أحمد شكر يكتب: مليونية.. مين يشارك؟

من نوادر الأخبار أن تطل علينا أنباء متضاربة عن قرار الدكتور سامى الشريف، بحذف القبلات والأحضان من الأعمال الفنية فى التليفزيون المصرى. وعندما تتبع الخبر فى المصادر التى تنقله، تجد رفضاً من ناحية الدكتور الشريف، باعتبار ذلك تعديا على التراث الذى يجسد نوعا من الحياة الإنسانية فى المجتمع، وتجد تأييدا من نواحى أخرى، وأنا إلى الآن لا أعرف ما إذا كان الخبر صحيحا أم لا، لكن أقول: إن كان الخبر صحيحا فهى خطوة فى الاتجاه الصحيح، نحو إعادة ربط التليفزيون المصرى بقيم وعادات المجتمع المصرى. السنيما المصرية والتليفزيون المصرى لم يعرفا هذا الإسفاف كإفراز لواقع تجسده الأفلام والمسلسلات، وإنما عرفت هذا تأثرا بالإعلام الغربى! وهنا قلب لحقيقة بديهية ومسلمة اجتماعية، وهى: أن الإعلام مرآة تعكس ما يجرى فى أى مجتمع، هذه المسلمة صحيحة ومتطابقة بالنسبة للإعلام الغربى، فما يحدث فى إعلامهم من مشاهد مبتذلة وعرى لا نظير له، هو تجسيد لمجتمع لا يقل فى الحقيقة عن الصورة المعروضة فى الإعلام، بل أنا واثق أن هناك أشياء تحدث فى مجتمعاتهم لا تظهر فى إعلامهم، ومحلات بيع الهوى فى أمستردام وباريس وغيرها خير دليل! لكن المشاهد المثيرة التى تتأثر بهذا الإسفاف فى وسائل إعلامنا، هى أمور غريبة عن مجتمعنا بكافة تلاوينه من مسلمين ومسيحيين متدينين وغير متدينين، هذا أمر متجذر فى عمق عادات المجتمع المصرى، ولا يقبل أى مصرى كائنا من كان أن تُقبل زوجته أو ابنته أو اخته، فى أى مناسبة سرا أو علنا! وأنا واثق أنه لو طرح هذا السؤال على ال80 مليون مصرى: هل تقبل أن يُقبل أحد امرأتك أو اختك أو ابنتك فضلا عما هو فوق ذلك (مع الاعتذار للسادة القراء)، فإن نتيجة هذا الاستطلاع سوف تكون 0%، وإن زاد لن تتجاوز صفر آخر! فلماذا تفرض علينا هذه المشاهد وعلى أبنائنا وبناتنا، ونحن مجتمع شرقى تجرى الغيرة فى دمه وروحه؟! يا سادة لقد عشت فى ميدان التحرير أيام الثورة 6 أيام بلياليها، وكانت وسائل الإغراء من الزحام الشديد وغيره موجودة، ورغم ذلك كان العفاف والطهر والاحترام هو سيد الموقف! إلا فلتحذف هذه المشاهد غير مأسوف عليها، ولن يحدث اختناق مرورى أو شح فى الإسكان أو انهيار للبورصة نتيجة لذلك، ولو كانت هذه المشاهد تؤدى لحل أزماتنا الاجتماعية ومشاكلنا الاقتصادية لرقصنا جميعا! فاحذف أيها الشريف ولا تتردد فأنت على رأس ماسبيرو بعد الثورة!!