المحتوى الرئيسى

فـي ذكـــرى النكبـــة بقلم محمد نمر مفارجة

05/14 21:07

فـي ذكـــرى النكبـــة بقلم محمد نمر مفارجة تمر في هذه الايام الذكرى الثالثة و الستين لما اصطلح على تسميته النكبة في التاريخ الفلسطيني الحديث حيث كان الخامس عشر من ايار من عام 1948 تاريخ انتهاء الانتداب البريطاني و اندلاع ما سمي بحرب 1948 و انتهى باعلان قيام دولة اسرائيل و سيطرتها على معظم الارض الفلسطينية و هجرة معظم السكان و تحولهم الى لاجئين . و يناقش هذا المقال هذه الذكرى الاليمة و الوضع الفلسطيني . الانتداب البريطاني : كانت فلسطين حتى العام 1914 ضمن حدود الدولة العثمانية تشكل الحدود الإدارية لمتصرفية القدس وبعد أن دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى بجانب الألمان خسرت كافة أراضيها في البلاد العربية لصالح بريطانيا وفرنسا بحسب معاهدة سيفر الموقعة عام 1920 ومعاهدة لوزان الموقعة عام 1923 . وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد وقعتا اتفاقا لتقاسم الأراضي العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى فكانت فلسطين من ضمن الأراضي التابعة لبريطانيا بحسب الاتفاق البريطاني-الفرنسي . و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى خضعت فلسطين للانتداب البريطاني حتى العام 1948. حرب 1948: حرب 1948 هي حرب نشبت في فلسطين بين كل من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكلت من البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعون اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين . وكانت بريطانيا قد أعلنت انهاء أنتدابها لفلسطين في 15 ايار عام 1948 وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في ايار 1948 استمر حتى اذار 1949 . في الحرب التي نشبت هزم العرب بسبب تفوق القوات الصهيونية من حيث العدد و التدريب و العتاد و عدم التنسيق و الفساد حيث أحتلت اسرائيل أكثر مما كان مقررا لها في قرار التقسيم الفلسطينيون و اعلن عن اقامة إسرائيل في 14 أيار 1948 . القوى العسكرية العربية : تالفت القوات العسكرية العربية من قوات كل من مصر ( 10,000 جندي )الأردن ( 4,500 جندي )العراق ( 2,500 ) سورية ( 1,876 ) لبنان (900 ) السعودية ( 3200 ) جندي و جيش الإنقاذ (3000 ) حيث قامت الجامعة العربية بأول خطوة لتوفير الاحتياجات الدفاعية للفلسطينيين في ايلول 1947 حيث أمرت بتشكيل اللجنة العسكرية الفنية وذلك لتقييم المتطلبات الدفاعية الفلسطينية وبعد قرار التقسيم اجتمعت الدول العربية في القاهرة بين 8 و 17 كانون اول 1947 واعلنت ان تقسيم فلسطين غير قانوني وتقرر ان تضع 10,000 بندقية و 3,000 آلاف متطوع (وهو ما أصبح يعرف بجيش الإنقاذ) بينهم 500 فلسطيني ومبلغ مليون جنية في تصرف اللجنة العسكرية الفنية. وتكونت وحدات جيش الإنقاذ من ثمانية أفواج . قوة إسرائيل العسكرية : بلغت أعداد منظمة الهاجاناه في ربيع عام 1947 بحسب المصادر الرسمية الإسرائيلية قرابة 45,300 فرد، ويدخل في هذه الأعداد أعضاء البالماخ البالغ عددهم نحو 2,200 فرد، وحينما بدأت التعبئة في أعقاب قرار التقسيم انضم إلى الهجناه نحو 30 الف مجند من يهود فلسطين و 20 ألف آخرين من يهود أوروبا حتى إعلان قيام دولة إسرائيل في مساء 14 ايار 1948 . و حينما اندلعت الحرب في فلسطين ارتفعت أعداد الهجناه في الأسبوع الأول من يونيو 1948 إلى نحو 107,300 نتيجة لرفع سن التجنيد إلى 35 عاماً اعتباراً من 4 ايار . بعــد الحــرب : بعد هزيمة العرب اقيمت دولة اسرائيل و فرض على العرب اتفاقات هدنة و طرد الالاف من الفلسطينيين من بلادهم و اصبحوا لاجئين يحلمون بالعودة لبلادهم و سيطرت اسرائيل على نحو 80% من مساحة فلسطين التاريخية لم تلبث ان اكملت سيطرتها على ما تبقى بعد حرب حزيران 1967 . كان رد الشعوب العربية على الهزيمة (النكبة) تغييرات على شكل ثورات و انقلابات عسكرية اطاحت بمعظم الانظمة المهزومة و كان ابرز هذه الثورات ثورة مصر 1952 و ظهور قائد تاريخي استحوذ على تاييد كل العرب و هو الرئيس جمال عبد الناصر الذي حارب الاستعمار في المنطقة بما في ذلك اسرائيل و قد دبرت قوى الاستعمار و اسرائيل و حلفائها من الانظمة المؤامرات و الحروب ضد النظام المصري الذي شهدت المنطقة في عهده نهوضا لحركة التحرر . و ابرز هذه الحروب العدوان الثلاثي عام 1956 و حرب حزيران عام 1967 التي هزم فيها العرب و كانت بداية النهاية لحركة التحرر العربية و التي استمر تدهورها بهزائم عديدة و خاصة اتفاقات كامب ديفيد و معاهدة السلام بين مصر و اسرائيل و خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان بعد غزو عام 1982 و كان اشدها توقيع اتفاق اوسلو بين م.ت.ف. و اسرائيل و انشاء السلطة الفلسطينية التي غدت هي و م.ت.ف. و القضية الفلسطينية رهينة لاسرائيل و حلفائها . الوضــع الراهــن : تتواصل في الاقطار العربية الاحتجاجات و الثورات التي تعكس عمق الازمة الحضارية التي يعيشها العرب و في بؤرتها القضية الفلسطينية و التي عجز فيها العرب حتى الان عن ايجاد حل لمعضلتها لاسباب عديدة اهمها حجم القوى الخارجية الجبارة التي تعاديهم و التخلف و التمزق و الاستبداد الداخلي . و واقع القضية الفلسطينية الذي يعيش انتكاسة كبرى تقزم و تحول الى مجرد قضية انسانية تشغلها هموم الجوع و الراتب من السلطة التي تقيدها اسرائيل و حلفاءها امريكا و اوروبا و الانظمة الاقليمية الموالية لها . رغم النوايا عن الاعلان عن الدولة في ايلول القادم يبقى الواقع المؤلم هو هو سواء سمي سلطة او دولة و سوف يبقى اسيرا للحلف المعادي و رهينة لارادة هذا الحلف حتى ان حازت الدولة على اعتراف معظم دول العالم . رغم الالم و المأساة الكبرى فان القضية الفلسطينية تبقى حاضرة في حلم و عقل و قلب كل عربي و الامل الكبير المنتظر في الخروج من الواقع المؤلم هذا و عودة الفلسطينيين الى ديارهم سيبقى في المدى المنظور حلما و قصيدة شعر و لكنه حتما سيتحقق و لا يضيع حق وراءه مطالب .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل