المحتوى الرئيسى

كلمة حق

05/16 00:11

تنسب الأماكن إلي شاغليها أو الي الأحداث المهمة التي جرت فيها‏,‏ من ذلك نسبة حي ماسبيرو إلي الإذاعة والتليفزيون‏,‏  والجبلاية لاتحاد كرة القدم, وزمان كان عابدين يعني القصر الملكي و العباسية تعني مستشفي الأمراض العقلية. واليوم فإن ميدان التحرير يعني( الثورة) والاجتماع والتظاهر من أجل الإصلاح وهكذا... لكن أحيانا تجبرنا الأحداث المهمة الجديدة وتكرارها علي تغيير صفة أحد الأماكن, ومثال ذلك أخيرا ما حدث لحي ماسبيرو والذي صار محلا مختارا لتظاهرات الأقباط ـ التي تقطع الكورنيش ـ ولم يكن اختياره عفويا, بل مقصودا لأنها منطقة تواجه كل مكاتب الفضائيات العربية والأجنبية, فضلا عن التليفزيون المصري, وفي ذلك استدعاء للضغوط الخارجية أيضا لتحقيق المطالب, فضلا عن الرأي العام المحلي, ولا شك أن ما ساعد علي ارتباط ماسبيرو بهذه النوعية من التظاهرات والاعتصامات, أن المبني نفسه صار أبرز ما يحدث بداخله هو التظاهرات والاعتصامات الفئوية, بينما تراجع انتاجه الفني والإعلامي وهبط مستوي برامجه بصورة لم يعد معها يستحق أن ينسب إليه حي ماسبيرو!!.. أو حتي القللي, لكن تلك قصة أخري!! وشخصيا لا أفرق بين هذه التظاهرات القبطية التي لا يمكن أن نبرئها من وصف الطائفية, وبين سلوك قيادات بعض الجماعات الدينية الإسلامية المتطرفة, التي تحرض علي الفتنة, خصوصا أن الحكم في مصر زمان والآن لم يكن يوما متهما باضطهاد أحد عنصري الأمة وهو اليوم بكل تأكيد ـ بعد الثورة ـ لن يسمح بأي تفرقة بينهما, ثم أن الضمانة والحماية الوحيدة للأخوة الأقباط في مصر هي بكل تأكيد المسئولية والالتزام الطوعي علي كل مسلم تجاه أخيه القبطي, وهذا شعور الأغلبية الساحقة من المسلمين والأقباط علي السواء. أرجو أن تتوقف تلك التظاهرات والاعتصامات الطائفية وحتي لو تم رفع المصحف الشريف مع الصليب خلالها, فإنها تظل طائفية لأنها ترفع شعارات دينية ونحن نعتبر الدين مسألة شخصية جدا, بينما الدولة المدنية التي ننشدها ترفع شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية للجميع. كما أرجو أن يكون المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة د. شرف جادين في التعامل بكل صرامة مع محرضي ومنفذي أي فتنة طائفية, ولو كانوا من رجال الدين هذا أو ذاك. المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل