المحتوى الرئيسى

حلم مستمر..

05/15 09:27

بقلم: إسلام توفيق كنت أستعيد ذكريات الثورة، ووجدتُ الشريط يعود إلى ما قبل 25 يناير، وما كنا نعيشه من ظلمٍ وفساد واستبداد، لأجد الحال الآن قد تحسَّن، وكلي أمل أن يستمر هذا التحسن حتى نرى مصر دولةً من دول العالم الأول.   ظللت أقول لنفسي: "هذا هو دورنا الآن.. ألا نتوقف عن الحلم؟، ولماذا نتوقف وقد وجدنا من الأحلام- التي لم نحلم بها- ما نراه يتحقق الآن؟".   لقد خرجنا جميعًا يوم 25 يناير الماضي، ونتوقع أنها لن تكون إلا مظاهرة جديدة تنضم لعشرات ومئات المظاهرات التي خرجت من أجل إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي، بل كان يناديني خاطري أن ما حدث قبل أيام في تونس لم يتكرر في مصر، لأسباب كثيرة زالت جميعها بفضل إصرار الشعب المصري.   خرج الشعب ووجدت في عينيه إصرارًا غير معهود على إحداث تغيير، ولم أكن أتصور أن هذا التغيير قد يتعدى تغيير الحكومة أو البدء في إصلاحات اجتماعية تهدئ من روع المتظاهرين وقتها.   وجاء تكبر الرئيس المخلوع وغروره، ليحول هؤلاء المتظاهرين إلى ثوار، وتتحول المظاهرة الكبيرة إلى ثورة لم تهدأ إلا بسقوط النظام وأركانه، وظهر المعدن الأصلي للمصريين وخرج الذي كبته مبارك ونظامه طوال العقود الماضية.   هل حلمت يومًا أن يخرج الشعب من سلبيته؟.. بل إن الشعب تجاوز السلبية وتحلَّى بالإيجابية.   هل حلم حلمت يومًا أن يترك فرعون مصر؟.. لقد طرده شعبه شر طرده.   هل حلمت يومًا أن يزج بمبارك في السجن؟.. ليس مبارك وحده، بل زوجته وأولاده معه في السجن.   هل حلمت يومًا أن إمبراطور الحديد يورث مقاعد الإخوان في السجون؟.. نتمنى مقاعدهم في البرلمان فورث مقاعدهم في عنبر (1) بطره.   هل حلمت يومًا بحل الحزب الوطني؟.. جاء الحل من الشعب قبل القضاء.   هل حلمت يومًا أن تنظم وقفةً أمام السفارة الصهيونية؟.. بل مسيرات ووقفات واعتصامات ومبيت أيضًا.   هل حلمت يومًا بوزارة تُعبِّر عنك؟.. جاءت حكومة الثورة ووجدت رئيسها يفطر معك داخل المطعم ويحمل للسيدة العجوز حذاءها.   هل حلمت يومًا أن تنتصر دماء مسعد قطب وأكرم زهيري؟.. بل انتصرت دماء خالد سيعيد التي أتخمها التعذيب.   الأحلام التي لم نحلم بها ولم تخطر ببالنا تحققت، فما بالك بما نحلم به الآن، فبالإصرار والحماس والرغبة الحقيقية في الإصلاح سننهض ببلادنا، ونحقق أحلامنا، ونغير وجه مصر كما غيرنا وجه رئيسنا.   دعونا نترك اليأس، ولا نهتز بمشكلات مفتعلة، ودعونا نضع قائمة من الأحلام الطويلة، فأحلام أمس حقائق اليوم، وأحلام اليوم يكتب مستقبل الأمة كلها وليست مصر وحدها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل