المحتوى الرئيسى

نتنياهو يعلم أن مهاجمة إيران باتت أمرًا صعبًا

05/14 09:00

بقلم: ألووف بن 14 مايو 2011 08:52:24 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; نتنياهو يعلم أن مهاجمة إيران باتت أمرًا صعبًا ١ــ إنجاز أوباما: من اليوم الذى تسلم فيه باراك أوباما مهامه كرئيس للولايات المتحدة وضع فى رأس أولوياته إحباط أى عملية عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ولهذا الغرض شددت الرقابة الأمريكية على الجيش الإسرائيلى، وقد زادت إدارة أوباما مساعدة إسرائيل من الصواريخ الدفاعية، لكنها اشترطت عليها مسبقا وضع السلاح الهجومى الجديد الذى أعطى لها فى مخازن الطوارئ، وعدم استخدامه من دون الحصول على موافقة أمريكية. وقد ساعدت الرقابة الأمريكية المشددة فى كبح إسرائيل.•••٢ــ نجاح الردع الإيرانى: تعلم إيران من دروس تفجير المفاعل النووى فى العراق «سنة 1981» وفى سورية «سنة 2007»، فقامت بنشر منشآتها فى عدة أماكن من أجل جعل عملية قصفها أكثر صعوبة. والأهم من هذا أنها قررت نقل الحرب إلى أراضى العدو فى حال مهاجمتها، فأنشأت ذراعا هجومية استراتيجية ضد إسرائيل، ونشرت آلاف الصواريخ فى لبنان وقطاع غزة بالتنسيق مع السلاح الصاروخى السورى القادر على تدمير منطقة غوش دان، وشل الاقتصاد الإسرائيلى لوقت طويل. وكلما عززت إيران منظومتها الصاروخية، كلما ازدادت الأصوات الإسرائيلية التى تحذر من مغامرة عسكرية تؤدى إلى حرب استنزاف مدمرة وطويلة الأمد.٣ــ الخلافات فى القيادة: برزت فى الأيام العشرة الأخيرة خلافات جدية داخل القيادة الإسرائيلية بشأن الحاجة إلى القيام بهجوم إسرائيلى، والحكمة من ذلك, وما زال بنيامين نتنياهو، الذى تعهد لدى وصوله إلى السلطة ببذل كل ما فى وسعه من أجل منع إيران من الحصول على السلاح النووى، ينظر إلى محمود أحمدى نجاد على أنه هتلر. وفى الخطاب الذى ألقاه فى ذكرى المحرقة كرر نتنياهو وصف إيران وحزب الله و«حماس» بـ«الأشرار الجدد الذين يسعون لتدمير دولة اليهود».لقد عدل وزير الدفاع إيهود باراك، الذى يعتبر شريكا لرئيس الحكومة فى الخط المتشدد تجاه إيران ــ مواقفه فى الفترة الأخيرة، فقال فى مقابلة مع صحيفة «هاآرتس» إن إيران لن تقصف إسرائيل بالقنبلة النووية، ورفض كلام رئيس الحكومة عن المحرقة. فباراك يدرك أن العملية العسكرية ضد إيران بحاجة إلى تأييد واسع نظرا إلى المخاطر المترتبة عليها، وإذا كان التهديد الإيرانى لا يشكل خطرا كبيرا فلا حاجة إلى القيام بضربة عسكرية. لقد كان مئير داغان رئيس الموساد السابق أكثر وضوحا فى كلامه عندما وصف الهجوم الجوى على إيران بالخطوة «الغبية»، وهو يتحدث هنا من موقع العارف، إذ كان مسئولا عن الملف الإيرانى، وتبين أن نصائحه العملانية فى حرب لبنان الثانية كانت أدق من غيرها.•••٤ــ الإيرانيون فى محنة: إن كبار المسئولين الإسرائيليين، من أمثال بوغى يعالون، الذين يعتبرون العملية العسكرية هى المخرج الأخير، يبدون حماستهم إزاء الصراعات الداخلية فى إيران، والتى تدل فى رأيهم على ضعف النظام. ويبدو أن العقوبات الاقتصادية بدأت تستميل رجال الأعمال إلى جانب المعارضة الخضراء، وثمة خلاف بين خامنئى وأحمدى نجاد، إذ يضغط الزعيم الدينى على الرئيس الإيرانى الذى يبدو أنه لن ينتخب لولاية جديدة. كذلك يخوض نظام الأسد معركة الدفاع عن بقائه فى وجه المتظاهرين فى المدن السورية. فى مثل هذه الحالة، من الأفضل أن تلتزم إسرائيل الهدوء، وألا تتدخل، وأن تترك للتطورات الداخلية فى طهران ودمشق أن تفعل فعلها.•••٥ــ خلاصة مرحلية: سيكرر نتنياهو فى خطابه المرتقب أمام الكونجرس تحذيره من أن إسرائيل تتعرض لخطر الإبادة، ويجب عدم الضغط عليها للخروج من المناطق الحيوية فى الضفة الغربية، وعدم نقل هذه المناطق إلى أيدى «الأشرار». وهو يلمح بذلك إلى إمكان إرسال سلاح الجو الإسرائيلى فى عملية ضد إيران فى حال وجدت إسرائيل نفسها محشورة فى الزاوية، وذلك بهدف ردع أوباما عن فرض تسوية فلسطينية ــ إسرائيلية.إلا أن الخطر الذى يلوح به نتنياهو هو خطر أجوف، فالخلاف الداخلى الإسرائيلى، والتخوف من حرب استنزاف مدمرة، وغموض الموقف المصرى، كل ذلك يشكل كوابح لأى هجوم جوى. لقد انتظر نتنياهو عامين ليكتشف أن الهجوم على إيران بات الآن أصعب كثيرا من أى وقت مضى. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل