأمر إلى حرب أهلية أو مقر لتنظيم القاعدة أو نظام سني متطرف في سوريا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل