المحتوى الرئيسى

أمجاد ياعرب بقلم:داود البوريني

05/15 21:32

الطريق الصحيح داود البوريني في هذا الشهر، أيار شهر النكبة العظمى والإذلال الساحق وسرقة وطن واغتصاب امه ودوس العقيده ومحاولة اخراجنا من التاريخ لا يقف اولي الاومر منا عند نقطة ما للتفكير فيما حصل لأمتهم على مدى اكثر من ستين عاما بل على مدى القرن كله وعلى امتداد جغرافية الوطن من بحر الظلمات إلى نفط اللعنات، بل نجدهم في معظمهم قد تنكروا لهذا الوطن ولصدور أمهاتهم عندما اختاروا أن يذبحوا الشعب العربي من الوريد إلى الوريد أن استطاعوا فقط ليحتفظوا بكراسي ليست لهم تحت أي شرعية كانت، ذلك لأن الشرعية الوحيدة التي يعترف بها العالم للحكام ألحقيقيين هي شرعية صندوق الاقتراع في انتخابات حره، نزيهه ومشهود عليها ولا تشوبها شائبة، نحن في وضعية حكام غير شرعيين والعالم كله يعرف ذلك لذا فإن هذا العالم يبتزهم ويلعنهم في الوقت ذاته، إن أجبن مخلوق في هذا العالم هو اللص الذي يفر هاربا عند اول حركة من اصحاب البيت او حتى عند اشعال النور أو أنه يقرر في لحظة ما أن يقاتل للاحتفاظ بما سرق بمنطق يا قاتل يا مقتول وهذا جبن أيضا. إن بعض هذه الانظمة قد أوغل في دم الشعب وذهب في ذلك بعيدا وحيث أنه اعتمد دون وجه حق على عشيرته او طائفته الدينية للاحتفاظ بموقعه ووزع عليها في سبيل شراء ذممها من اموال الشعب ما ليس من حقها في الظروف العادية فقد توسعت دائرة المستفيدين من نظامه والذين هم افاقون مثله بحيث أصبح تحرر الشعب من سلطته الظالمه وسلطة اهله المتوحشة بحاجة إلى ما هو أبعد يكثير من التظاهر السلمي حتى ينزاح عن موقعه. أنا آسف للقول بأن هذا هو الحد الذي وصلنا إليه عندما رضي أجدادنا ورضينا نحن في العصر الحديث واعني بالعصر الحديث سنه 1805عندما تمت مطالبة الناس بمحمد علي الالباني واليا على مصر ثم ومنذ رضيت الناس بأن تكون مصر لمحمد علي الكبير ولأولاده من بعده دون أية قيود دستوريه . نحن الآن ندفع ثمن رضانا بما حصل عليه محمد علي الكبير "مع احترامنا لانجازاته" ومن بعده كافة قادة الانقلابات الذين سطوا على السلطة واعتبروها حق مكتسب لهم يورثونه لأبنائهم من بعدهم، لقد سفك هؤلاء الحكام من دم أبناء العرب حتى هذا التاريخ أضعاف ما سفكه الاعداء من دمائنا في العصرالحديث وما زال حتى هذااليوم دمنا يسفك وكرامتنا تداس وبلادنا تمزق وسوف تستمر كذلك إن لم نبادر نحن أبناء العرب أصحاب الارض والسيادة الحقيقيين إلى النهوض مرة واحدة وللأبد لتحقيق وحدة أرضنا الجغرافية دون قيود لأية سلطة غير سلطة الشعب عليها وعلى الانظمة الحالية أن توافق على التخلي عن جزء من سلطتها لصالح سلطة الامة المركزية عليها وذلك في مجالات الدفاع والخارجية والمالية والاقتصادية والتعليم والعدل، هذه ليست ثورة أو إنقلاب بل هي ضرورة قومية ملحه لضمان سلامة ارضنا ومستقبل أبناءنا وحرية العرب في كل زمن، ان بقائنا مقسمين كما نحن عليه الآن معناه استدعاء العدو الخارجي والعدو الداخلي، وان قيام الانظمة الحالية بما هو مطلوب منها ان طوعا وإن كرها في سبيل تحقيق الفدرالية العربية او الولايات العربية المتحدة سوف يجعلها تربح مثلها كل عربي على المدى القصير والمتوسط والطويل لأن البديل عن قيامها بالعمل مع الشعب على توحيده معناه استمرار ما هو حاصل فعلا من انقلابات وثورات وفلتان أمني وحروب داخلية واعتداءات خارجية واختلالات، نعم لن يدعنا العام نتوحد بسهولة لكن معارضته لهذه الوحدة سوف تكون أقل بكثير إذا استطعنا إقناعه بأننا جادين لدفع ثمن هذه الوحدة وبأنه هو الاخر سوف يربح من إضافة جهد 400 مليون عربي إلى الحضارة الانسانية، إن خروج الحاكم العربي من حالة القلق والمواطن العربي من حالة الخوف والفقر والجهل والمرض والشعب من حالة الهوان تتطلب القيام بهذه الخطوه التاريخية وعلى الحراك العربي الجماهيري الذي دفع بشجاعة ثمن حريته من الدم المسموح واللحم الممزق والعظام المهشمه ودموع الامهات والزوجات والاهل في كل جزء من الامة على حده أن يُبادر للعمل على توحيد اجزاء الامة حتى لا نظل جميعا في قلق دائم حاكمين كنا او محكومين ، إن الزمن يسير بسرعة والعالم يتغير في كل لحظة وهناك قوى حديثه صاعده ان اقليميا أو عالميا ونحن العرب نمثل الامة الثالثة في العالم من حيث العدد بعد الصين والهند ولكننا نتميز عليهم بالموقع الجغرافي والثروات الطبيعية ومع احترامي لإنسانهم فإن الانسان العربي اكثر تميزا وقدرة وعطاءا عندما يمنح الفرصة للانطلاق ، اسمحولي ان استعيد تعبير السيد أحمد أوغلوا عن سياسة بلاده الخارجية التي اسماها "صفر عداء" لنسمي حركة امتنا بصفر خساره فا الكل يربح من وحدة الامة ولا خاسر اطلاقا سواء من الحكام او المحكومين نحن العرب بعد توحيد بلدنا بحاجة إلى ربع قرن على الاقل من العمل الجاد الذي يصل الليل بالنهار ومن الجهد المتصل والتخطيط الدؤوب ومشاركة كل عربي وعربية في جهد خلاق حتى نتمكن من اللحاق بالركب الانساني فإذا تقاعسنا فسوف يحصل لنا ما حصل للديناصورات في الماضي لأن الذي لا يستطيع التكيف مع متطلبات العصر وحركته لا مكان له فيه، إن قيام الولايات العربية المتحدة كدولة مدنيه بدستور محكم يسودها العدالة وسيادة القانون وحرية الانسان وحقه في الحياة الحره الكريمه والرفاهية هو الهدف الحقيقي الوحيد الذي يستحق التضحية والشهادة من أجله ولا ننسى هنا حق الانسان العربي كما وردت في الماجنا كارتا قبل نحو ثمانية قرون "لن يسلب أي رجل حر املاكه او يسجن على يد رجال آخرين إلا إذا خضع لمحكمة عادله ولن نبيع ا لعداله لأحد ولكن ننكرها على أحد ولن نؤخرها على أحد" .. وحدة، حرية، عداله هذا هو النداء العربي الحقيقي وكلمته السر لدخول المستقبل .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل