المحتوى الرئيسى

أسرى فلسطينيون يروون معاناتهم وأساليب تفاعلهم مع ذكرى النكبة

05/14 12:19

حيفا - نايف زيداني تمكن موقع "العربية.نت" بعد صعوبات من تجاوز العقبات وإجراء حديث مع أسيرين فلسطينيين من نابلس، معتقلان في معتقل نفحة منذ 10 سنوات ويقضيان أحكاما بالسجن المؤبد. وقال وائل الجاغوب في حديثه لـ "العربية.نت" إن النكبة لها خصوصيتها في أذهان وقلوب الأسرى الفلسطينيين، "فهناك صراع مستمر مع مصلحة السجون الإسرائيلية على ذاكرتنا، لذلك فإننا حريصون على الجانب الثقافي وعلى نشر الوعي في صفوفنا، وعلى إفشال مخطط الاحتلال بمحو ذاكرتنا، خاصة أننا كأسرى نعيش النكبة المستمرة منذ العام 1948 بشكل يومي في كل السجون، نتيجة إسقاطاتها علينا، وكذلك ننظم برامج وجلسات ليس في المناسبات الوطنية فقط، ولكن على مدار العام، لنحافظ على كوننا جزء من أبناء شعبنا، ولنا دور في إحياء الذاكرة الجماعية لأبناء شعبنا". وHضاف "نشدد على أن النكبة المستمرة هي عملية تطهير عرقي، ونتناول مواضيع تتعلق بالمجازر الصهيونية وبمدينة القدس وبملايين اللاجئين في الوطن والشتات". وأشار في حديثه إلى أنه عندما يتم سؤال أي أسير جديد من أين هو، فإنه يكون حريصا على ذكر اسم قريته المهجرة أولا، قبل أن يقول إنه يسكن في هذا المخيم أو ذاك في الضفة أو القطاع، وهذا بسبب تمسك الأسرى بحق العودة إلى ديارهم التي تم تهجيرهم منها قسرا من قبل الاحتلال وعصاباته من قبل. جراح الذاكرة ومن أساليب حفظ الذاكرة المتّبعة في الزنازين أن يقوم كل أسير بسرد ما يعرف عن قضيته الفلسطينية أو عن قريته المهجرة اذا كان من قرية مهجرة، وذلك وفق تجربته الشخصية أو بحسب ما سبق أن سمعه من أهله، فيصف القرية ومناخها والحياة فيها – على سبيل المثال- ويتحدث عن مشاعره وعما تعرض له جده أو أباه أو عائلته. ويزيد"هذه القصص تجعلنا نتفاعل معها، فهناك جرح كبير في داخلنا، وهذه الحكايات تستفز هذا الجرح النازف وتشعل الحنين إلى الحرية والإصرار على تحرير الوطن وتخلط المشاعر، فهذه الروايات الشفوية تشعرنا بالاطمئنان تجاه مشروعية نضالنا، وأنه واجب علينا من أجل تحقيق حلم التحرير والعودة. هذه الأحاديث تتصدى للسجان وتمنعه من الانتصار علينا، وتساعدنا نفسيا ومعنويا". إجراءات مشددة وقمع وفي ظل اجتهاد الأسرى الفلسطينيين لحفظ ذاكرتهم الوطنية، الجماعية والفردية، فإنهم يتعرضون لتضييق كبير عليهم من قبل سلطة السجون الإسرائيلية. عن هذا الجانب تحدث الأسير علام الكعبي لـ "العربية.نت" من داخل زنزانته، مشيرا إلى أنه "رغم إدراك سلطة السجون لأهمية إحياء الأسرى لمناسباتهم الوطنية ، إلا أنها لا تتوانى في التضييق على الأسرى وفي إجراء التفتيش الليلي وإجراءات أخرى". واستطرد الكعبي "كنا في سنوات سابقة نقيم مهرجانات في ساحة السجن، لكننا كنا في كثير من الأحيان نتعرض للقمع من قبل مصلحة السجون على خلفية المهرجانات وكانت تقع في صفوفنا إصابات، أو تقوم مصلحة السجون بإغلاق الأقسام علينا، أما اليوم فقد منعت مثل هذه المهرجانات وكل زنزانة تحيي المناسبات الوطنية ومنها النكبة على انفراد بمشاركته المقيمين فيها فقط وليس بشكل جماعي، كما تحرص مصلحة السجون على خلق نوع من عدم الاستقرار لدى الأسير من خلال نقل الأسير من زنزانة إلى أخرى رغم حاجته إلى الاستقرار، خاصة عندما تلحظ أن هناك نتاجا أدبيا وثقافيا وفكريا وغيره لدى الأسرى، فتقوم بنقلهم لزعزعة هذا الاستقرار وهذه الحالة الايجابية. نحن نواجه يوميا الثقافة التي يحاول أن يفرضها السجان علينا لتغييب وعينا وذاكرتنا". ذاكرة تتحدى السجّان وأكد الكعبي على أن "كل الإجراءات المعقدة والقاسية التي تتخذها مصلحة السجون لا تمنع الأسرى من تحدي السجّان للحفاظ على ذاكرتهم ، حتى لو كانت الفعاليات تجرى في حلقات صغيرة في كل زنزانة على انفراد. يضاف إلى ذلك أن هناك نشرات يتم تعميمها على الأسرى، ولكن في حال ضبطت هذه المنشورات فإن مرسلها وأحيانا كل الزنزانة أو حتى كل القسم يتعرض للعقاب". وتحدث الكعبي منوها إلى أن المصالحة الفلسطينية وكذلك الثورات العربية، بعثت أملا كبيرا في نفوس الأسرى ومنحتهم جرعة كبيرة من الدفعة المعنوية والراحة والطمأنينة، وأن الحركة الأسيرة مشاركة بشكل فعلي في الدعوات إلى إحياء ذكرى النكبة من خلال الزحف باتجاه فلسطين وأصدرت بيانات حول الموضوع. "نحن منذ سنوات ندعو لمثل هذه التحركات، خاصة بعد حرب الخليج الأولى وتراجع الدور العربي في القضية الفلسطينية، ولكن هذه التحركات الشبابية تؤكد على إمكانيات الجيل الجديد وتعيد للقضية الفلسطينية مكانتها". ولم يفت وائل الجاغوب وعلام الكعبي خلال حديثهما لـ "العربية .نت"، استذكار الأسرى المعزولين وما يتعرضون له من تعذيب ، مشيرين إلى أن هذه الشريحة من الأسرى تتعرض لعملية قتل بطيء، ومحاولة لعزل عقولهم عن المناسبات والذاكرة الوطنية. 800 ألف أسير منذ 1948 كذلك شدد الأسيران على أهمية تقييم السنوات الماضية من نضال الشعب الفلسطيني ورسم إستراتيجية واضحة للتحرر الوطني والنضال، "فالشعب الفلسطيني بحاجة إلى وقفة تصحيحية، خاصة بعد 18 عاما من عملية التسوية مع الإسرائيليين والتي لم تحقق أي انجاز للفلسطينيين، كما أن هناك حاجة لملاحقة المسئولين عن التطهير العرقي وعن الجريمة بحق شعبنا الفلسطيني. ولا بد أيضا للمؤسسة الأكاديمية الفلسطينية أن تقر مقررات كاملة عن النكبة وتعريفها على أنها تطهير عرقي وجريمة، تدرس في الجامعات، فموضوع النكبة هو مادة للنضال". وانتهيا للقول بأن ذكرى النكبة هي يوم للتأكيد مجددا على حق العودة وعلى أهمية تفعيل دور الفلسطينيين أينما كانوا وعلى الوحدة الوطنية الفلسطينية وعلى استمرار النضال. يذكر أن إحصاءات فلسطينية أشارت إلى اعتقال أكثر من 800 ألف فلسطيني من قبل الاحتلال منذ العام 1948 حتى اليوم. وفي ظل غياب إحصاءات دقيقة فإن التقديرات تشير إلى أن ما بين 5 آلاف و7 آلاف أسير فلسطيني يقبعون اليوم في السجون الإسرائيلية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل