المحتوى الرئيسى

أين المشروع النووي الإيراني؟!

05/14 00:39

صالح القلاب في زحمة الأحداث المتلاحقة في عدد من دول المنطقة نسي العالم مسألة القدرات النووية الإيرانية، وغير معروف ما إذا كان الإيرانيون قد استغلوا الانشغال بهذه الأحداث ومضوا قدماً في مشروعهم هذا واقتربوا من أن تصبح إيران دولة نووية، أم أنهم بدورهم باتوا مستنزفين بما يجري ومستنزفين أيضاً بالصراع الذي غدا محتدماً بين مرشد الثورة علي خامنئي والرئيس المُحاطة رئاسته بشبهات كثيرة محمود أحمدي نجاد. وربما أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي لم تشغلها هذه الأحداث, المتلاحقة في هذه المنطقة التي غدت مضطربة وغير مستقرة, عن مراقبة المشروع النووي الإيراني، فهي تعتبر أن أي غفلة عين عن هذه المسألة الخطيرة ستكون مكلفة جداً، وأن حصول إيران على السلاح النووي سيجعلها الدولة الإقليمية الرئيسية القادرة على فرض كل ما يتعلق بتطلعاتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط. لا أحد غير إسرائيل يدري إلى أين وصلت إيران في هذا المشروع، فحتى الولايات المتحدة التي من المفترض أنها الأكثر اهتماماً بهذا الأمر تنشغل بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وتنشغل أيضاً بالأوضاع المتفاقمة في أفغانستان والأوضاع المتأرجحة في العراق، وملاحقة أسامة بن لادن الذي تمكنت من اصطياده قبل أيام، وبالطبع فإنها تنشغل بدورها بأحداث هذه المنطقة التي هي منطقة استراتيجية وحيوية بالنسبة إليها وإلى أوروبا والغرب كله. والسؤال الذي من المفترض أن يُطرح بهذا الخصوص هو: هل ستبادر إسرائيل يا ترى إلى استغلال انشغال العالم بكل هذه التحولات التي غدت تفرض نفسها على كل شيء، وتوجه ضربة قاصمة إلى المنشآت النووية الإيرانية على غرار ما فعلته في عام 1981، عندما وجهت تلك الضربة القاصمة والمدمرة إلى المفاعل النووي العراقي...؟! هناك في إسرائيل من يمارس ضغطاً جدياً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كي لا يرتكب مثل هذه 'الحماقة' مادامت هذه المنطقة يأكل بعضها بعضاً، ومادامت إيران تتآكل من الداخل ومادام الرئيس الأميركي باراك أوباما يواصل السعي منذ مجيئه إلى البيت الأبيض للحؤول دون أن يقوم الإسرائيليون بضربة كهذه، التي إن قاموا بها فإنها ستربك المخططات الأميركية في الشرق الأوسط وفي الإقليم كله. لكن ورغم هذا فإن ما يجب أخذه بعين الاعتبار دائماً وأبداً هو أن حكومة بنيامين نتنياهو، التي باتت تواجه مصاعب كثيرة على صعيد الوضع الداخلي الإسرائيلي، والتي غدت محاصرة باستحقاق الاعتراف الدولي بدولة مستقلة للشعب الفلسطيني على حدود الرابع من يونيو عام 1967، ربما من قبيل الهروب إلى الأمام ستفاجئ بضربة مدمرة للمنشآت النووية الإيرانية، وحقيقة إن هذا غير مستبعد خاصة أن هذه الزمرة المغامرة هي التي تحكم في إسرائيل، والتي كلما أوغلت في تطرفها وجنونها تعززت مكانتها لدى مجتمع إسرائيلي غدا أكثر يمينية في ضوء كل ما جرى منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين حتى الآن. نقلا عن (الجريدة) الكويتية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل