المحتوى الرئيسى

من النكبة إلى العودة بقلم : صلاح صبحية

05/16 20:59

من النكبة إلى العودة بقلم : صلاح صبحية من بيت حانون إلى قلنديا إلى مارون الراس إلى مجدل شمس تلكم حكاية شعب يعيش تحت الاحتلال وفي مخيمات الشتات ، شعب كان بالأمس قد طوى صفحة الانقسام وتهيأ من أجل إنهاء الاحتلال ومن إجلال العودة إلى فلسطين المحتلة ، شعب تخلص من ضعفه وهوانه ، فتوحد في مواجهة عدوه وآثر أن يملك إرادته ويجدد ثورته وانتفاضته ، شعب لا يملك من السلاح إلا الأمل ، الأمل في الحرية والاستقلال والعودة ، ولأنّ الأمل هو القوة المحركة في استنهاض الشعب كان الحراك الجماهيري الشبابي يتطلع إلى الذكرى الثالثة والستين للنكبة بأنها الموعد الذي سيتحول بإرادة الشباب بتحويل الأمل إلى حقيقة ، فكانت جماهير شعبنا العربي الفلسطيني مدعومة من أبناء الشعب العربي عل امتداد الوطن العربي على موعد مع انطلاقة مسيرة العودة ، العودة إلى الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، لقد كان في ذهن الشباب الفلسطيني أنّ الخطوة الأولى على طريق العودة ستكون وقفة احتجاج تحت ظل العلم الفلسطيني على تخوم الوطن وتحت شعار الشعب الفلسطيني يريد العودة إلى فلسطين المحتلة عام 1948 ، ولكن الشباب الفلسطيني أحفاد الآباء الذين طردوا من ديارهم وممتلكاتهم عام 1948 شاهدوا بأمّ أعينهم مدى ضعف عدوهم المدجج بأحدث أنواع الأسلحة ، وعرفوا أنّ السلاح الأقوى والسلاح الفعال هو الإيمان بالله والاتكال على الله وإرادة الإنسان الفلسطيني المتحررة من التبعية والوصاية والاحتواء ، وأنّ امتلاك الإرادة تعني حرية القرار ، والقرار الفلسطيني اليوم هو العودة إلى فلسطيننا ، العودة إلى حيفا ويافا وعكا وصفد ، العودة إلى الناصرة وطبرية وبيسان واللد والرملة ، العودة إلى عسقلان وبئر السبع والقدس ، فتشخص عيون الشباب وهي تزحف نحو الوطن المحتل فلا ترى إلا وهماً يقف أمامها ، فتصل إلى الأسلاك الشائكة المانعة وتعمل على تقطيعها واقتلاعها وتخطو على ثرى الأرض المحتلة وأمام جنود الاحتلال الذين فقدوا توازنهم العقلي أمام رجاحة عقل الشباب الفلسطيني وهو يجتاز خطوط الوهم لا يعرف النظر إلى الوراء لأنه لا يرى أمامه سوى عودته إلى أرض الوطن ، فإلى الجليل يحث الشباب الفلسطيني خطى العودة غير مكثرتين بوجود جنود الاحتلال لأنهم بإرادتهم هم القوة الحقيقية التي تقاوم جبروت العدّو الصهيوني . لقد حوّل الشباب الفلسطيني يوم النكبة إلى يوم العودة ، وفي هذا التحول التاريخي والاستراتيجي في التراجيديا الفلسطينية انقلبت المفاهيم والاستراتيجيات الفلسطينية والعربية ولدى العدّو الصهيوني الأمريكي ، فالقضية ليست لعبة قام بها الشباب الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي ، بل هي الحقيقة التي تجسد الحق الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية ، حيث أن ّ هذا الحراك الشبابي الفلسطيني وبعيداً عن كل القيادات الفلسطينية وفي ظل الحراك الشعبي العربي استطاع أن يعيد ترتيب قواعد اللعبة على أرض فلسطين التاريخية مستنداً بذلك إلى عوامل عديدة أهمها : 1= أنّ الصراع على أرض فلسطين التاريخية ليس صراع حدود بل هو صراع وجود وهذا ما أدركه العدّو الصهيوني وأعلن عنه على لسان رئيس حكومته نتنياهو . 2= أنّ قيام الدّولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 دون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي طردوا منها عام 1948 يبقي الصراع العربي الصهيوني قائماً ومفتوحاً . 3= أنّ هبة الشعب العربي في مصر وسورية ولبنان والأردن مسانداً ومشاركاً للشعب العربي الفلسطيني في مسيرة العودة وتأييد الشعب العربي في تونس وليبيا للشعب العربي الفلسطيني تعني أنّ القضية الفلسطينية ما زالت هي القضية المركزية للجماهير العربية على امتداد الوطن العربي . 4= لقد أدركت الأنظمة العربية على اختلاف ألوانها أنّ القضية الفلسطينية ستكون عامل ضغط عليها من قبل شعوبها وأنّ علاقاتها السياسية مع الغرب يجب مراجعتها لمصلحة القضية الفلسطينية . 5= في ظل هذا الحراك الجماهيري الفلسطيني العربي وحتى يتهرب قادة العدّو الصهيوني الأمريكي من استحقاقات داخلية يجب دفع فاتورتها وجه التهمة إلى إيران بأنها وراء هذا الحراك الجماهيري ، وهذا يعني أن العدّو الصهيوني فقد قدرته على تقدير الموقف في المنطقة العربية تحت ظل الحراك الجماهيري العربي وعبّر عن مدى ضعفه أمام الحراك الجماهيري الفلسطيني . 6= في ظل المصالحة الفلسطينية ومع انطلاق اجتماعات اللجان المنبثقة عن اتفاق المصالحة تم وضع القيادات الفلسطينية جميعها وأي كان موقعها أمام حقيقة واضحة وهي أنه لا رهان في الصراع مع العدّو الصهيوني الأمريكي إلا على الجماهير الفلسطينية خاصة والعربية عامة . 7= إنّ الجماهير الفلسطينية والتي هي دائماً أكبر من قياداتها لن تتخلى عن دورها في إدارة الصراع مع العدّو الصهيوني الأمريكي لأنها صاحبة المصلحة الحقيقية على أرض الوطن وذلك إذا ما تقاعست القيادة الفلسطينية عن دورها في إدارة الصراع بما يخدم المصلحة الفلسطينية وبما يحافظ على الحقوق الفلسطينية غير منقوصة . 8= إعادة صياغة الخطاب الإعلامي والسياسي والثقافي فلسطينياً وعربياً بشطب كلمة " إسرائيل " من القاموس العربي وإعادة تسميتها بما يمثله واقعها من احتلال لأرضنا ومن عداء لنا بالعدّو الصهيوني . 9= إعادة هيكلة النضال الوطني الفلسطيني على أسس ومقومات لابدّ منها وهي : 1- الإستراتيجية 2- التنظيم 3- القيادة 4- الجبهة العربية المساندة 5- التأييد العالمي إنّ كل هذه العوامل السابقة مع إضافة عوامل عديدة أخرى يمكن أن تجعلنا نسرع في إعادة بناء ذاتنا الفلسطينية ونحن ندرك قدرة جماهير شعبنا على العطاء والتضحية في سبيل تحقيق أهدافنا الوطنية الواضحة بما يجعلنا متمسكين بكامل حقوقنا التاريخية التي تعني الحرية والاستقلال والعودة ، معتمدين بذلك على ما جسده الحراك الشبابي الفلسطيني اليوم على امتداد أرض الوطن وتحويل يوم النكبة إلى يوم العودة . 16/5/2011 صلاح صبحية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل