المحتوى الرئيسى

الشائعات.. سموم الثورة المضادة

05/14 10:51

- المواطنون: الشائعات لها تأثير سلبي وتزيد من البلطجة - د. أبو النور: لها دور في تشكل الرأي العام - د. اللبيدي: تُخَدِّم على مصالح أفراد أو مؤسسات - د. عماد: يستخدمها فلول الوطني للقفز على الثورة - د. علم الدين: تُؤجِّج للصراع السياسي بشكل سلبي   تحقيق: محمود شعبان وعبد الرحمن عكيلة وأحمد جمال لم تشهد مصر وقتًا رائجًا للشائعات مثل ما تشهده هذه الأيام؛ حيث انتشرت الشائعات بشكل مخيف للغاية، على كلِّ المستويات، سواء السياسية أو الاقتصادية والأمنية التي كان لها نصيب كبير في سوق الشائعات؛ لإثارة الرعب والخوف في نفوس الشعب المصري؛ حتى ينقلب على ثورته، ويتباكى على أهداب النظام السابق، ولعل انتشار الشائعات بشكل منظم وموجه يطرح العديد من التساؤلات عن الهدف منها، وما الذي يمكن أن تؤدي إليه في نفوس الشعب المصري، هذا ما نتناوله في هذا التحقيق الذي بدأناه برجل الشارع.   في البداية، أكد عمر مسعود، موظف، أن للشائعات تأثيرًا سلبيًّا على المجتمع، وتؤدي في الوقت الراهن إلى اليأس من مستقبل البلاد، كما تؤثِّر على الإنتاجية وعمل الشركات والمصانع؛ ما يضعف منها بشكل كبير.   وأضاف أن الشائعات تزيد من خطر البلطجية والثورة المضادة، وحكى تجربته الخاصة في أنه أثناء عودته من خارج القاهرة قابلهم البعض وأخبروهم بوجود حرائق واضطرابات أمنية في الطريق وحريق في أحد أقسام الشرطة وبعض المساكن؛ ما أصابه بشكل شخصي بالإحباط، وأدَّى بالجميع إلى تغيير الطريق والعودة من طريق بعيد، واتضح في النهاية أنها مجرد شائعات.   وقال إبراهيم سعيد، مهندس زراعي، إن استمرار شائعات هروب المسجونين وهجومهم على البلاد والقرى يؤدِّي إلى حالة واسعة من الذعر والفزع لدى المواطنين، على الرغم من انكشاف أمرها في كل مرة بأنها كذب!.   أضرار وأوضح مصعب سليمان، مهندس، أن حرب الشائعات اشتعلت منذ أول أيام الثورة، وكان النظام السابق يتفنن في نشرها، كالترويج لشائعات الخطف والقتل والسرقة، وكان يهدف منها إلى إرهاب الناس وبث الرعب في نفوسهم.   وحذَّر مصعب من خطورة الشائعة، وتعامل الناس معها على أنها حقيقة دون أن يتأكدوا من مصدرها، وقال: "يجب ألا تصدقوا كل ما تسمعونه، ويجب أن نتأكد أولاً من مصدر الخبر أو التصريح، فهذه الأيام أصبح من الطبيعي أن نقرأ أو نسمع كلامًا من صحيفة أو قناة تليفزيونية، ثم نجد نفس الصحيفة ونفس القناة تكذبان الخبر في اليوم التالي!.   واستنكر عاطف إبراهيم، مكوجي، انتشار الشائعات بشكل مريب خلال الأيام الماضية، وقال: "يمكن أن تنطلق شائعة معينة يصدقها شباب متهور، يدفعهم للقيام بأعمال قد تضر بأمن الآخرين"!، مشيرًا إلى أن سبب رواج الشائعات وتصديق الناس لها يعود إلى قلة الوعي وغياب الثقافة التي تمكن الشخص من التفريق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.   واتهم إبراهيم مروجي الشائعات بأنهم معدومو الضمير والأخلاق، وطالب مَن يسمعون لهذه الشائعات ألا يحكموا على ما يسمعون بعواطفهم، بل يجب أن يتأنوا في حكمهم ويستخدموا عقولهم في تقييم ما يسمعون.   تشكيل الرأي العام وعلى صعيد الخبراء، قال الدكتور محمد فراج أبو النور، الأستاذ بجامعة القاهرة، إن الشائعة من الممكن أن تلعب دورًا بالغ الخطورة في تشكيل الاتجاه السياسي لدى الرأي العام، بشكل عارض ومؤقت في الوقت نفسه؛ حيث تعمل على تشكيل الرأي العام بشكل ما، في اتجاه معين في فترة زمنية معينة تتعلق بتوقيت الشائعة.   وأوضح أن الشائعة تعمل على تسخين الرأي العام الذي يندفع دون أدنى مسئولية في اتجاه الشائعة, وحذَّر من أن تؤدي الشائعة إلى كوارث سياسية أو اقتصادية أو حتى اجتماعية، مدللاً على كلامه بأحداث إمبابة، التي وصلت إلى وقوع 12 قتيلاً و200 جريح بين مسلمين وأقباط على حدٍّ سواء.   وقال: إن الشائعة على المستوى الاقتصادي من الممكن أن تؤدي إلى إحداث احتكار، فإذا انتشرت أقاويل عن اختفاء سلعة ما في توقيت معين ستدفع الشعب تجارًا ومواطنين إلى تخزين هذه النوعية من البضائع، ومن ثَمَّ يحدث احتكار لها!.   وأوضح د. أبو النور أن الشائعة في المجال السياسي تؤثر على بقية مناحي الحياة, فلو تم تسريب خبر ما عن صحة الرئيس أو مرضه؛ فإن ذلك يلقي بظلاله السيئة على الوضع الاقتصادي وعلى أوضاع البورصة، ويؤدي إلى حدوث عدم استقرار اقتصادي، إلى أن يتم التأكد من صحة الشائعة أو خطئها.   وأشار إلى أن الشائعات دائمًا ما تكون منظمة ومن جانب أجهزة المخابرات؛ حتى تقيس ردود أفعال الشعوب حول قضية ما، وتستغل الشائعات المجتمعات الجاهلة التي تزدهر فيها الشائعة بشكل كبير.   واتهم د. أبو النور الموساد الصهيوني بمحاولة العبث بأمن مصر القومي والداخلي بإحداث البلبلة في الرأي العام المصري؛ من خلال نشر الشائعات على نطاق واسع، ودلَّل بما قاله رئيس المخابرات الصهيوني الأسبق، الذي أشار إلى تغلغل الموساد الصهيوني في المجتمع المصري بشكل يصعب علاجه!.   وأوضح أن الشائعات قابلة للانتشار في كل المجتمعات، سواء المتطورة والمتقدمة والنامية، ولكن تظل الدول المكبوتة سياسيًّا والمحرومة من الممارسة السياسية الفعالة هي التربة الخصبة لانتشار الشائعات بشكل كبير.   وشدد على أهمية دور الإعلام في نشر الشائعات وتقويتها، والعمل على تأييدها من خلال نشرها دون التأكد من مصدرها ومدى صحتها.   أمر متوقع وذهب الدكتور حسن اللبيدي، الخبير في مركز (الأهرام) للدراسات السياسية والإستراتيجية، إلى أن الشائعات متوقعة في هذا المناخ بعد 30 عامًا من الظلم، وأنها تلقي بظلالها على المجتمعات التي تعاني من نسب أمية عالية.   وأوضح أن الليبرالية وأتباع العلمانية يلجئون في بعض الأحوال إلى نشر هذه الشائعات؛ من أجل التشنيع على الإسلاميين؛ من أجل تغييب الدين بشكل كلي عن المجتمع، وهذا لن يحدث على الإطلاق.   القفز على الثورة ورأى الدكتور حسن عماد، وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أنه من الطبيعي أن تنتشر الشائعات في مصر بعد الثورة، ولا بد من حدوث جملة من الشائعات؛ نظرًا لما يسعى إليه أنصار الثورة المضادة للقفز على مكتسبات الثورة.   وقال إن حالة الاستقرار بعد الثورات تختلف من دولة إلى أخرى على حسب درجة الشائعات وقدرها، التي يتم تسريبها في وسائل الإعلام، وإن دولاً كثيرة تأخر فيها الاستقرار لسنوات طويلة.   واتهم د. عماد فلول النظام السابق وبعض المستفيدين من النظام السابق بنشر هذه الشائعات؛ سعيًا منهم في توجيه ضربات قاسية ضد نجاح الثورة, وشدد على ضرورة توافر الشفافية من أجل القضاء على انتشار الشائعات.   مصالح خاصة وأضاف الدكتور محمود علم الدين، الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أنه لا توجد أية إيجابيات من الممكن تحققها من وراء انتشار الشائعات, إنما كل ما يتحقق من وراء الشائعات كله سلبي وسيئ؛ حيث تنتشر الأخبار المختلقة دون وعي ولا إدراك وتكون بشكل مقصود.   وأوضح أن الشائعة تتوقف في انتشارها على أمرين مهمين، أولهما أهمية الحدث ودوره في حياة الناس، ومن ثََمَّ الغموض حول هذا الأمر وقلة المعلومات المعروضة والمنشورة حوله.وقال: إن الشائعة من الممكن أن تخرج بشكل منظم ومرتب له، من أجل بعض الأطراف التي تسعى إلى تحقيق نتائج معينة من وراء تلك الشائعات، مؤكدًا سلبية الشائعات في الحياة السياسية؛ حيث تؤدي إلى تأجيج الصراع السياسي بشكل سلبي.   غياب الأمن واختتمت سناء السعيد، الصحفية والإعلامية، بأن الساحة مليئة بالشائعات؛ ولكنها لا تؤمن إلا بكل ما له دليل وحجة دامغة على أرض الواقع، وقالت إن غياب الأمن أسهم بشكل كبير في انتشار الشائعات، وأدَّى إلى جعل الناس مصيدة لشائعات أطراف معينة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل