المحتوى الرئيسى

سحر النادى تكتب: أنا وزيرة الخارجية

05/14 14:37

سحر النادى تكتب: أنا وزيرة الخارجية14 مايو 2011 | (خاص) الجريدة – كتبت سحر النادىماذا تفعل لو وجدت نفسك في اجتماع دولي تقف فيه على مسرح كبير وفي يدك ميكروفون وأمامك مئات العيون مركزة في كل حركة وكل كلمة تصدر عنك ، وسيادتك مطلوب منك تتكلم عن مصر وتجيب عن أسئلة عويصة عن إنجازات وتحديات الثورة ومستقبل التحول الديمقراطي في مصر المحروسة؟قبل أن تضحك بسخرية وتقول لي إنك لا دخل لك بمثل هذه الأمور الكبيرة، دعني أذكرك إنك في هذا الموقف شئت أم أبيت طالما إنك مصري.فمثلا لو كنت تستخدم الإنترنت أو فيسبوك أو تكتب في بلوج وعندك أصدقاء من دول أخري تتحاور معهم أو يمكنهم قراءة ما تكتبه لأصحابك المصريين ، وكذلك لو كان لك زملاء غير مصريين في العمل أو الدراسة ، أو لو كنت ستسافر قريبا في أجازة أو عمل أو تبادل طلابي، فأنت تعبر عن مصر في كل هذه المواقف. هذا الصيف بالذات مفخخ بأسئلة أصعب من أسئلة من سيربح المليون ، ولكن من غير وسائل مساعدة غير ستر ربنا ثم معلوماتك وسرعة بديهتك، ولن تربح أي شئ لو تطوعت بإجابة غير صحيحة، ولذلك الله يكرمك اقفل التشات حالا وركز معايا.الثورة لها معجزات كثيرة من ضمنها إنها جعلت كل واحد منا سفيرا أو حتي وزيرا للخارجية ، ليس فقط وهو مسافر خارج مصر، ولكن في كل لحظة يتعامل فيها مع الآخرين ، لأنك لا تعرف من يشاهدك ويكوّن فكرته عن كافة المصريين من خلال كلامك وتصرفاتك وكتاباتك.وكلنا نتمني أن تعود السياحة، ولكن السائح الذي سيأتي إلى مصر بعد الثورة اهتماماته تغيرت وأصبحت أنت شخصيا -بصفتك إنسان مصري- من المزارات السياحية المدرجة على برنامج رحلته بالإضافة لميدان التحرير، فالسائح الآن مهتم أن يتعرف عليك كصانع لمعجزة تحترمها الدول الكبرى والشعوب المثقفة، ويريد أن يناقشك في آرائك وأحلامك ، ماذا سيكون الوضع لو معاليك غير مستعد؟أنا كنت في رحلة مؤخرا لإلقاء محاضرات عن معجزة الثورة المصرية في كبرى الجامعات الأمريكية ومنها هارفارد، والسبب أنني قررت التصدي لهذه المهمة الصعبة إن المصريين هناك استغاثوا لإن بعد الثورة كل واحد-سواء مصري أو غير مصري- عنده صورة الهرم أو أكل سندوتش فول في يوم من الأيام أصبح بقدرة قادر خبير في الشئون الثورية المصرية ، وأصبح يُدعى كمتحدث متخصص ليُتحف المستمعين بتجربته عن مصر الثورة مع أن آخر مرة زار مصر فيها كان في الإعدادية، وبما إني كنت في التحرير وكنت أسجل بالكاميرا والكلمة ما يحدث هناك ، قررت أن آخذ معي التحرير إلى هناك ليشاهدوه بأنفسهم وأرجعه تاني، وقررت أن أعتبر نفسي وزيرة الخارجية فترة وجودي في الخارج وأبذل أقصى جهدي ليس فقط لتمثيل مصر بما تستحق من احترام ، ولكن لأستطيع أن أرفع رأسي عاليا أنا والمصريين والعرب هناك بعد أن عانينا من دفسه في الطين سنينا طوالا، والحمد لله تحقق لي ما أريد بنجاح كبير.منذ لحظة وصولي الأسئلة نزلت على رأسي كالمطر من أول ضابط الجوازات في المطار حتى حامل الحقائب في الفندق: ما رأيك في خطر الإسلاميين علي مستقبل الحكم، وما تأثير الثورة علي علاقة مصر بإسرائيل، وما تعليقك على الاعتداء على الصحفية لارا لوجان (لو بتتساءل مين لارا لوجان دي؟ من فضلك روح إبحث قبل ما يسألوك) وكذلك حقوق المرأة والأقباط، وهل فعلا كل الأساطير التي تحكى عن شعب التحرير حقيقة، و دور الجيش في الثورة ولماذا لا نخاف من الدبابات كما يخافونها هم بل نذهب لنتصور معها بأطفالنا الرضع، وهل معنى ذلك أننا “جهاديون” بالفطرة؟كما كان هناك أسئلة مستفزة غالبا مصدرها “أجندات مندسة” من عينة لماذا لم ندافع عن حقوق الشواذ في ميدان التحرير كما دافعنا عن المرأة والأقباط، و كيف أننا واهمون أن هذه ثورة مثقفين سلميين وإنما هي في الحقيقة ثورة جياع متوحشين والدليل إنهم كانوا بيرموا طوب (ده بعد ما اتخرموا بالرصاص الحي والمطاطي؟) وطبعا حظا سعيدا للجميع في الإجابة عن الأسئلة المتفجرة بعد الأحداث المؤسفة مؤخرا بين المسلمين والأقباط. توقع أن الأسئلة ستحاصرك من كل مكان وسوف تفاجئك في الأوتوبيس والمول والمطعم والمطار، وليس من الغربيين فقط ولكن من العرب والآسيويين والأفارقة، ويستحسن أن تكون مستعدا وهادئا ومبتسما دائما وأن تكون كذلك دبلوماسيا ولبقا لأبعد الحدود.وعلى فكرة أقوى الأسئلة ستفاجئك في التاكسي. العديد من سائقي التاكسي هناك من جنسيات مختلفة ما أن عرفوا أني مصرية حتي انطلقوا في الاستفسار عن أحوال مصر والتحليل المفصل والتعليق على ما يحدث فيها مقارنة بأمريكا والعالم، من ضمنهم سائق مثقف من إريتريا أعطاني محاضرة قيمة عقد فيها مقارنة بين المشهد السياسي المصري والحالة السياسية الإريترية ، وقال لي بأسى أنهم هناك يحسدوننا على الثورة ويعرفون أنهم لن يلحقوا بنا قريبا. هل تتخيل حضرتك وانت جالس على الكنبة في بيتكم تشرب الشاي وتتفرج على الثورة في التليفزيون إنك كنت مصدر إلهام لمواطن إريتري مطحون يحلم بالحرية على الطريقة المصرية ؟ هو سيادتك تعرف إريتريا دي فين أصلا ؟أرجوك لا تسألني عن الإجابات الصحيحة لتحفظها وتكررها عند السؤال، أنت الآن مواطن مصري حر ومن حقك أن يكون لك رأيك الشخصي في كل ما يحدث حولك وأن تعبر عنه كما يحلو لك، ولكن من حقي عليك كذلك -أنا وكل المصريين- أن لا تخذلنا عندما تجد نفسك في وضع تمثلنا فيه وتمثل مصر بصفتك مصري. لو بتحب مصر صحيح ثقف نفسك واستعد للتمثيل المشرف، ولكن تمثيل مشرف بجد مش من عينة “عشرة-صفر” بتاعة زمان.فاكر الفيلم القديم اللي فيه الراجل القصير خارج من عيادة الطبيب النفسي بيقول : “أنا مش قصير قذعة؟” لو سمحت معاليك قول ورايا: أنا مش مواطن نكرة ، أنا سفير مصري …أنا مش مواطن نكرة ، أنا وزير الخارجية.* سحر النادي مستشارة ومدربة وكاتبة متخصصة في مهارات التواصل الفعال والحوار بين الثقافات، تمتد خبرتها لأكثر من 20 عاما من المشاركة في الفعاليات الدولية والإعلام المرئي والمكتوب والإلكتروني. وقد قامت بتدريس العديد من البرامج التدريبية وورش العمل والمحاضرات للجماهير متعددة الجنسيات في 25 بلدا حول العالم واستضافتها وسائل الإعلام الدولية وظهرت على أغلفة مجلات أوروبية كنموذج للمرأة القائدة وتم اختيارها من بين القيادات النسائية في العالم من جامعة سانتا كلارا بكاليفورنيابإمكانكم دومًا متابعة آخر أخبار الجريدة عبر خدماتها على موقع تويتر أو عبر موقع فيسبوك. google_ad_client="ca-pub-7775829105464138";google_ad_slot="2278089965";google_ad_width=336;google_ad_height=280; اقرأ أيضًا:سحر النادى تكتب: المول السياسي المصريسحر النادى تكتب: الأمريكان قادمونسحر النادى تكتب: وأد الفتنة فريضة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل