المحتوى الرئيسى

لحن العودة بقلم:عبد الرحيم محمود جاموس

05/15 20:38

( لحنُ العودة ) عبد الرحيم محمود جاموس عضو المجلس الوطني الفلسطيني مدير عام مكاتب اللجنة الشعبية الفلسطينية كانت بداية تشكل وعيي السياسي عندما وقعت معركة الكرامة المجيدة في فجر يوم الخميس 21/03/1968م وكان الأستاذ عبد الرؤوف الجريري قد عقد لنا عدد من الجلسات الحركية تحت عنوان "لماذا فتح" وما هي إلا أسابيع وتأتي الذكرى العشرون (( للنكبة )) وقد أحياها رجال المقاومة بما يجب أن تحيا به من عمليات فدائية وأصدرت حينها حركة "فتح" في تلك الذكرى بوستر تضمن صورة لفدائي يحمل بارودة كلاشن كوف في وضع قتالي وكتب تحته (( مواليد عام 1948م فدائيون عام 1968م ))، لقد كان لمعركة الكرامة ما كان ... من بداية زمن فلسطيني مقاوم جديد ... أكد نظرية "فتح" 01/01/1965م، كما كان للبوستر تأثيره التعبيري والإعلامي والمعنوي والمادي البالغ الأثر في نفوس شباب تلك المرحلة سواء ممن هم من مواليد 1948م أو ممن هم أصغر سناً من ذلك. واليوم يحيي الفلسطينيون الذكرى الثالثة والستون للنكبة بدون عمليات ( فدائية ) وبدون بوستر يحمل مضامين ( بوستر ) العام 1968م، فقد أصبح الفلسطينيون اليوم يعزفون ألحان العودة ويغنون وينشدون العودة وتنطلق المسيرات الشعبية في فلسطين ومن خارجها نحو العودة إلى الوطن إلى حدوده من الخارج والى القرى والمدن في الداخل سواء منها المدمرة أو الباقية واقفة صامدة تعلن هوية المكان في وجه الفاشية الصهيونية وإجراءاتها القهرية والتشويهية لكل ما هو فلسطيني والذي يحاول جاهداً لتغيير الواقع وتزويره وإنتاج واقع جديد وهوية مغايرة لهوية الأرض الفلسطينية، هذا هو الصراع وهذه هي ( النكبة ) التي حلت بالفلسطينيين منذ العام 1948م وتتكرر فصولها وتفاصيلها منذ ذلك الحين ... في اقتلاع شجرة هنا ... وتدمير بيت هناك ... ومصادرة هنا ... وبناء مستوطنة هناك ... ويتوج هذا التغول الفاشي بجدار العزل العنصري ... الذي يستهدف مصادرة أكبر مساحة ممكنة من الأرض تمهيداً لضمها لكيانه المغتصب لفلسطين الأرض ... والمشرِّد والمشَتِّتْ لفلسطين الشعب ...، من هنا يتأكد الفلسطينيون أن عدوهم مستمر في تنفيذ مخططاته النكبوية التصفوية ... لحقوقهم الطبيعية في وطنهم والمتمثلة في العيش فيه بأمن وسلام أسوة ببقية الشعوب، ورغم كل هذه الفاشية التي لم ينتج تاريخ البشرية مثيلاً لها سواء النموذج الجنوب إفريقي أو الأمريكي أو الاسترالي يبقى الفلسطينيون الشعب الاستثناء ... والقضية الاستثناء ... وحركة التحرر الاستثناء ... والاحتلال الاستثناء ... على سـطح الأرض، فهم يغنـون اليـوم ... وينـشدون اليوم ... نشـيد العـودة ولحنها ... سنة بعد سنة ... ويوما بعد يوم ... ويتجذر الحلم ... حتى يتحول إلى حقيقة، فوهم التصفية الفاشية للقضية الفلسطينية الوطن والإنسان ... وعلاقتهما الجدلية ... يتحطم على أنغـام لحـن العـودة ونشـيدها وأجـراسـهـا التـي لن تهـدأ ... مابقي فلسطيني لاجئ في وطــنه ... أو في خارجه ... فقوافل اللاجئين ... لابد أن تتحول إلى قوافل عائدين ... إلى موطنهم قراهم ومدنهم ... ولهم فيها ما يصنعون مع الباقين المنغرسين من الفلسطينيين ... في كل أنحاء فلسطين ... يرونه بعيداً ونراه قريباً. عبد الرحيم محمود جاموس E-mail: pcommety @ hotmail.com الرياض 15/05/2011م

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل