المحتوى الرئيسى

مسيرة العودة بقلم:أسعد العزوني

05/15 23:16

مسيرة العودة بقلم : أسعد العزوني ما أنبل الفكرة ، وما أسوأ التداعيات ، هذا هو الوصف الذي يليق بمسيرة العودة التى دعا اليها شباب " الفيس بوك ". أما وقد طويت صفحة 15 آيار في روزنامة هذا العام ، وسجلت الكاميرات ما جرى وسطرت الأقلام المشاهدات ، فانه بات لزاما كشف المستور وتحريك الراكد .وأولى الملاحظات تتعلق بالشعار وهو : أن الشعب قرر تحرير فلسطين والعودة الى دياره ! والسؤال الملح : من قال أن الشعب الفلسطيني كان بعيدا عن هذا الشعار منذ أول يوم في تاريخ النكبة ؟ ألم يقدم التضحيات تلو التضحيات منذ بدايات القرن المنصرم منعا لما قد حصل؟ رغم أن أعداء الداخل تحالفوا مع اعداء الخارج وكان ما كان ، لكن الشعب الفلسطيني انتفض من جديد وثار على واقعة وكان شعاره أن الكفاح المسلح هو الطريق الحتمي والوحيد لتحريو فلسطين ، ونداؤه لجميع اللاجئين في الشتات الذين تولتهم " الأونروا " هو ": أرموا كروتت التموين ، وولعوا النار بها الخيام ؟، بدنا احنا نحرر فلسطين .لا صلح ولا استسلام ". ولكن اعداءه ضيقوا عليه بل تحالفوا مرة اخرى ووجد نفسه رهينة الاحتلال وبدون مقاومة!! والسؤال هنا ايضا : من سد الطريق في وجه الشعب الفلسطيني ومنعه من العودة الى دياره ، انها ليست اسرائيل بمفردها بالطبع . ان ما جرى في 15 آيار ما هو الا نجاح " فيسبوكي " بامتياز ، تماما كما هو الحال بالنسبة لمجريات الأمور في الوطن العربي والتى أدت الى ما أدت اليه من فرقة وانقسام وسيل دماء واختطاف للمصير ، ولن يكسب منه سوى شركات المقاولات ومصانع السلاح الأجنبية . عام 2000 وقبل ظهور " الفيس بوك " جرى تنظيم مسسيرة عودة الى الأغوار ، لكن ما حدث كان عبارة عن مهزلة بكافة المقاييس لأن جموع العائدين جوبهوا بقوة تم اعدادها لحرب حقيقية . ولك أن تتخيل الأذى النفسسي الذي لحق بالجميع عندما حيل بينهم وبين وطنهم ! من يمنع العودة ؟ اسرائيل نعم ، ولكن لماذا تركت كي تكون هي اللاعب الوحيد في المنطقة وهي التى تقرر ؟! ثم أين قرار دول الطوق " السيادي " ولماذا تكفلت بحماية الحدود مع اسرائيل ؟ و مع ذلك تتغنى هذه الدول بدعمها للشعب الفلسطيني وقضيته!ن كل ذلك كان تلويثا للأثير ليس الا ، وهو استثمار بشع في القضية الفلسطينية . أتفهم جيدا ان يستثمر شخص ما في مشروع ما ، لتحقيق ربح وفير ، - وها هو المستثمر الكبير " الشريك الاستراتيجي : يقتحم علينا بلداننا ويلهف مشاريعنا الرابحة غير المكلفة - لكن أن يتم الاستثمار في عذابات الآخرين والعبث بمصيرهم ،فهذا ما لم أسمع عنه الا في هذه المنطقة التى أتقنت فن مصالحة أعدائها والتسليم لهم ، ومعاداة اصدقائها والابتعاد عنهم ! اللاجئون الفلسطينيون ومنذ أن هجروا من ديارهم بالحيلة والغدر ولا أقول بالقوة ، وهم يصرخون عاليا أنهم يريدون العودة ، ويسيرون المسيرات والمظاهرات في عواصم الشتات ، وكانت قوات الأمن تقوم بتفريقهم بالقوة ، لنسمع الأثير العربي يتبجح بدعم الشعب الفلسطيني والوقوف بجانبه قضيته ! هذا التبجح الاعلامي المثير للاشمئزاز ، يقابله على أرض الواقع ، كشف واضح لهذا الادعاء ، اذ أن مخيمات اللجوء تعيش وضعا مزريا ، ويعاني اللاجئون حرمانا لم تسجله حقبة في التاريخ ، خاصة وأن فلسطين هي قلب الوطن العربي والقدس مسرى الرسول ، وأولى القبلتين ، ولكن لا بواكي لهما ، علما ان المسلمين والعرب هبوا ل " تحرير " جبال "تورا بورا " المزروعة بالحشيش في أفغانستان ارضاء لأمريكا ، وأسهموا معها في طرد السوفييت كمقدمة لانهيار الاتحاد السوفييتي ! اللاجئون الفلسطينيون هم وقود أي خلاف داخلي عربي ، وما أكبر مساحة هذا الاختلاف ، وذات خلاف طرد القذافي الفلسطينيين الى الحدود الصحرواية بحجة أنه أصبح لهم دولة وكانوا هدفا للأفاعي والعقارب ، وفي لبنان يتهم اللاجئون بأنهم يخلخلون النظام الديمغرافي علما أن الآلاف من المسيحيين والأغنياء الفلسطينيين تم تجنيسهم بعد تهجيرهم عام 1948 ، وما يزال اللبنانيون يتندرون على ما دار بين القائمين على التجنيس ورئيس الدولة آنذاك حيث سأل قبيل التوقيع على الكشوف " هل جميع هؤلاء موارنة ؟" فردوا عليهم " هيدول غوارنة يابيك "!! وفي سوريا اتهم اللاجئون بالاشتراك بالحراك ، كما ان اللاجئين في الأردن اتهموا بأنهم هم سبب الحراك ، مع ان القائمين عليه كانوا من الشرق أردنيين ان جاز التعبير . وعند الأزمات يجد اللاجئون أنفسهم أنهم باتوا عبئا على الآخرين ، وكلنا يتذكر مخيمات اللجوء على الحدود العراقية السورية الأردنية التي ضمت المئات من اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من العراق ،ولم يسمح الا لعدد قليل جدا منهم بدخول الأردن وسوريا بحجة عدم توفر الامكانيات ، فاضطروا للانتشار القسري في دول عديدة قبلت بهم مثل البرازيل والأرجنتين ونيوزيلندا وغيرها علما ان ملايين العراقيين دخلوا الأردن وسوريا وقبل أيام استضاف الأردن نحو الفي لاجىء سوري من درعا . العودة الحقيقية هي قرار دول الطوق احداث نقلة نوعية في واقعها ، ولا أطالب باعلانها الحرب على اسرائيل مع أن ذلك واجب ، ولكن أن تقوم بغض الطرف عن حراك اللاجئين واحياء المقاومة حتى نضمن عودة حقيقية كريمة ، لا تمثيلا على أض الواقع ، أو تعميقا لاذلال اللاجئين ؟!...

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل