المحتوى الرئيسى

تحقيق- كويتا الباكستانية يقلقها ملاحقة امريكا زعيم طالبان

05/14 14:16

كويتا (باكستان) (رويترز) - تعقبت القوات الامريكية وقتلت عدوها وابرز المطلوبين اسامة بن لادن بعد مطاردة استمرت عشرة أعوام في مدينة باكستانية هادئة... والان من يا ترى التالي؟عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة في الثاني من مايو أيار اوضحت الولايات المتحدة انها ستلاحق المتشددين الاسلاميين في باكستان اذا ما وجدتهم ويتصدر اي قائمة الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان في افغانستان.ولسنوات قال مسؤولون امريكيون ان عمر يقيم في مدينة كويتا بجنوب غرب باكستان في مكان غير بعيد عن الحدود الافغانية حيث يرأس مجلس شورى طالبان.وترفض باكستان تأكيدات بان عمر في البلاد وتشكك في وجود ما يطلق عليه مجلس شورى كويتا. ولكن هذا النفي لا يجد صدى بعد العثور على زعيم القاعدة في البلاد بعد سنوات من الاعتراضات المشابهة.وينتاب القلق سكان كويتا ويبدون استياءهم من الجانبين.ويقول ذو الفقار تارين مندوب شركة مستحضرات دوائية وهو يتلقى طلبات من مديري المحال في احدى الاسواق الرئيسية في كويتا "لا اتعاطف مع الملا عمر او طالبان وكذلك لا أكن اي تعاطف للامريكيين. نعم طالبان ارهابيون والامريكيون ايضا."والقبض على عمر أو قتله قد يكون حاسما في مساعي الولايات المتحدة المستميته لايجاد وسيلة ما لانهاء الحرب الافغانية المستمرة منذ عشرة اعوام.وقال دبلوماسي عربي في باكستان "اذا ارادوا حقا تحقيق الاستقرار في افغانستان وباكستان فينبغي ان يلاحقوا الملا عمر. انه السبيل. لن يدهشني ان يكون الهدف التالي."ويقطن كويتا نحو 2.5 مليون نسمة من بينهم عدد كبير من الافغان. وكانت المدينة مركزا لاستقبال اللاجئين الافغان والمتعاطفين مع طالبان وتقع على ممر جبلي على بعد مئة كيلومتر من الحدود واقليم قندهار الافغاني الذي يشهد أعمال عنف.وقال مسؤولون افغان ان كويتا قاعدة خلفية لطالبان حقا حيث يمكن ان تستخدم كاستراحة للمقاتلين والتقاط الانفاس وتلقي العناية الطبية وحيث يحيك قادتها المؤامرات. وفي بعض الضواحي ينظر البشتون للغرباء بريبة.وتخضع كويتا عاصمة اقليم بلوخستان لاجراءات امنية مشددة ويوجد عدة نقاط تفتيش على الطرق بينما يقوم حراس يحملون البنادق بدوريات خارج المباني.ولكن المشاكل في كويتا يسببها متمردون انفصاليون يسعون لحكم ذاتي أكثر من اسلاميين مثل طالبان.ويقول ناصر خان عامل باحد فنادق المدينة ان باكستان ينبغي ان تنأي بنفسها عن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد طالبان.وقال خان "لا شأن للملا بباكستان انه يحارب الامريكيين في افغانستان.. بلاده."ورغم سمعتها كمعقل لطالبان لا تظهر اي سيطرة واضحة للمتشددين على المدينة وترتاد اعداد كبيرة من النساء المتاجر في الاسواق وتبيع المتاجر افلاما واغاني بوب هندية.وسواء كان زعيم طالبان في كويتا ام لا فان القلق ينتاب مسؤولي الامن.وقال مسؤول بارز في المخابرات رفض نشر اسمه "انه وضع حرج اذا سألتنا هل الملا عمر في كويتا سنجيب بلا. فليس لدينا مثل هذه المعلومات ونحن واثقون بذلك."ورغم ذلك يقول ان رجاله كثفوا جهود مطاردة عمر ولم يصلوا لاي معلومات تقود اليه.وقال "بالطبع سنقبض عليه اذا علمنا مكانه. من المهم بالنسبة لنا ان نقبض عليه قبل الولايات المتحدة لا نريد موقفا على غرار ماحدث في ابوت أباد."وسبب اكتشاف مخبأ بن لادن وقتله في ابوت اباد على بعد 50 كيلومترا من العاصمة اسلام أباد حرجا هائلا لباكستان.وتواجه الحكومة والجيش شكوكا امريكية بان السلطات كانت على علم بالمكان الذي كان يختبيء فيه فضلا عن انتقادات داخلية في باكستان لما يراه المواطنون انتهاكا لسيادة الدولة من جانب منفذي العملية الامريكية.ولم ترد تقارير مؤكدة عن ظهور عمر منذ الاطاحة بحكومة طالبان التي كان يتزعمها اثر غارات جوية امريكية وهجمات لمقاتلين افغان تقودهم الولايات المتحدة في الاسابيع التالية لهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة.وتقول افغانستان انه غير موجود في اراضيها ولكن في باكستان. ويشكك كثيرون من الباكستانيين في صحة ذلك. وثمة حديث عن وجود عمر في مدينة كراتشي لانه يخشى هجمات تشنها طائرات امريكية دون طيار في كويتا.وتنفي باكستان رسميا مساندتها لحركة طالبان الافغانية ولكنها تعتبر منذ فترة الاسلاميين وغالبيهم من البشتون حليفا طبيعيا في افغانستان حيث معظم الجماعات السياسية والاقليات الاخرى على صلة وثيقة بالهند الخصم القديم لباكستان.ومع قرب نهاية الحرب في افغانستان واستعدادات امريكية للانسحاب من هناك. يرجح ان تسعى باكستان لحماية اوراقها واهمها الملا محمد عمر.من فيصل عزيز(شارك في التغطية جول يوسفزاي)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل