المحتوى الرئيسى

إلتفت الساق بالساق....بقلم : حمدى البابلى

05/14 22:20

تقول التوراة لمعتنقيها،إقتلوا كل جيرانكم القريبون من دياركم،النساء والاطفال والرجال،وأما من يبعدون عنكم،فأقتلوا ذكورهم،كانت الأنباء تتواتر سماعا"لسكان القرى العربية،أن اليهود قد قتلوا من وقع تحت أيديهم من الرجال والاطفال فى القرى المجاورة،وأنهم يسلبون النساء حليهم الثمينةوالأموال،وأنهم على مشارف القرية،هرب الرجال خوفا"من المصير المحتوم ومعهم أبنائهم تحت ستار الليل ،شعرت النسوة بالحزن واليتم الذى خيم على البيوت ،باتت كل واحدة منهن تفكر كيف تخفى حليها ومصاغها قبل أن يأتى الجنود بحثا" عنها،طرقت إحداهن باب جارتها للتشاور معها فى الأمر،لكنها وجدت الحل أمامها حين رأت جارتها تدس مصاغهامع إبنها المعوق ،لم تفكر وبادرت بخلع حليها وأحكمت عليه الوثاق بقطعة من قماش ودسته معه إيضا"،وهمت لتخبر بقية النساء بالخبر،حتى أصبح ذلك الطفل المعوق كنزا"ذهبيا"يحتوى على كل نفائس القرية،فمن هو الذى سيفكر فى إيذاء ذلك الطفل أو الإقتراب منه،داهمت القوة المنازل بحثا" عن الرجال دون جدوى ،جن جنونهم ،حتى وصلوا إلى دار الطفل المعوق ،سألوا أمه عن المكان الذى هرب اليه الرجال ،وبادرتهم بالنفى ،لم يجدوا بدا" من إنتزاع الطفل من أمه لحثها على الإعتراف ،لكنها صمدت كالجبل الشامخ أمام الرياح العاتية ،حمله الجنود إلى السيارة ثُم غادروا المكان ،إنقطعت الأخبار عن الرجال وذلك الطفل المسكين ،الأم أضناها البحث والإستعلام فى كل مكان يدلها أحدا" عليه بإحتمال تواجد طفلها فيه ،حتى يأست تماما" وأسلمت أمرها لله ،مرت السنوات والسنوات ،حتى كادت ذكرى تلك الليلة أن تمحى تماما"،ففى ليلة من ليالى الشتاء إجتاحت السيول القرية لتجرف معها الرمال والكثبان،حتى هدأت قوة ذلك السيل الجارف ،وأصبح للناس حرية الحركة والتنقل ، لتقع عينهم على مقبرة جماعية كانت على حدود القرية ،مجموعة عظام عرتها الرمال التى جرفها السيل ،كانت العظام تحمى بعضها البعض ،توافد الناس على المكان ، كل أسرة تبحث عن فقيدها ،حتى صاحت أم الطفل المعوق (هاهو إبنى ،لقد عاد إلىّ مرة إخرى ) ،كانت ساقيه على بعضهما تحمى إحداهما الأخرى ،كانت كل القرية تعرفه بعلامته المميزة ،بل كان هو الدليل الأكيد على أن تلك المقبرة لرجال القرية الذين قبض عليهم إثناء عملية الهروب ،حملت العظام والجماجم لدفنها فى مقابر القرية بعد إعادة مراسم الدفن الشرعية،بينما حملت الأم ساق إبنها الخشبية ،وتبعتها كل نساء القرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل