المحتوى الرئيسى

سلامات

05/16 00:11

الأيدي المرتعشة إحجام المسئولين في هذه المرحلة عن التوقيع علي الأوراق الرسمية, أو بمعني آخر البريد اليومي أصبح أمرا شائعا في ظل حالة القلق والخوف التي تنتابهم من تحمل المسئولية الإدارية والجنائية مما يترتب عليه وقف حال المواطنين من جهة وتأخير إنجاز المشروعات من جهة أخري. فبدءا بالوزراء ومرورا بالمحافظين وانتهاء بصغار الموظفين أصبح الشلل الإداري سيد الموقف في المصالح الحكومية, وأضحي التردد سمة المرحلة, وألقي سجن مزرعة طرة بظلال كئيبة علي صانعي القرار, كما بدا شبح التقارير الرقابية يطارد الجميع. ومن هنا سادت توقيعات إحالة الأمر إلي لجنة ثم أخري أو إلي الشئون القانونية أو للدراسة أو للإفادة بالرأي, وهو الأمر الذي إن طال أمده فسوف يلقي بكثير من الرتابة ليس فقط بل والعقم علي الأداء الذي قد يأتي بآثار سلبية سريعة علي التنمية والإنتاج وسوف تتوقف معه عجلة الاقتصاد بنسبة أو بأخري. وفي الظروف الراهنة كنا أحوج إلي انطلاقة إدارية وتنموية لتعويض ذلك الخلل الذي أفرزته أحداث25 يناير وما شابها من تراخ هنا أو قصور هناك, إلا أن حجم الفساد الذي تم الكشف عنه وما رافقه من تحقيقات ونيابات ومحاكم قد ألقي بظلاله أيضا علي المسئولين الجدد كل في موقعه, وذلك بغل أيديهم عن التوقيع وارتعاشها حين الموافقة أو الرفض في خلط واضح بين الفساد الإداري والشجاعة في اتخاذ القرار الموقف يحتاج إلي بث الطمأنينة بين القيادات الإدارية وفتح مساحات وآفاق للتصرف في المواقف بما لا يخل بالقوانين التي تحتاج في مجملها إلي إعادة صياغة تتفق وطبيعة العصر بمنأي عن العرضحال والدمغة واثنين شهود وختم النسر وشيخ الحارة وما يفيد أنك علي قيد الحياة وموظف الحكومة المعتمد بآخرين والخطاب المسجل بعلم الوصول والإعلان علي يد محضر وعروض التوريد الثلاثة للقلم الرصاص إلي غير ذلك من المآسي. يجب أن نخرج من الحالة الراهنة بوضع حد أقصي لانتظار توقيع واعتماد هذه المعاملة أو تلك كما يجب أن نؤسس لمجتمع قائم علي الثقة وعدم التخوين وافتراض حسن النية, وهذا وذاك سوف يتطلب من البداية اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب حتي لا نظل رهنا بالأيدي المرتعشة والتي في النهاية وفي ظل تطور المجتمع سوف يكون مصيرها أيضا ساحة القضاء بتهمة القصور في الأداء. المزيد من أعمدة عبد الناصر سلامة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل