المحتوى الرئيسى

بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاغتصاب فلسطين الدفاع عن فلسطين دفاع عن مستقبل الأمة بقلم: بسّام عليّان

05/14 20:41

بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاغتصاب فلسطين الدفاع عن فلسطين دفاع عن مستقبل الأمة • بسّام عليّان* تتزامن ذكرى الخامس عشر من أيار/مايو؛ الذكرى الثالثة والستون لاغتصاب فلسطين وإعلان قيام الكيان الصهيوني الذي جاء نتيجة التآمر بين الحركة الصهيونية كحركة عنصرية توسعية استيطانية، وقوى الاستعمار الغربي ضد الأرض والشعب الفلسطيني؛ لسلبه أرضه وتشريده منها، ومحاولة طمس هويته الوطنية خدمة للأهداف والمصالح الامبريالية، ولفرض الهيمنة على المنطقة العربية والإسلامية بكاملها؛ مع ازدياد تعرض القضية الفلسطينية لخطر التصفية وتفريغها من أسسها وثوابتها؛ من خلال التنكر للتراث النضالي للشعب الفلسطيني وثورته؛ وتصفية المضمون والثوابت الوطنية بفرض مشاريع و خطط تستهدف تمرير بقية المؤامرة؛ لتعميم الاستسلام والهيمنة والسيطرة المعادية على المنطقة بأسرها، وتشريع الاحتلال و تدعيم الوجود الصهيوني في فلسطين بخاصة والمنطقة العربية والاسلامية بعامة، والإسهام في تحققه السياسي والدبلوماسي والقانوني على كل ارض فلسطين، الأمر الذي يطمع به الكيان الصهيوني وحلفائه في أميركا وأوروبا. ورغم نكبة 1948؛ وتشتت الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني إلى ديار غير دياره، إلا أن شعبنا العربي الفلسطيني ظل مقاتلاً مناضلا مصمما على صيانة هويته الوطنية، عاقدا العزم على استعادة كامل ترابه الوطني. وظل محتفظاً بروح المقاومة لديه فخاض النضالات الكثيرة ــ بشتى أنواعها. ورغم كل الصعاب والمستحيلات التي حاولوا وضعها في طريق النضال والكفاح الفلسطيني؛ في إطار الظروف المحيطة، ظل الفلسطيني شيء متميز وفريد من نوعه، ظل يكبر بعمق تجربته النضالية وعمر ثورته، مما قصر من عمر المأساة الفلسطينية. فإذا كان عمر مأساتنا 63 عاماً، فإن منها خمس وخمسون عاماً هي عمر الثورة الفلسطينية ــ هذا بعد النكبة فقط. ولو تحدثنا عن روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني؛ لوجدناها متأصلة فيه عبر التاريخ، فمقاومته ظلت مستمرة عبر تاريخه النضالي الطويل. فقد كانت فلسطين منذ القدم مفتاح بلاد الشام (سورية القديمة)، بالنسبة للمصريين القدماء لحماية حدودهم الشمالية، وكانت كذلك مفتاح مصر وشمال افريقيا لمن يريد الزحف من آسيا الغربية إلى شمال افريقيا. ففلسطين كانت منطقة حيوية بالنسبة لجميع الأطراف؛ ولكنها في كثير من الأحيان كانت كحبة الحنظل مرة المذاق، فلم يكن العبور من الجنوب إلى الشمال سهلاً، وكذلك العبور من الشمال إلى الجنوب. وتحدثنا كتب التاريخ عن كثير من أمثلة المقاومات التي قامت بها المدن الفلسطينية، فكم من غازٍ وقف طويلا عند أبوابها ولم يسمح له بالعبور إلا بعد أن فقد الكثير من رجاله أو عاد خائبا يجر أثواب الهزيمة، ومن بين الأمثلة الكثيرة والمتعددة : مقاومة يافا لــ تحتموس الثالث على أبواب يافا في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، وأيضاً مقاومة غزة لــ الاسكندر المقدوني في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وقد تحدثت كتب التاريخ عن ما ذكره بوليبيوس حول مدينة غزة (202- 120 قبل الميلاد) كتب يقول:«لقد كان أهل غزة يحافظون على ايمانهم بالمقاومة ويترجمون ذلك إلى مقاومة لا تُقاوم». وفي الأمس القريب؛ كلنا قرأ عن الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت في العام 1799 ميلادي (أي قبل نحو 200 سنة )، حيث دافعت عكا عنها وعن فلسطين، ووقفت أمام نابليون الذي لم يتمكن من احتلالها، ورغم الحصار الذي فرضه على عكا، إلا أنه لم يتمكن من فتحها، وكان للدور الذي قام به الفلسطينيون، داخل الحصار وخارجه، أثر بارز في افشال الحملة الفرنسية. وقبل العام 1948؛ وإبان فترة الانتداب البريطاني عبر الفلسطينيون عن سخطهم منذ اللحظة التي دخل فيها البريطانيون أرض فلسطين، فقد ساروا في مظاهرتين كبيرتين إحداها في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، والثانية في 27 شباط/فبراير 1920. وقد في المظاهرة الأخيرة ما يزيد عن أربعين ألف فلسطيني. ثم جاءت بعد ذلك الاشتباكات المسلحة في يافا وضواحيها في أيار/مايو 1921. ثم ثورة حائط البراق 1929، ثم ثورة 1936التي استمرت لثلاث سنوات. و بعد نكبة 1948 مباشرة؛ أفاق الشعب الفلسطيني من هول الفاجعة التي لحقت بهم بسرعة، فأخذوا يطالبون بالسلاح والتجنيد والتدريب على السلاح في المعسكرات والمدارس في الدول التي لجأوا إليها؛ وكذلك في قطاع غزة، الذي كانت تشرف عليه القوات المصرية. حيث أصبحت تنطلق من قطاع غزة أعمال فدائية ضد العدو الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية. وشكلوا فيما بينهم حركة الفدائيين الفلسطينيين بقيادة الضابط المصري مصطفى حافظ، حيث تجاوز عدد المتطوعين أكثر من سبعمائة (700) فدائي. نفذت تلك الحركة أول عملية فدائية ليلة 25/26 آب 1955 ؛ داخل العمق الفلسطيني حينما هاجمت سيارة جيب عسكرية قرب مستوطنة «بارمردخاي» ثم هاجمت موقعاً اسرائيلياً قرب مستعمرة «كيسوتيم» مما أدى إلى مقتل جندي وجرح عدد آخرين، وفي 28 آب من العام نفسه؛ وقع اشتباك مسلح عند تل المطار شرقي غزة، لم يتوقف إلا بعد اتصال مباشر بين يوسف تكواع الاسرائيلي قائد المنطقة الجنوبية ويوسف العجرودي الحاكم العام لقطاع غزة، فقد كان هذا الاشتباك بمثابة تصعيد لأعمال المقاومة في قطاع غزة ضد العدو الصهيوني الرابض على حدود الهدنة. ثم تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة (المرحوم) أحمد الشقيري ؛ بعد العدوان الصهيوني عام 1956؛ حيث عقد المؤتمر الفلسطيني الأول، وتم انتخاب لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي بداية العام 1965 الاعلان عن الثورة الفلسطينية المسلحة؛ حيث كانت الحركات الفدائية قبل ذلك تنظيمات في غاية السرية. واستطاع العمل الفدائي بعد نكسة 1967، أن يتطور إلى جانب النضال الفكري. وإلى الآن؛ ما تزال المنظمات والحركات والأحزاب الفلسطينية تقوم بالعمل العسكري المقاوم بالاضافة إلى العمل السياسي والفكري. ويظل التصدي للمشروع الصهيوني المعادي لنا كفلسطينيين وكعرب وكأمة؛ هو دفاع عن مستقبل الأمة، ومصيرها وتطلعات جماهيرها. والدفاع عن فلسطين هو دفاع عن كل عاصمة عربية، وحماية للأمة وهويتها القومية من التبديد. فصراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع وجود لن تنهيه الاتفاقات المهادنة، وسيستمر نضال الشعب الفلسطيني حتى اجتثاث الغزوة الصهيونية لأراضينا وتحرير كامل التراب الفلسطيني. فدرب النضال طويل، ولا زالت أمامنا عقبات لا بدّ من التغلب عليها، فالعدو الذي نحارب، عدو من نوع آخر عن بعض الأعداء، فإذا فقد خنادقه في فلسطين سيفقدها إلى الأبد وفي كل مكان، لذلك نقول أن درب النضال طويل ولا بدّ من مزيد من التلاحم والقوة لدحره، وليعلم الجميع إن إعلان الدولة الفلسطينية، إنما هو نقلة نوعية في تاريخ النضال الفلسطيني، تحتاج إلى مزيد من النضال لحمايتها وإقامتها فوق أرض محررة بما تعني الكلمة من معنى. • بسّام عليّان ــ كاتب وباحث. [email protected] www.nice1net.jeeran.com

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل