المحتوى الرئيسى

أحمد سمير: الإخوان لن يبيعوا البرادعي.. أنت ستفعل

05/13 23:58

الإخوان أشرار.. انتهازيون بالفطرة.. مخادعون.. باعوا البرادعي في الانتخابات الرئاسة.. ولا يهمهم سوى مصلحتهم. صديقي البردعاوي..استعد لوصلة الولولة هذه فور انتهاء الانتخابات.. ولكن يحز في نفسي أن أخبرك الإخوان لن يبيعوا البرادعي.. لكنك أنت ستفعل. فلسبب ما غير مفهوم يفترض البعض أن الإخوان سيمنحون أصواتهم للبرادعي.. ولسبب ما مفهوم افترض أن هذا هراء لا علاقة له بالسياسة. لا يهم لمن سيصوت الإخوان لحظة الانتخابات.. هذا قرارهم ..ولكن المهم أن نفهم “نحن” منطق الدعم في عالم السياسة. أي مجموعة سياسية أما أن تنافس لتنفذ برنامجها حال وصولها للسلطة أو تكتفي بلعب دور جماعات الضغط لتحقق مصالحها من خلال مرشحين لا ينتمون إليها. الإسلاميون يمتلكون خبرة تاريخية سلبية من خلال تجارب الجزائر 1992 وفلسطين 2006 تدفعهم لتجنب طرح أو دعم أي مرشح إسلامي في لحظات الانتقال الديمقراطي. وبالتالي ففرص عبد المنعم أبو الفتوح أو غيره من الأعضاء السابقين في الجماعة معدومة في دعم الإخوان لهم حال ترشحهم. الإخوان لن يكونوا منافسين، الأمر لا علاقة له بأنهم طيبون أو أشرار، ولكن لأنهم ــ ببساطة ــ رأوا مصلحتهم في إعلان عدم الترشح. لذلك فالتوصيف السياسي للإخوان خلال انتخابات الرئاسة أنهم جماعة ضغط، ولان جماعات الضغط ليست جمعيات خيريه تمنح أصواتها للأفضل كما تتصوره أنت ولكن “الأفضل لمصالحها”، لذا فالمنطقي أن أصوات الإخوان ستذهب لمن لا يعارض القيم المحافظة ويضمن عدم تقييد نشاطهم في الشارع. إذا توافر هذا المرشح سيدعمونه بوضوح، أما إذا لم يتوفر أو بدا أن الذي سيفوز لا يتوافق مع مصالحهم سيتركون لأفرادهم حرية اختيار من يصوتون له. في الحالتين سيحققون مصالحهم .. ففي حالة الدعم سيحصلون على مرشح متوافق معهم يدرك أن أصواتهم كانت له، وفي حالة ترك حرية الاختيار لأفرادهم سيجبرون جميع المرشحين على تقديم وعود قاطعة بعدم التعرض لمصالح الإخوان. ليس للأمر علاقة بأخلاقية جماعة الإخوان، ولكن بقواعد العمل السياسي، وعموما الإخوان تعلموا درس سامح عاشور في نقابة المحامين.. كان الدرس وقتها ببساطة هو إن قوتهم التصويتية وحدها لا تكفي لنجاح مرشح، فأصوات الإخوان لا تحيي العظام وهي رميم، وهم أنفسهم يدركون هذا. لذا فخلال انتخابات نقيب الصحفيين عام 2007 لم يكن لهم موقف رسمي بدعم احد المرشحين، إذ كان من الواضح لحظتها أن مكرم محمد أحمد سينجح لا محالة، و مكرم متناقض مليا مع الاخوان، لذا أعلنوا ترك الخيار لأنصارهم ليختاروا من يريدون. عمليا أنصارهم صوتوا لرجائي الميرغني منافس مكرم، ولكن ذلك لا يعنى شيئا.. فتصويت أفرادهم شيء ومعاداتهم لمرشح ناجح حتما بالحشد ضده شيء أخر تماما. سيناريو نقابة الصحفيين 2007 كان مجرد تكرار لسيناريو انتخابات الرئاسة عام 2005 فعمليا لم يصوت الإخوان لمبارك وألمحوا إلى ذلك في بيان رسمي، لكن ذلك لم يعنى دعمهم لأي مرشح وهم يعلمون أن فرص الجميع مستحيلة. هكذا يفكر الإخوان.. ليس لأنهم أذكياء أو أغبياء.. ولكن لان المنطق السياسي يفرض نفسه، وشخصيا أتعاطف مع البرادعي واحترم نضاله مبكرا ضد النظام السلطوي، ولكن يزعجني توقع القائمين على حملته أن مجموعات المصالح كالمسيحيين أو الطلبة أو الإخوان سيصوتون له لان ذلك هو “الموقف الأخلاقي السليم”، دون أن يرهقوا أنفسهم بالعمل على برامج واضحة وخطط على الأرض لإقناع الناخبين على اختلاف أطيافهم بأن مرشحهم يعبر عن مصالح الناس.مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل