المحتوى الرئيسى

حبس ستراوس احتياطيا بقضية التحرش

05/16 21:42

قررت محكمة أميركية في نيويورك اليوم الاثنين حبس مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان احتياطيا بتهمة التحرش الجنسي بعاملة في فندق، بعد أن رفضت المحكمة الإفراج عنه بكفالة قدرها مليون دولار.ومن المقرر أن يمثل ستراوس كان مجددا أمام المحكمة يوم 20 مايو/أيار الجاري.وقال المدعون إنهم يخشون أن يفر ستراوس كان إلى فرنسا إذا أطلق سراحه. ونفى محامو الدفاع عن ستراوس كان ارتكابه للتهمة الموجهة إليه، وطلبوا الإفراج عنه بكفالة مليون دولار، وهو ما رفضته المحكمة.وأنزلت الشرطة ستراوس كان من طائرة قبيل إقلاعها إلى باريس أول أمس السبت، حيث اتهم أمس الأحد بالتحرش الجنسي ومحاولة الاغتصاب والحبس دون وجه حق، في فضيحة يبدو أنها ستقوض آماله في خوض انتخابات الرئاسة الفرنسية.وأثارت المزاعم أيضا تساؤلات حول قدرة ستراوس كان على البقاء في منصب مدير صندوق النقد الدولي ومقره واشنطن.وحول رد الفعل في فرنسا على بدء محاكمة ستراوس كان، قال مراسل الجزيرة عياش دراجي، إن فرنسا مذهولة، ومما زاد ذهول الفرنسيين هو ظروف اعتقاله، وشكل المحاكمة العلنية التي عمقت مشاكل الحزب الاشتراكي.وأشار المراسل إلى أن ظهور ستراوس كان في المحاكمة وعلى الهواء مباشرة جعل الفرنسيين يعتبرون أنه في حالة وفاة سياسية، وأنه حتى وإن برئت ساحته فلن يقبل الفرنسيون انتخابه رئيسا للبلاد، موضحا أن المستفيد الأول من ذلك هو تيار اليمين سواء اليمين الحاكم أو المتطرف أو يمين الوسط. ستراوس كان أثناء المحاكمة  (الفرنسية) ثقة أميركيةفي المقابل قال متحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني إن واشنطن ما زالت تثق في صندوق النقد الدولي وقدرته على القيام بمهمته في أعقاب القبض على ستراوس. وقال كارني للصحفيين المرافقين للرئيس باراك أوباما في رحلته إلى تنيسي بطائرة الرئاسة الأميركية، "نحن نلاحظ أن صندوق النقد الدولي قال إنه عين قائما بأعمال المدير وإن الصندوق مستمر في العمل بشكل كامل، ونحن ما زلنا نثق في مؤسسة صندوق النقد الدولي وقدرتها على الاستمرار في القيام بمهمتها بشكل فعال".وكانت شرطة نيويورك نقلت ستراوس كان (62 عاما) مساء الأحد مكبل اليدين وراء ظهره إلى جهة غير معلومة بعدما تعرفت عليه المرأة التي قالت إنه اعتدى عليها، وذلك في انتظار محاكمته وسط صدمة كبيرة عمت الطبقة السياسية الفرنسية التي كانت تنظر إليه باعتباره مرشحا بارزا للانتخابات الرئاسية المقبلة.وأكد بنيامين برافمان -وهو أحد محامي ستراوس- للصحفيين نية موكله "الدفاع باستماتة عن نفسه، ونفي ارتكاب أي سلوك مشين"، عندما يمثل أمام القاضي اليوم، بعد تأجيل مقابلته له الأحد.وقال المحامي وليام تايلور إن تأجيل مثول موكله أمام القاضي "جاء بموافقة طوعية من ستراوس كان لإتاحة الفرصة لمزيد من التحاليل"، وأضاف أن موكله "يبدو متعبا، ولكنه في صحة جيدة".وحصلت شرطة نيويورك على تصريح جديد لفحص ثياب ستراوس كان للبحث عن مزيد من الأدلة، وقد تطلب تصريحا آخر لتفتيش بدنه، حسب متحدث باسم الشرطة، وذلك بعد تصريحها بأخذ عينات من الحمض النووي في إطار بحثها عن أدلة على وجود صراع بين المشتبه فيه وعاملة النظافة.يشار إلى أن عقوبة محاولة الاغتصاب والجرائم الجنسية بولاية نيويورك -حيث قبض على ستراوس كان- تصل إلى السجن ما بين 15 و20 سنة. وكانت المرأة -التي لم يذكر اسمها- قد قالت للمحققين إن ستراوس كان فاجأها وهي تنظف البهو عندما خرج من الحمام عاريا وجرها إلى السرير حيث اعتدى عليها.وأضافت أنها عندما تخلصت منه، لحق بها وأسقطها عند مدخل الحمام، حيث اعتدى عليها مرة أخرى، وحاول إغلاق الباب عليها، حسب رواية المتحدث باسم الشرطة بول براوني.وكانت شرطة نيويورك قد اعتقلت ستراوس كانْ وهو على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية قبيل إقلاعها من مطار جون كينيدي، بعد تلقيها شكوى الخادمة. صدمة فرنسيةوفي باريس عبرت الطبقة السياسية الفرنسية بيسارها ويمينها عن صدمة كبيرة لتوقيف ستراوس كان في نيويورك بتهمة التحرش الجنسي، في تطور تزامن مع استطلاعِ رأيٍ أظهر أنه أفضل منافس للرئيس الحالي نيكولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة المقبلة. كما قال النائب عن الحزب الاشتراكي بيار موسكوفيتش "عرفته لأكثر من ثلاثين عاما، وما حدث لا يشبه الرجل الذي عرفته".وينتمي ستراوس كان للحزب الاشتراكي الفرنسي، وقد شغل منصبا وزاريا في عهد الرئيس فرانسوا ميتران.أما زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية مارين لوبن فقالت لإذاعة أر تي أل، إن الاعتقال "ينزع المصداقية تماما" عن ستراوس كانْ بالنظر إلى جسامة التهمة.والتزمت حكومة ساركوزي الصمت، لكن النائب عن الحزب الحاكم الاتحاد من أجل حركة شعبية برنار دوبريه قال لإذاعة أوروبا1 إن بلاغ الشكوى كان بالتأكيد من الصلابة بحيث دفع الشرطة إلى توقيف ستراوس كان، وهو على متن الطائرة في اللحظة التي كانت تهم فيها بالإقلاع، وإنْ حرص هذا النائب على أنه يتحدث بصفته الشخصية فقط.أما صندوق النقد، فقال إنه يعمل بشكل عادي، وإنْ كان يُتوقع أن تشهد هذه المؤسسة المالية فراغا في قمتها في توقيت حرج، خاصة أن فترة ستراوس كانْ تنتهي بعد نحو شهرين، ونائبه الأميركي جون ليبسكي ينوي التنحي بعد نهاية فترته في أغسطس/آب القادم.مرشح محتملوتزامن توقيف ستراوس كانْ مع استطلاع رأي نشر في صحيفة لوجونال دو ديمانش الفرنسية يظهره فائزا في انتخابات الرئاسة لو نظمت الآن، متقدما على رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن وعلى الرئيس الحالي ساركوزي.وكان يتوقع أن يعود ستراوس كانْ إلى فرنسا في يوليو/تموز القادم حين تنتهي فترته مديرا لصندوق النقد، لكي يتقدم لمقعد الترشيح في الحزب الاشتراكي لانتخابات الرئاسة، لكن الاتهام بغض النظر عن مدى صحته، بدا أنه أضر بفرصه السياسية المستقبلية.وكان ستراوس كان قد شغل منصب وزير المالية في فرنسا عام 1997، وشارك حينها في مفاوضات إنشاء اليورو، لكنه استقال بعد عامين بسبب تهم فساد بُرِّئ منها في 2001.ولعب ستراوس كان دورا رئيسيا في إدارة الأزمة المالية في 2008، ويُنظر إليه على أنه أعطى لصندوق النقد -الذي يديره منذ 2007- وجها أقل قساوة، وأنه عمل على منح الدول النامية دورا أكبر في هذه المؤسسة المالية.وليست هذه أول فضيحة جنسية تحيط بستراوس كان، فقد تبين في 2008 أنه كان على علاقة مع خبيرة اقتصادية في صندوق النقد، وهي قضية فتحت فيها المؤسسة المالية تحقيقا خلصت فيه إلى براءته، قائلة إنه لم يمارس ضغطا على هذه المرأة وإن قدرت أنه ارتكب خطأ في التقدير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل