المحتوى الرئيسى

( الكتلة الحرجة ) أول نظام تجسس داخل التربية والتعليم بقلم : محمد خطاب

05/15 20:11

بالطبع العنوان مفزع و قد يظن أننا في مؤسسة عسكرية ، فقد أسس الوزير السابق حسين كامل بهاء الدين في عهده أكبر منظومة داخل التربية والتعليم تسمي ب (الكتلة الحرجة) كلفت ميزانية وزراة التربية والتعليم ملايين الجنيهات تحت دعوي إعداد كوادر قيادية في التربية والتعليم و الحقيقة أن الكتلة الحرجة وأعضائها كانوا وزارة داخل الوزارة ، تمتعوا بمميزات من تدريب و مكافئات تفوق ما أنتجوه و تم اختيارهم من جميع المحافظات ليكونوا عين الوزير الساهرة علي الإدارات والمديريات في كافة إرجاء المحروسة ، ولم تستفد الوزارة شيئا من كل هؤلاء القيادات التي زعمت تدريبهم و أفرغت ميزانيتها عليهم ! و النتيجة الحتمية لذلك هي ما ندفع ثمنه الآن 5 ملايين ونصف المليون طفل متسربون من مراحل التعليم قبل الجامعي المختلفة ، حسبما قال الدكتور حامد عمار، المعروف بـ (شيخ التربويين) . فقد ابتعدت الوزارة تماما عن مفهوم الكتلة الحرجة الذي أنشأت من أجله ربما لان وزارة التربية والتعليم وزارة مسيسة دائما و هي بوق النظام والداعم لسياساته و المروج الأول له . المهم أنه انتهي مشروع الكتلة الحرجة مع خروج دكتور الأطفال حسين كامل بهاء الدين من الوزارة و ذهبت كوادرها إلي غياهب النسيان . و نحن اليوم في حاجة لإعداد كوادر حقيقية من الشباب ليكونوا كتلة حرجة حقيقية لخدمة التعليم والنهوض به لا لخدمة وزير و تعرف الكتلة الحرجة في العلم ، هي بداية تغير كيفي تنطلق منه طاقة إشعاع وتنشأ علي الفور تغيرات نوعية خطيرة في نمط العمل وتعطي قوة دفع هائلة كما يحدث في الطاقة النووية لمواكبة الثورات العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية وثورة الاتصالات الهائلة التي تحدث في العالم اليوم. ويجب أن يتوافر في أفراد الكتلة الحرجة الإصرار والمثابرة والبُعد عن الروتين الحكومي، فالكتلة الحرجة تدربوا علي مخاطبة الرأي العام وكيفية التأثير علي الآخرين، وهم يملكون خبرات ومهارات يجب استعمالها بدون الروتين الحكومي، ويجب أن يعتبر كل فرد منهم نفسه مسئولاً عن هذه المؤسسة.. مسئولاً عن توضيح الحقائق، والرد علي المغالطات. إن هذه القوة الضاربة تستطيع أن تُحدث تأثيرًا كبيرًا في الرأي العام وتشكله خصوصًا إذا تحرينا الدقة والصدق فيما نقوله، وهذا يستلزم العمل بروح الفريق ومساندة مسيرة التعليم المتنامية من قبل التربويين منظرين وممارسين ميدانيين، وتكوين لوبي مستنير من المهتمين بالشأن العام لتوضيح وتفسير وتصحيح ما استغلق فهمه من أمور التعليم . اليوم ليس أمامنا إلا خيار واحد.. أن نجعل هذا الوطن كتلة حرجة تستطيع أن تغير وجه الحياة علي أرض مصر، وأن نجعل من هذه الأرض الطيبة كنانة الله في أرضه وواحة وحصنًا للأمان، وساحة للعلم والفن، وملتقي للثقافات .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل