المحتوى الرئيسى

ذكرى نكبة مختلف ورسائل بليغة لأمريكا والصهاينة بقلم: زياد صيدم

05/15 00:01

قد نكون استعجلنا التساؤل المشروع قبل شهرين وكان حقنا كفلسطينيين من غياب راية فلسطين أو صورة القدس عن الميادين والساحات للجماهير العربية الغاضبة التي خرجت لتحطم أغلال الفساد والعبودية لأنظمتها المستبدة .. لكننا في حينها تسائلنا بحرقة ومرارة فعذرا للربيع العربي على استعجالنا التساؤل.. فاليوم نرى الحشود في الذكرى 63 للنكبة الفلسطينية وقد رفعت أعلام فلسطين وصور القدس الشريف رمز العرب والمسلمين في ميدان التحرير بمصر العروبة معلنين الزحف نحو فلسطين ..إنها رسالة بليغة لأمريكا وابنتها المدللة الكيان الصهيوني الغاصب بأن سنوات ترك شعب فلسطين وحده في ميدان الصراع قد ولت وانتهت ..فالحكام اليوم يجسدون رغبة شعوبهم لا رغبات أمريكا.. وهذا هو الفارق في ذكرى النكبة لهذا العام.. فشعبنا في ذكرى نكبته أل 63 يعلن من جديد إصراره على المضي قدما نحو التحرير والاستقلال.. فهبة الجماهير الفلسطينية في الشتات بمؤازرة شعبنا الذي خرج بعشرات الآلاف داخل الخط الأخضر يحيى الذكرى الأليمة متحديا القوانين العنصرية بتجريم الخروج لاستحضار جريمة قيام دولة الاحتلال على أنقاض فلسطين الأرض والشعب في 14/5/1948 . لقد راهنت الثورة الفلسطينية وقيادتها الحكيمة دوما وأبدا على استنهاض شعوبنا العربية لأنها الرديف لنصرنا ..وها هي قد بدأت فعلا وتجسيدا على ارض الواقع .. بتلاحمها اليوم بذكرى نكبتنا مع أهل فلسطين ليشكلوا معا اتحاد الرعب لأمريكا والكيان الصهيوني..فزمن الخنوع والقنوع واستبعاد دور الجماهير قد ولى للأبد وأنظمة القمع وحماية الكيان الصهيوني من غضب الجماهير قد انتهى إلى غير رجعة.. فالإدارة الأمريكية التي تستعد لحماية الكيان في سبتمبر القادم بتفعيل قرار الفيتو ستخلق هذه المرة والى الأبد حالة عداء مستفحل وحالة جماهيرية منتفضة ضد مصالحها أو ما تبقى منها وسيصعب التكهن بما ستئول إليها الأحوال في المنطقة..فالصلف الأمريكي مع ذكرى النكبة أل 63 وتبجح الكيان الصهيوني بعدم الإذعان للمبادرة العربية للسلام واستمرارها في الاستيطان والتهام الأراضي وتهويد القدس الشرقية ستزيد حالة التوتر وترفع مستوياتها إلى ابعد مما تصوروه ..وإننا نتوقع أيام قادمات خطيرة في المنطقة تتسارع وتيرتها لتقلب الطاولة على أمريكا وحماة مصالحها في المنطقة وستغير المعادلة لصالح الشعوب المنتفضة لفلسطين وحريتها واستقلالها.. إن الرسائل بالغة الخطورة التي تبلورت في ذكرى نكبة مختلفة عن سابقاتها تدلل بما لا يدع مجالا للشك بان ما تفعله أمريكا والغرب من تدمير لدولة ليبيا العربية المسلمة واحتلالها للعراق واستخدامها للفيتو بشكل دائم في مجلس الأمن لحماية الكيان لن ينفع من الجماهير التي هبت من جديد تعلن بأن عصر الجماهير والربيع العربي قادم وقد بدأ بالاخضرار والإزهار وان عصر الطغاة من حكام العرب قد ولى ومن تبقى فهو في طريقه للسقوط ..ومن يعتقد بأنه في منأى وأنه حر التصرف في أموال وهبها الله للمسلمين كافة فانه مخطئ ! ومن يعتقد ما يزال بأنه محمى من جماهيره لوجود الأمريكان وقواعدهم فهو واهم تماما ..فلن يكون بعد سبتمبر القادم نظام عربي قادر على حماية الكيان والدفاع عن مصالح أمريكا من إرادة الشعوب الزاحفة والمنتصرة لشعب فلسطين لأنه ربيع يزهر أخيرا وسيهز حسابات أمريكا وعملائها اللذين يفضلون دفع تكاليف آلة الإجرام الأمريكية الغربية بدل دعم صمود شعب فلسطين الذي يحاصرونه الآن اقتصاديا بدليل عدم تمكن السلطة الوطنية دفع مرتبات موظفيها حتى اليوم لشهر مايو. وبانتظار الفيتو الامريكى في سبتمبر القادم حتى ترى أمريكا شر ما فعلته طيلة سنوات من القهر للشعوب ودعم للدكتاتوريات وحماية للطغاة من اجل إبقاء الفلسطيني وحده أملا في جره إلى تنازلات بالضغط عليه اقتصاديا لابتزازه فهذا لم يحدث في الماضي فكيف يحدث في حاضر الربيع العربي المتفجر غضبا والمساند لحق شعبنا والمنادى لإسناد وردف الانتفاضة الثالثة من اجل التحرير والاستقلال التي ستواكب الانهيار الأكبر لأمريكا ومصالحها في بلاد العرب كلها في سبتمبر القادم فقد بدأت تلوح بداياتها من الآن وحينها ستعلم أمريكا يقينا بأنها تحارب شعوبا قد صممت على إسقاط الصهاينة ورفع راية التحرير لفلسطين والقدس عاليا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل