المحتوى الرئيسى

> المخلوع هدد الرئيس الأمريكي: مصر سوف تصبح أفغانستان أخري!

05/15 21:02

الحلقة الثانية تحقيق  : توحيد مجدىنشرت «روزاليوسف» في الحلقة الأولي من سلسلة «قصة سقوط الطاغية» تفاصيل المكالمات المتبادلة بين الرئيس المخلوع حسني مبارك وعدد من القادة الإسرائيليين وأهمها اتصال رئيس الموساد «تامير باردو» به في 7 يناير الماضي لتحذيره من قيام ثورة في مصر وكيف استقبل مبارك المعلومة بتعال وسخرية ورد عليه قائلا لدينا جميع التفاصيل.. شكرًا يا سيدي علي المعلومة. تناولنا في الحلقة الأولي أيضا كيف سارت الأمور في الأيام السابقة علي اندلاع ثورة يناير داخل كواليس المطبخ السياسي المصري والاتصالات المتبادلة بين رئيس الموساد وكل من حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ورئيس جهاز المخابرات السابق. وفي حلقة اليوم نوالي نشر التفاصيل المثيرة في القصة ونتناول الموقف الأمريكي والإسرائيلي من الثورة، حيث طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من الرئيس الأمريكي أوباما معرفة ما إذا كانت هناك خطة أمريكية للإطاحة بمبارك كي تعرف إسرائيل من معها ومن ضدها غير أن أوباما رفض الافصاح عن شيء قائلا: إن الصلة بينه وبين المعارضة المصرية انقطعت وأنهم ربما يكونوا يديرون انقلابا. وعندما غضب نتانياهو من ذلك وعده أوباما بتعويض مادي مجز فقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، وطلب من أمريكا 20 مليار دولار دعما للجيش في مقابل الصمت الرسمي حيال ما يجري في مصر. وإلي التفاصيل نتانياهو يسأل أوباما: وماذا عن قادة الجيش المصري؟ وماذا عن الأحزاب المصرية المعارضة هل هم معنا؟ أوباما يرد بسرعة: "لقد فقدنا كل الإتصالات بيننا وبينهم ويبدوا أنهم يدبرون لشئ .. وربما من وقت طويل" نتانياهو: هل تعني يدبرون لإنقلاب؟ فلا يوجد لدينا بتل أبيب ما يشير أو يدل علي ذلك؟ أوباما: لا نعلم فلا يوجد أحد منهم يمكننا أن نعتبره معنا. وتحليلا للمعلومات فنجد الحقيقة في خبر بثته وكالة الأنباء الإسرائيلية يوم 3 فبراير 2011 تحت عنوان: "أوباما لسليمان .. تخلص من مبارك الآن أو نتخلص منكما معا" ، ويؤكد الخبر ماقاله أوباما وما طلبه من عمر سليمان أيامها والذي كان قد عين بداية من 29 يناير 2011 نائبا لرئيس الجمهورية في مصر ، وكان أوباما وإدارته قد أوقفوا الإتصالات مع مبارك تماما وكانوا يتصلون فقط بعمر سليمان. نتانياهو لأوباما: وماذا عن الدول الأوروبية والعالم هل هم معنا؟ فيرد أوباما: "الإتحاد الأوربي والنيتو علي علم كامل وسيتصرفون كل منهم في مجال سيادته ... مبارك لابد وأن يزول من الساحة".ويخبر أوباما نتانياهو بأنه سوف يلقي خطابا للشعب الأمريكي وللعالم بعد قليل وهو الخطاب الذي تتذكرونه والذي قال فيه: أنني واضح بشأن ما يحدث في مصر فالتغيير لابد أن يبدأ الآن ... والآن تعني الآن". التقرير الإسرائيلي يؤكد أن أوباما كان يوجه حديثه لشخص واحد في مصر دون العالم وهو نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان ، ويقول التقرير أن الإدارة الأمريكية منحت سليمان المنهار من تواتر الأحداث عدة ساعات للتخلص من مبارك وقالوا له: "بأي شكل" . ثم يكشف التقرير عن محادثة تليفونية غريبة حدثت بين مبارك وأوباما يوم 28 يناير 2011 مساء وقد إستمرت لمدة 30 دقيقة عقب إذاعة التليفزيون المصري الرسمي نص الخطاب الأول لمبارك وكان أوباما قد شرح لمبارك أنه أجل خطابه للعالم كي يعطي له آخر فرصة للخروج المشرف وأن فترته كرئيس لمصر أصبحت غير شرعية وأنه أصبح يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ومناطق أخري بالعالم وأن عليه التنحي وترك فرصة للشعب المصري ليعيش بحرية. مبارك رفع صوته بحدة علي أوباما وأخذ يعدد لأوباما مزايا حكمه الذي قدمها دون غيره والأمان الذي منحه لإسرائيل طيلة فترة حكمه وحمايته للمسيحيين ودور العبادة في مصر وقضائه علي الجماعات الإسلامية ومعاونة أمريكا ضد الإرهاب وتسخير كل سلطاته من أجل حماية إسرائيل بالمنطقة ... وفي لحظة ما قام مبارك بالتحدث مع شخص آخر علي ما يبدو كان جانبه وقام بطرد ذلك الشخص خارج الغرفة التي تحدث منها مع أوباما ويشير التقرير إلي أنه بعد خروج ذلك الشخص تقريبا وعد أوباما بأن ينفذ أي شئ تطلبه الولايات المتحدة في مصر بل انه مستعد لإقامة قاعدة أمريكية كبيرة في الصحراء الشرقية لمصر وهي ما قد تحدثوا معه من قبل عليها عقب حرب العراق الثانية. أوباما صمت طويلا ثم تنهد وأعلن لمبارك أنه لايمكن الآن والمطلوب هو التنحي فورا وبدون تأخير .. التقرير يفيد بأن مبارك رفع صوته وكأنه يهذي وقال لأوباما: سوف تندمون علي ذلك ومصر ستتحول إلي أفغانستان ثانية ولن تتدخلوا بعدها في مصر وأغلق السماعة في وجه أوباما. التقرير يشير إلي أن مبارك إتصل بعدها دون مغادرة الغرفة برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وأخذ يشكو له ما فعله أوباما وما كان من نتناياهو إلا أن قال لمبارك أنه لا يعلم سبب تصرف أوباما لكن إسرائيل لا تنسي أصدقاءها وأنهم سيقدمون له أي مساعدة يطلبها ، مبارك قال لنتنياهو: "لا أريد سوي الخروج من هذه الأزمة" ، فرد عليه نتنياهو بأنه يحتاج عدة أيام وربما يسافر بنفسه للولايات المتحدة الأمريكية .. مبارك قال له ربما لا نملك حتي الساعات فقال له نتانياهو لا أعلم ماذا أقول لك لكننا بالطبع نحتاج لوقت كي نستفسر وربما أعود للتحدث معك لاحقا. التقرير يقول إن نتنياهو أقفل الخط وأخذ نفساً عميقاً وقال موجه حديثة إلي إيهود باراك الذي تصادف وجوده أمام نتانياهو وقت المحادثة: "لقد كانت أصعب محادثة تليفونية في حياتي" ، ثم طلب السكرتير العسكري للحكومة الإسرائيلية "يوحنان لوكر" وقال له: "لا توصل مبارك بي ثانية". تتطور الأحداث ويقطع الفريق "سامي حافظ عنان" -مواليد قرية سلامون القماش مركز المنصورة محافظة الدقهلية في فبراير 1948 بطل من أبطال أكتوبر وحرب الإستنزاف رئيس الأركان المصري منذ عام 2005- زيارته للولايات المتحدة الأمريكية التي كان قد بدأها مع وفد عسكري منذ 24 يناير 2011 ويشير التقرير الإسرائيلي إلي أن مبارك ربما كان قد خطط لزيارة سامي عنان لأمريكا في تلك الفترة بالتحديد لأنه كان يخشي من وجود الرجل في مصر وهو يعرف موعد الإضطرابات التي ستحدث ويكشف التقرير أن سامي عنان قطع زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ضد رغبة مبارك الذي كان يفضل إبعاده عن مصر. وتتحول الأحداث في الشارع المصري لثورة حقيقية وفي 29 يناير 2011 طبقا للتقرير الإسرائيلي يصدر مبارك القرار الأخير الذي سيقضي عليه نهائيا ويطلب المشير "محمد حسين طنطاوي" -ولد في 31 أكتوبر 1935 بطل من أبطال حرب أكتوبر تدرس خططه في معركة المزرعة الصينية أمام جنود القوات الخاصة الإسرائيلية في كتب أكاديميات العالم العسكرية حتي في إسرائيل ليومنا هذا تولي وزارة الدفاع المصرية في 1 أكتوبر 1993 بقرار جمهوري شمل ترقيته لرتبة المشير وتعيينه وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي- للقصر الجمهوري ويصدر مبارك أمره كقائد أعلي للقوات المسلحة بفتح النيران علي الشعب لسحق المظاهرات ويكون جمال مبارك حاضرا ويوجه جمال كلامه للمشير وربما لأول مرة يشهد التقرير الإسرائيلي أن المشير طلب من مبارك إخراج جمال من الغرفة فأصر جمال علي التواجد فكان رد المشير: "إنني لن أتعامل مع تهورك بعد الآن" ... وكأن مبارك قد صدم يأمر جمال بالخروج وهو يسرح في هذا الرد .. المهم أصدر مبارك أمره وطلب من المشير طنطاوي أن يعطيه رأيه فورا فما كان من طنطاوي إلا أن رفض إطلاق النيران علي الشعب ، ويذكر التقرير الذي جمعت فيه المخابرات الإسرائيلية كل التفاصيل الخفية التي دارت وراء الكواليس ووصلتهم من مبارك نفسه بعد اللقاء أن المشير وقد بدأ صوته يرتفع رد علي مبارك بقوله: "لقد حاربنا معا من أجل هذا الوطن وقاتلنا بشرف للزود عن دماء المصريين ... كيف تطلب مني هذا الأمر هل تريد رأيي ... من فضل سيادتك خذ رأي المجلس الأعلي للقوات المسلحة أولا بعدها أقسم بشرفي سوف أعطيك رأيي". هذا الحديث وغيره نقله مبارك بعد خروج طنطاوي بالحرف لصديقه بنيامين بن إليعازر ويشهد بنيامين بن إليعازر في التقرير السري علي ما حدث كما قال مبارك الذي طلب ربما لأول مرة من بن إليعازر المساعدة بشكل مباشر وأن يعطيه الموساد تقديراً أولي للموقف وعلي حد تعبير التقرير قال مبارك لبن إليعازر: "لقد تخلوا عني حتي المخابرات أصبحوا يعاملونني علي أساس أنني عدو لمصر". يذكر بنيامين بن إليعازر أنه قال لمبارك: "لديهم مشكلة الشرعية فهي ملك لك قم بزيارة قيادة الجيش ليفهم الجميع أنك ما زلت الرئيس وسأعود للإتصال بك بعد أخذ تقدير أولي من الموساد وأغلق الخط". مبارك لو كنتم تتذكرون قام في 30 يناير 2011 بزيارته الشهيرة لمقر المجلس الأعلي للقوات المسلحة وهو المجلس العسكري الأعلي المكلف لقيادة العمليات الرئيسية للقوات المسلحة في حالة الحرب ويضم المجلس 18 عضو هم قادة أفرع القوات المسلحة المصرية بالإضافة إلي رئيس المخابرات العامة المصرية ... ويذكر التقرير أن مبارك كان قد وقع في مشكلة حقيقية دون أن يدرك فقد عين في صباح يوم 29 يناير 2011 الرجل الأخير الذي كان يخلص له في المخابرات المصرية وهو اللواء عمر سليمان ولم يدرك أن اللواء الجديد كان من بين أقوي الرافضين لمشروع التوريث ولتصرفات مبارك الشخصية وقراراته الهمجية ، بل كانت له مجموعة من الشرفاء ربما لو طال بهم الوقت لكتبوا تاريخا آخر لمصر ، وعليه فأنه فقد ذراعه الأخيرة في المجلس الأعلي للقوات المسلحة حيث يعد رئيس المخابرات أحد المشاركين به. في الاجتماع كان مبارك يبدو أمام الشاشات ممثلا لدور المسيطر علي الأمور بينما كان كل من حوله قد أدركوا أن الرجل لابد وأن يتنحي حفاظا علي أمن مصر وشعبها وبعد أن خرجت الكاميرات وأغلقت الأبواب وبدأ الاجتماع المصيري الذي سيغير وجه تاريخ مصر الحديث يطلب مبارك من المشير طنطاوي أن يطلعهم علي الأمر الرئاسي بإطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين بالشوارع ، فيرد عليه المشير طنطاوي: كيف أخبرهم وسيادتك موجود فلا يجد مبارك إلا أن ينظر إلي الأرض وهو يحدثهم ويصدر لهم الأمر بإطلاق الرصاص الحي ويطلب منهم التنفيذ فورا لكن أحدا لم يتحرك من مكانه ونظروا جميعا له وهز البعض منهم رأسه والبعض الآخر تمتم بكلمات شديدة اللهجة ورد معظمهم في صوت رجل واحد: "لن نطلق طلقة واحدة علي الشعب" ... تذكروا أن هذا تقرير صدر عن الموساد الإسرائيلي وليس مصر. الاثنين 24 يناير يرن التليفون السري للرئيس المخلوع حسني مبارك وعلي الطرف الآخر بنيامين بن إليعازر حلقة الوصل بين مبارك والموساد الإسرائيلي ويسأل بن إليعازر عن صحة مبارك ويطمئن علي الأولاد والزوجة ويخبره بأنه سيرسل لهم نوعًا جديدًا من الشيكولاتة الإسرائيلية تصدره إسرائيل فيضحك مبارك ويتطرق بن إليعازر في حذر للأحداث في مصر وتطورات الموقف فيرد مبارك بثقة متسائلا: "مالكم في الموضوع ده بالذات ... قلنا لكم كله كويس والوضع مستقر.. هستناك قريب ها.. بلغ تحياتي لنتانياهو وللرئيس الجديد للموساد دون أن يذكر اسمه وقبل أن تنتهي المكالمة ويغلق الخط يطلب منه بن إليعازر أن يبقي فرصة ربما يحتاج بن إليعازر التحدث إليه في اليوم التالي ظهرا ويتعلل بأنه سيطرح عليه موضوعًا مهمًا غير أنه يجمع بياناته فيوافق مبارك ويقول له: أي وقت. الثلاثاء 25 يناير والتقارير التي ننشرها أول مرة تفيد في شهادة الموساد أن قمري التجسس الإسرائيليين قد تم تعديل مساراتهما من فجر يوم 25 يناير كي يمسحا مصر طولا وعرضا بالتبادل التزامني حيث لا يمكن لقمر واحد أن يظل بمكان واحد لمدد طويلة وتلك هي الأقمار التي تفتخر تل أبيب دائما بأنها تلتقط الصور للناس في داخل البنايات الخرسانية وتلتقط بوضوح نمر السيارات بالشوارع. الساعة التاسعة صباحا في مقر غرفة عمليات الموساد تبدأ أقمار التجسس الإسرائيلية تنقل بوضوح تحركات مكثفة لعربات الأمن المركزي منطلقة من ثكناتها وتمضي الدقائق وهم يشاهدون تحركات غير طبيعية للشرطة المصرية بالشوارع وفي معظم محافظات مصر ويتم إبلاغهم بأن جميع المعابر الحدودية تم إغلاقها بالكامل منذ الصباح الباكر وأن الشاحنات الإسرائيلية المحملة بأسلحة وأدوات قمع المظاهرات علي الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل لم تدخل بعد فيقوم رئيس الشاباك ديسكين بمحاولات عديدة للاتصال بوزير الداخلية المصري فلا يتمكن من التوصل لأحد لعيب في الاتصالات بمصر ويطلب من مدير مكتبه للعمليات داخل الدول العربية تكرار المحاولة كل 5 دقائق وتتجول أقمار الموساد الإسرائيلي في سماء الفضاء المصري تبحث عن أي تحركات للجيش المصري فلا تجد أي علامة غريبة. الساعة تدخل الحادية عشرة وتكشف الأقمار الإسرائيلية تجمعات كبيرة من الشعب تنطلق من عدة أحياء في اتجاه وسط القاهرة فيقول رئيس الموساد لبن إليعازر: "هذا الرجل يتصرف برعونة تصل للغباء" وكان يقصد مبارك فيشرح له بن إليعازر في غرفة العمليات التي أقامها الموساد لمتابعة الموقف عن كثب عادات وتصرفات مبارك كما عرفه وقد وحضر الآن بالغرفة كل ضباط أقسام مصر في الموساد والمخابرات الحربية الإسرائيلية وفرع البحوث العسكرية ومعهم الخرائط والتقارير التي تفيد أنهم هم أيضا كانوا علي علم مسبق بل معهم تسجيلات صوتية لمكالمات صادرة من مصر لمصريين لهم أقارب في الخارج سجلت بطريق الالتقاط فوق البحر المتوسط وفيها عبارات واضحة علي أن هناك اتفاقًا علي الثورة بين الشعب المصري. رئيس الموساد يرحب بالجميع ويطلب منهم البدء في وضع الخطط ويصرح بأنهم ربما يكون لهم دور يطلبه صديقهم مبارك وقت الحاجة فيبدأ كل منهم يفكر وكأنه جنرال مصري ويواجه تلك الحشود ويقيمون ما يسمي بجلسات (برين ستورمنج) ويبلغون فورا رئيس الوزراء الإسرائيلي بالأحداث فيسارع بطلب مبارك علي التليفون فيصل إليه ويتحدث معه ويخبره بما لديه من معلومات ويزيد من حدة صوته وهو يؤكد لمبارك أن ما يجري ليس سهلا وربما كانت هناك مشكلة يريد البعض إخفاءها عن مبارك، فيرد مبارك بأنه سيسحق التمرد من تلك القلة الضالة علي حد تعبير التقرير وفي الوقت المناسب، نتانياهو يغلق السماعة ويطلب الرئيس الأمريكي ليطلعه علي ما يجري في مصر وهنا تكون الصاعقة علي نتانياهو فقد رد عليه الرئيس الأمريكي بأنه كان علي وشك الاتصال به وأن علي إسرائيل من ظهر 25 يناير 2011 تحمل المسئولية ومساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في استغلال الفرصة التاريخية والشعبية في مصر لإزاحة مبارك من الساحة العالمية دون تدخل من الخارج، فيرد نتانياهو مستغربا متهما الرئيس باراك أوباما بأن ذلك تهور ولعب بأقدار دول المنطقة بشكل لم تقم به الولايات المتحدة الأمريكية من قبل ويشكو بأن هذا يعد خرقا لجميع الاتفاقات الأمنية بين الموساد والسي آي إيه حول تبادل المعلومات والخطط التي تمس الشرق الأوسط ويشير إلي أن حكم مبارك خط أحمر بالنسبة لإسرائيل، فيعطيه الرئيس الأمريكي وعدا بالدفاع وتعويضا مناسبا لإسرائيل ضد أي خطر ويطمئنه بأن أساطيل الولايات المتحدة في المنطقة علي أهبة الاستعداد فيضغط نتانياهو ليعرف المزيد فيرد عليه أوباما بأنه لا يوجد مزيد فقط لتتوخي إسرائيل الحذر وتلزم الصمت الرسمي وأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتدخل مع أي طرف سواء كان مبارك أو الشعب المصري إلا بعد أن يحسم أي من الطرفين الأمور لصالحه، وهنا لا ننسي أن نذكركم أن إسرائيل لم ترد رسميا ولم تتحرك بالفعل إذا كنتم تتذكرون. وطبقا للوقائع فقد نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية يوم 14 فبراير خبرا يومها لم يفهمه أحد بعنوان: "السكوت كان من ذهب" وفي الخبر الذي يمكن أن تطالعوه الآن تؤكد الصحيفة أن إسرائيل بسبب عدم تدخلها في الأحداث التي حدثت في مصر قد حصلت علي العديد من المكاسب الاقتصادية والعسكرية من ثورة المصريين وفي يوم 8 مارس 2011 تؤكد نفس الصحيفة القصة حينما قالت أن نتانياهو طلب من أوباما يوم 25 يناير 2011 مبلغ مساعدات بقيمة 20 مليار دولار بدعوي تطوير الجيش الإسرائيلي وشراء منظومات دفاعية حديثة علي أساس أن الجيش الإسرائيلي بسبب ثورة 25 يناير سوف يقوم بتغيير كل خططه الاستراتيجية بما فيها إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي علي الحدود مع مصر ونشر بطاريات صواريخ حديثة في إطار خطة الحائط الفولاذي الثاني علي حد تعبير الصحيفة يومها وهو نفس ما ذكرته صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية بذات التاريخ ولا ينتهي الخبر إلا بعد أن يكشف لنا عن بقية الإتفاق بين نتانياهو وأوباما فيما يخص التخلي عن مبارك فقد أخذ نتانياهو وعدا أمريكيا بعدم الضغط علي إسرائيل في موضوع الاستيطان بالقدس ويمكنكم جميعا التأكد من الخبر. نعود لتقرير الموساد المفصل علي ما حدث ذلك اليوم حيث سأل نتانياهو أوباما في الحديث التليفوني بينهما متسائلا: "ربما كانت لديكم خطة.. لكن هل لي معرفة أطرافها كي أعرف من معنا ومن علينا؟" أوباما يرد بحزم علي نتانياهو: "لقد أوصلنا لعمر سليمان رسالة واضحة.. فإما التخلص من مبارك الآن أو التخلي عنه أيضا مع مبارك" نتانياهو يسأل: وما كان رد الرجل؟ أوباما: نحن لسنا متأكدين حيث لم يعطنا جوابًا نهائيا لكنه لا شك في أزمة نهاية مساره الوظيفي". فى الحلقة القادمة  .. أوباما قال لعمر سليمان تخلص انت من مبارك الأن او نتخلص منكما معاً مبارك اخبر الرئيس الأمريكى باستعداده لإقامة قاعدة امريكية فى الصحراء الشرقية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل