المحتوى الرئيسى

«المصري اليوم» تعيش ولادة «انتفاضة العودة» مع الفلسطينيين

05/15 19:57

صرخ طفل لا يتجاوز عمره الـ13 عاماً «بدى أروح لبلادى» وجرى متخطياً حاجزاً شرطياً أمام معبر إيرتز ليقتحم المنطقة العازلة أمام المعبر فهب خلفه آلاف الفلسطينيين الحالمين بالعودة إلى ديارهم التى هجَّرتهم منها إسرائيل مقتحمين المعبر الأشهر فى غزة حتى وصلوا إلى الحاجز الإسرائيلى، وهنا انهالت الطلقات الإسرائيلية فوق رؤوس الجميع. وأحيا آلاف الفلسطينيين يوم النكبة بمسيرات ضخمة عند معبر رفح الحدودى مع مصر ومعبر بيت حانون «إيرتز» مع إسرائيل وفى الوقت الذى قدرت فيه أعداد الذين توجهوا إلى معبر رفح المصرى بحوالى 4 آلاف فلسطينى ذهبوا إلى حدود المعبر فى انتظار مسيرات الزحف المصرية، حاولوا هم الزحف نحو المعبر المصرى، لكن شرطة حماس تدخلت بالقوة وتم تفريق التظاهرة تماماً. وكان من المفترض أن تستمر الاحتفالية لمدة ساعة فى منطقة خصصت للاحتفال تبعد عن بوابة معبر بيت حانون أو إيرتز بحوالى 200 متر، وأقامت الشرطة الفلسطينية حواجز لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المعبر، لكنها فشلت أمام إصرار الآلاف على اقتحام «إيرتز». ويعد معبر إيرتز واحداً من 6 معابر بين إسرائيل وقطاع غزة كلها مغلقة إلا معبر كرم أبوسالم بجوار الحدود المصرية وهو للبضائع، و«إيرتز» مخصص لعبور الأفراد فقط، سواء كانوا مرضى يخرجون من القطاع للعلاج أو أجانب يعبرون منه إلى داخل القطاع أو خروجاً منه. وبينما كانت كلمات قادة فتح وحماس تخرج حماسية مؤكدة حق الشعب الفلسطينى فى العودة إلى أراضيه المنهوبة كان العشرات من الشباب الفلسطينى يصر على عبور الحواجز الأمنية للوصول إلى بوابات المعبر.. 15 دقيقة من الشد والجذب بين المتظاهرين الفلسطينيين على الوصول إلى الحاجز الإسرائيلى وبين الشرطة وفى النهاية استطاع الشباب اقتحام الكردون الشرطى وانطلقوا نحو المعبر وهم يهتفون «عائدون لبلادنا عائدون». وكانت البداية بطفل صغير جرى صارخاً فى الجميع «بدى أعود لبلادى» واقتحم المنطقة العازلة التى فرضتها إسرائيل بين الجدار الإسرائيلى وغزة وهى منطقة تتجاوز 500 متر و«ممنوع تماماً الاقتراب منها أو دخولها» وتحميها أبراج أمنية إسرائيلية وضعت فوق الحاجز الأسمنتى وتطلق نيرانها مباشرة على كل من يقتحم تلك المنطقة، لكن نزول الطفل الفلسطينى أولاً إليها شجع الآلاف على اقتحامها ليدخل أكثر من 5 آلاف شاب إلى المنطقة العازلة فى دقائق معدودة ويستمر التدفق لتتجاوز أعداد المتواجدين داخل المنطقة العازلة 10 آلاف فلسطينى. ورفع الجميع الأعلام الفلسطينية وواصلوا تحديهم للجنود الإسرائيليين فوق الأبراج، وفجأة أطلق الإسرائيليون قذيفة على يسار المعبر فى منطقة صحراوية داخل المنطقة العازلة وتلتها قذيفتان، ثم بدأ إطلاق النيران الحية على المتظاهرين الذين أصروا على الوصول إلى سور الجدار ورفع العلم الفلسطينى فوقه. وبينما الرصاص ينهمر على المتظاهرين السلميين بالمنطقة العازلة كان محمد يجلس مستنداً إلى السور منتظراً لحظة تاريخية تمكنه من عبور الجدار العازل. أما ياسين رمضان، الشاب الصغير البالغ من العمر «17 عاماً»، فوقف ينظر للجدار العازل بيأس قائلاً: «لن نعبر هذا الجدار أبداً، ليس عندى أمل»، وياسين الذى نشأ فى معسكر جباليا سمع من جده عن بلدته دير ستيد لكنه بالطبع لم يرها، ولكنه يعرف فقط أنها بجوار بلدة دمرة.. «جدى يحكى لى أن بلدنا كان رائع أو به حدائق ومسجد كبير فى منتصف البلدة وبركة مياه صافية، أحب بلدتى من حكايات جدى لكننى مقتنع بأننى لن أراها أبداً، ورغم أن جدى مازال يحلم بالعودة إلى داره هناك، لكننى أشفق عليه، وأعرف أنه لن يعود ولا أنا كذلك». اليأس الذى يتكلم به ياسين بدده تماماً أحمد صبح البالغ من العمر «22 عاماً» والذى ينتظر بفارغ الصبر العودة قائلاً: «أحلم يوماً بالعودة إلى بلادى أسمع عنها من حكايات جدى الذى يقول إنها أجمل بلاد الدنيا ورغم كل الصراعات الدائرة الآن أثق أننا سنرجع ونعود». واستيقظ أحمد صبح من حلمه على صوت طلقات رصاص كثيفة أطلقت من الجدار العازل الإسرائيلى تلتها صرخات تبحث عن سيارة إسعاف لم تتمكن من أن تصل فحمل المتظاهرون المصاب وجروا به إلى سيارة الإسعاف، لتتواصل الطلقات والصرخات بحثاً عن الإسعاف لينقل المصابين الذين بلغوا حوالى 65، معظمهم مصاب بإصابات فى الأقدام وبعضهم بإصابات مباشرة فى الصدر. والغريب أنه كلما سقط شاب مصابا تجرأ الآخرون واقتربوا أكثر من الجدار العازل، وكلما سُمعت أصوات القذائف اقتحمت أعداد أكبر المنطقة العازلة والتى لم تطأها أقدام أى فلسطينى منذ سنوات عدة مضت بعدما ركبت إسرائيل أجهزة حديثة تطلق النيران على كل من تطأ قدمه تلك المنطقة. ولحظات قليلة وحلقت طائرتان فوق المكان لكنهما لم تطلقا النيران، التى جاءت من أبراج الحراسة ومن بعض المستوطنين الذين كانوا يطلقون طلقات من أسلحة كاتمة للصوت لا يسمع لها دوى وإنما تظهر آثارها بمصاب يسقط بجوارك. لكن القصف المدفعى عاد ليزيد من عدد المصابين وتعود مرة أخرى أجواء الانتفاضة الفلسطينية بعدما حاول بعض المتظاهرين قذف الأبراج الإسرائيلية بالحجارة وسط دعوات ببدء انتفاضة فلسطينية جديدة أطلقوا عليها «انتفاضة العودة» ودعوا إلى الاعتصام على الحدود.  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل