المحتوى الرئيسى

حتى لا يخسر النصر

05/16 12:34

عبد العزيز الغيامة نعم لم يبق أي شيء إلا وفعلته الجماهير الإيرانية في ملاعبها.. تركت تشجيع كرة القدم وتفرغت لعرض العبارات المسيئة للأندية السعودية، ولعل الذي لا يتابع كرة القدم ويسرق نظرات نحو المدرجات الإيرانية سيشعر للحظات أن تلك المباريات طرفها منتخب بحريني يحظى بالتشجيع من قبل الجماهير البحرينية التي ذهبت إلى هناك لمساندة أحمرها الكبير، لكن الواقع يقول لا؛ فالجماهير الإيرانية حولت ميدان الرياضة إلى سياسة وسعت طيلة الفترة الأخيرة إلى الإساءة للسعودية والبحرين وسط مباركات من النظام الإيراني! السؤال الذي يطرح نفسه أولا: هل تعامل الاتحاد السعودي لكرة القدم بحكمة وسط هذه الفوضى التي تعيشها الملاعب الإيرانية منذ سنوات؟ والإجابة في رأيي: نعم. فاتحاد الكرة السعودي كان ذكيا في إرسال ممثل له مع أنديته الأربعة، وكان حكيما وهو يفتح خطا ساخنا مع اتحاد آسيا لوضع الأخير أمام كل ما هو موجود في إيران؛ حد قيامه بإرسال مندوبين عنه من مراقبين وغيرهم لتدوين الملاحظات كافة التي ستحدث قبل وأثناء وبعد أي مباراة!! القول في رأيي، أن على ناد مثل النصر أن لا يضع في حساباته نقل المباراة من ملعب ذوب آهن في أصفهان إلى خارج إيران حتى لو كان هذا الرأي يجد دعما كبيرا ومنقطع النظير من قبل رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي يبدو أنه يخطط لما بعد لقاء الاتحاد وليس قبله. صحيح أنه من حق النصر أن يذهب إلى ما هو أبعد في التفكير وحسم الأمر لصالحه، خصوصا أنه سيلعب لقاء صعبا وحاسما في أصفهان، لكن مثل هذه الضغوطات التي يمارسها النصراويون لن تكون مقبولة إلا في سياسات سابقة كانت مهيمنة على الاتحاد الآسيوي كما كان يحدث في أواخر التسعينات. أما الآن، فالوضع يقول إن على «العالمي» أن يستعد للذهاب إلى أصفهان ويواجه ذوب آهن، فما واجهه في طهران لن يشاهده في أصفهان، فالمعقل هناك وليس في شمال إيران. ماذا ستفعل الجماهير الإيرانية في مدرجات ذوب آهن في مباراته المقبلة أمام النصر؟ لا شيء غير الصراخ والبكاء وترديد عبارات مسيئة لا تمثل سوى ثقافاتهم. أما فريق النصر، فعليه تجاهل هذه المشاعر والأحاسيس البغيضة والتركيز على اللعب كما فعل في طهران قبل أيام أمام 65 ألف متفرج لينجح رغم كل ذلك الحضور في التأهل على حساب الاستقلال. اللعب على وتر نقل مباراة النصر من أصفهان إلى دبي كما يتمنى رئيس الهلال وليس إلى أوزبكستان أو تركمانستان كما يقول المنطق والعقل، لن يفيد لاعبي الفريق السعودي بل سيضره، وربما سيمهد الطريق نحو الخروج من البطولة بمبررات لم تكن كافية في الأساس لنقل مباريات الهلال والاتحاد والنصر والشباب في الجولتين الأخيرتين من دوري المجموعات، فكيف بدور الـ16 الحاسم؟ بقي القول إن كل ما يحدث في ملاعب إيران لم يكن جديدا على أنديتنا ومنتخباتنا، بل هي حالة نعيشها منذ سنوات وربما منذ عقود. ولعل المسؤولين عن المنتخب السعودي يعرفون جيدا ماذا كانت تردد الجماهير الإيرانية أمام رئيسها أحمدي نجاد وهو يحضر اللقاء الشهير في تصفيات كأس العالم 2010 بطهران، وحينها خرج المنتخب الإيراني مكسورا ومهينا أمام صقور الجزيرة المنتصرين في تلك المباراة. * نقلاً عن "الشرق الأوسط" اللندنية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل