المحتوى الرئيسى

جرمين إبراهيم تكتب: مصر والقلة المندسة

05/15 01:56

القلة المندسة هو مصطلح أصبحنا نسمعه بكثرة فى الفترة الأخيرة؛ فأصبح أى شىء يحدث داخل مصر هو بسبب القلة المندسة أو فلول النظام السابق، وهذه هى الهواية التى طالما أتقناها قبل ثورة 25 يناير؛ فقبل الثورة كان أى شىء يحدث فهو عن طريق أياد خارجية أو بسبب أمريكا وإسرائيل، مثلما حدث فى كنيسة القديسين عندما قال الجميع إن ما حدث وراؤه أياد خارجية تريد زعزعة استقرار البلاد وبث الفتنة، وانشغالنا بهذه الأيادى أعمانا عن أن نبحث داخل مصر عمن وراء هذه الأحداث، واتضح بمرور الوقت وبعد الثورة أنه وزير الداخلية الأسبق. وبعد الأحداث الطائفية فى إمبابة خرج علينا بعض الأشخاص ليؤكدوا أن من وراء هذه الأحداث هم قلة مندسة وفلول وبلطجية النظام السابق، وكأن مصر خالية من الاحتقان الطائفى وهؤلاء هم من افتعلوا هذه الأحداث، وحتى إن افترضنا أن من قام بافتعال الأحداث هم قلة مندسة فمن قام بصناعة الأحداث هم المصريين الذين كان لديهم الاستعداد أن ينفذوا مخططات القلة المندسة إذا افترضنا صحة هذا الفرض. فمصر ليست خالية من الاحتقان الطائفى وليس كل المسيحيين والمسلمين فى مصر يحبون بعضهم البعض وهذه حقيقة لا يجب أن نتجاهلها؛ فتجاهلنا للحقائق سيكلفنا الكثير، وعناؤنا فى الوصول لهذه الحقائق ومعالجتها سيكون أقل بكثير من عناء محاولة اصلاح الدمار الذى سيأتى علينا من وراء تجاهلنا لهذه الحقائق. وتكرر مصطلح القلة المندسة فى موقعة الجلابية فى ستاد القاهرة فأصبح جمهور الزمالك الذى نزل لأرض الملعب قلة مندسة وفلول النظام السابق!!! مصر بعد ثورة 25 يناير تتغير للأفضل ولكن للأسف هناك الكثير من المصريين يتغيروا للأسوأ ويسيئوا للثورة من خلال سوء استخدامهم للحرية التى كانت على رأس المطالب التى قامت من أجلها الثورة، فالحرية من وجهة نظرهم أن أسرق وأقتل دون رادع أو عقاب، وعندما يظلمنى الحكم انزل لأرض الملعب وأعبر عن غضبى من قراراته وعندما أشك فى وجود أسلحة وأسيرات فى الكنائس أذهب لأتأكد بنفسى. فالثورة أسقطت النظام السابق ولكنها لم تسقط القوانين، فنحن بذلك نعمل على إسقاط أنفسنا، وإسقاط مصر، وإسقاط الثورة ونضرب بدم الشهداء عرض الحائط.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل