المحتوى الرئيسى

النائب الربعي.. ثقل القيد لم يقعده عن خدمة المواطنين بقلم:معتصم سياف

05/15 20:38

عرَفتُه عن كثب، ولقيته وجها لوجه، وجلستُ إليه، واستمعت إليه، وإلى كلماته الني تصدر دون تكلُّف، ورغم أنه نائب في البرلمان الفلسطيني، وانا مجرد شخص عادي محب لدعوته، فلم أشعر فيه قط بتعالٍ أو صلف، بل كان متواضعا، حبيبا إلى الجميع، بزكاة نفسه، وطهارة قلبه، ورجاحة عقله، وحسن خلقه، وحبِّه لإخوانه، ورغم أنه كان فى استقامته كشعاع الشمس، وفى نقائه كماء المزن، فقد شعر كلُّ مَن عاشره أو اقترب منه أنه نعم الجليس، ونعم الأنيس، لخفَّة ظلِّه، ومرح رُوحه، وملاحة نِكاته، فى غير إسفاف ولا ابتذال، ولا جرح لأحد . شديد الاعتزاز بدعوته، مستمسك باركانها الوثقى، ملتزم بمثلها العليا، علما من أعلامها الفارعة، ونجما من نجومها الساطعة، ولسانا من ألسنتها الناطقة بالصدق، وعقلا من عقولها المفكرة بالحق، وقلبا من قلوبها النابضة بالحب ومع هذا لا يدفعه هذا الاعتزاز والالتزام إلى التعصُّب ضد الآخرين، أو التنكر لحقوقهم، أو الإزراء عليهم، بل نجد موقفه داعما ومناديا للوحدة ولم الشمل بين الاخوة في العقيدة والدم بين كل قطاعات شعبنا الفلسطيني ، منطلقا من القرآن الكريم الذى أمر ببرهم التوحد {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} ومن السنة النبوية التى أوصت بالحب بالخرين . وهو يؤمن بأن هذا الدين هو سفينة الانقاذ لشعبنا المثخن بالجراح ، وفيه خلاصه مما يعانيه من طغيان الاحتلال الاسرائيلي ، انه الداعية المؤثر والخطيب المفوه الشيخ النائب خليل موسى خليل ربعي أحد ممثلي الشعب الفلسطيني في المجلس التشريعي عن محافظة الخليل. النائب "ربعي" والمولود في يطا جنوب الخليل عام 1959م، يكنى " بابي صهيب " تيمنا بالصحابي الجليل "صهيب بن عمرو" الذي فدا دعوته ونبيه بكل ماله من اجل ان ينصر هذا الدين الذي تكالبت عليه قريش بكل قضها وقضيضها، ولكن يابى الله الا ان يظهر دينه ولو كره الكافرون والمفرطون. حاصل على شهادة البكالوريوس في التجارة تخصص محاسبة وإدارة أعمال من جامعة النجاح الوطنية، متزوج، انجب ثلاث ذكور وبنتين، عمل في يطا في اكثر من موقع ومركز اجتماعي فهو اداري وناشط اجتماعي وامين صندوق لاكثر من مؤسسة وجمعية ومركز ثقافي، وهو من المؤسسين الاوائل للجنة زكاة يطا والجمعية الاسلامية لرعاية ايتام في يطا. بدات رحلة العذاب مع الشيخ ابو صهيب عام 1992م عندما ابعدته قوات الاحتلال مع (415) اخ من اخوانه من حركتي حماس والجهاد من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس من بين أهلهم وأبنائهم وأرضهم إلى مرج الزهور في جنوب لبنان في منطقة مقطوعة من العالم في جو شديد البرودة إلى ما دون درجة الصفر المئوي وفي جو المطر الغزير والثلج الكثيف ... منطقة خالية.. إلا من عوالم قسوة الطبيعة ومئات بل الآلاف من الألغام في منطقة غريبة محاطة بقوات عسكرية ، ومكث على الحدود بين فلسطين ولبنان لمدة عام كامل ،وعاد إلى أرض الوطن رافعاً رأسه كاسراً لقرار الاحتلال هو وإخوانه، ليؤكد أن الأرض فلسطينية وحقنا فيها لن يضيع ،وفور عودته من الإبعاد تم اعتقاله وتحويله للتحقيق. أبو صهيب هو أحد أبناء الشعب الفلسطيني الذي لاقى المرارة والمعاناة بفعل ممارسات الاحتلال، فمع بدايات عام 1996م اعتقلته قوات الاحتلال مع ساعات الفجر الاولى، ونقلته الى تحقيق عسقلان، حيث امضى في التحقيق قرابة الست شهور، دون ان تحصل فيها مخابرات الاحتلال منه على كلمة واحدة تدينه او احدا من اخوانه فهو المعروف بصبره وجلده وقوته في تحملة العذاب بالرغم من نحالة جسمة وقلة وزنه، لكنه في المقابل يمتلك ارادة لا تلين وعزما لا ينفد ، حولته بعدها قوات الاحتلال الى سجن مجدو ليمضي في السجن ثمانية عشر شهرا في الاعتقال الاداري، ومن ثم افرج عنه وخرج الى الحياة ليعود الى اهله وشعبه الذين احبوه، ولم تمهله قوات الاحتلال كثيرا حتى عاودت اعتقاله في عام 1998م وليمضي في الاعتقال 6 شهور اداري، كما عاودت الكرة مرة اخرى واعتقلته في عام 2005م في حملة عرفت "نبش القبور"طالت المئات من قيادات الشعب الفلسطيني. وفي عام 2006م شهدت الساحة الفلسطينية انتخابات تشريعية اتسمت بالنزاهة والمصداقية وقد شهد العالم بذلك، وعبر فيها شعبنا الفلسطيني عن إرادته عبر صناديق الاقتراع ومارس حقه الانتخابي كبقية شعوب الأرض، فانتخب الشيخ خليل موسى ربعي نائبا في البرلمان الفلسطيني عن كتلة التغيير والاصلاح، إلا أن العدو الصهيوني تنكر للديمقراطية ولحريه شعبنا في انتخاب ممثليه، فأبى الاحتلال - مدعوما بالنظام العالمي والغربي حتى العربي - الا أن يستل سيف انتقامة فاقدم على اعتقال ممثلي الشرعية الفلسطينية من كتلة التغيير والاصلاح ، في محاوله لكسر إرادة الشعب وارادة النواب وإرادة كل من تسول له نفسه في المستقبل أن يرشح نفسه لعضوية المجلس التشريعي من الاسلاميين، فاختطف النائب "ربعي " في 29-6-2006م، وحكمت محكمة عوفر الإسرائيلية على النائب خليل ربعي بـ 42 شهراً و15 شهراً مع وقف التنفيذ وأربعة آلاف شيكل غرامة" وبعد ذلك خرج "ربعي "من السجن اصلب عودا واقوى شكيمة ، وعاد الى حضن شعبه بطلا بعد سنوات من الاعتقال, لم تثنه عن طريق سار فيه لله لا لسواه ولم تبعده عن شعبه الذي اختاره. قام الشيخ "ربعي " بفتح مكتب له في منطقته لاستقبال الناس والاستماع الى مشاكلهم، الا أن المحنة هذه المرة كانت من ابناء شعبه ، حيث عملت اجهزة فتح على مضايقته وملاحقة كل من يتصل به او يعمل في مكتبه ، حتى المراجعين من الناسلم يسلموا فكان لهم نصيبامن الاذى والظلم ، والمثير للعجب هو قيام قوات الاحتلال في يوم من الايام مكتبه الكائن في يطا في ساعات النهار وتهديدة بالاعتقال واعتقال كل العاملين عنده، وبعد مغادرتهم المكان قام جهاز المخابرات التابع لحركة فتح باقتحام مكتبه واعتقال احد العاملين عنده . وفي عام 2009-2010م قام النائب ربعي بزيارة طلبة التوجيهي في مدرسة ذكور يطا الثانوية وعمل على تشجيعهم وحثهم على العلم وقام بتوزيع الشراب على الطلبة والمراقبين مما اثار ذلك حفيظة مخابرات فتح فقامت باختطاف شقيقيه تيسير وياسر ربعي بالاضافة الى اختطاف طارق ربعي الذي يعمل في مكتبه، في محاولة منها لثنيه عن عمله . وفي 30/12/2010م وفي قرصنة صهيونية بحق نواب الشرعية الفلسطينية اقتحمت قوات الاحتلال مدينة يطا فجرا، وعاودت اعتقال النائب خليل ربعي من منزله وها هو اليوم يقضي حكما بالاعتقال الاداري في محاولات يائسة لكسر صمود شعبنا وعزيمته الإيمانية والتفافه حول خياراته وتمسكه بإرادته والتحامه مع ممثليه. فاسرة الشيخ ربعي قد شاركتة الالم فغياب الاب والزوج في الاسر هو كحكم الاعدام ولا يذوق المه الا من ذاق علقمه ،لكن مرارة السجن مدت العائلة مزيدا من الإصرار ومزيدا من الثبات على طريق الحق ، طريق صوت الحق والقوة والحرية ، طريق الحماس ، طريق ذات الشوكة فالأبناء وعلى الدوام يستمدون من والدهم كل معاني وقيم الثبات والصبر. تقول زوجته "ام صهيب" : ابو صهيب مدرسة ايمانية اذا تكلم استمع له واذا خطب انصت اليه ، تشخص اليه الابصار حبا في كلماته التي تخرج كلهيب نار تلامس القلوب . وتقول زوجته ام البراء وهي تحتضن ابناءها: الشيخ ابو صهيب يمثل لنا في الأسرة عنواناً مركزياً حيث أنه يحتوى الكل ومعروف بهدوء الأعصاب وهو يعتبر المرجعية لإخوانه لسعة صدره, مع أنه ليس الكبير وهو يتوسط الأخوة, ومحبته لوالديه وطاعتهم, دائماً يريد أن نكون سعداء في البيت وأن يرى الابتسامة على وجوهنا. أما ابنه البكر براء فيقول : بابا مسجون لأن الناس تحبه" . مات والده وشقيقه الاصغر " حجازي"ا لذي احبه كثيرا، وحالت جدران السجن من أن يلقي عليهم الوداع الاخير . فتحية إكبار وإجلال ، تحية حب ووفاء لهذه العائلة المجاهدة ، ويكفي الأمة جمعاء فخراً وشرفاً نموذج هذه الأسرة ، نموذج أسوة وقدوة ، وأسرة قذف الله في قلوبها الصمود والثبات، يعيش الناس لانفسهم وتعيش هي لغيرها ، إنها القيم التي غرسها الاسلام في نفوسها ، إنها المدرسة المحمدية التي انتمت لها هذه الأسرة وختاما النائب "ربعي" نموذج لشعب عرف معنى الثبات في ارض الرباط واختار مصلحة شعبه على مصالحه الخاصة ودفع بكل حب ضريبة المبدأ، مثله من يستحقهم الشعب الفلسطيني نوابا وممثلين عنه, نموذج حي للتضحية وحب الوطن والثبات على الأرض, لم يتهرب من مسؤولياته ولم يتنكر لمن انتخبه ،بل كان وبحق حاراسا للقضية وحاميا لثوابتها , وعمره الذي بذله في سبيلها لن يكون أغلى من تراب ارضها . معتصم سياف

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل