المحتوى الرئيسى

اعتذار لكل مصرى بالخارج

05/13 10:20

بقلم: عماد الدين حسين 13 مايو 2011 10:09:25 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; اعتذار لكل مصرى بالخارج  comلو صح ما نقلته كل من «الشروق» و«المصرى اليوم» فى الطبعة الثانية من عدد أمس الخميس منسوبا إلى «مصدر عسكرى مسئول» بشأن رأيه فى تفسير عدم تصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات المقبلة، فالمؤكد أن هناك مشكلة، وأن هناك خطأ كبيرا قد حدث ينبغى تصحيحه والاعتذار عنه بأسرع وقت ممكن.المصدر العسكرى قال للصحيفتين إن أحد الأسباب التى ستمنع تصويت المصريين المقيمين بالخارج هو: «انها ــ أى العملية ــ لن تعكس الرغبة الحقيقية لإرادة الناخبين، حيث سيتم استغلال هذه الكتلة التصويتية التى قد ترجح كفة مرشح على آخر من خلال عملية شراء الأصوات خاصة أن هؤلاء يقيمون بالخارج، وبالتالى قد لا يعبأون بهوية من يمثلهم كالمواطن الذى يقيم فى مصر».المعنى الوحيد الذى يمكن فهمه من هذا الكلام هو التشكيك فى وطنية بعض المصريين المقيمين فى الخارج، وهو اتهام خطير لا يمكن تصور صدوره من أى مسئول مصرى عسكرى أو مدنى.كان يمكن للحكومة أن تقول وتسرد مليون سبب لتفسير عدم رغبتها فى السماح بتصويت المصريين بالخارج، من دون أن تتهمهم بأن أصواتهم يمكن أن تباع وتشترى.كان يمكن للمصدر العسكرى المسئول إذا ثبت صحة ما هو منسوب إليه أن يكتفى بوجود صعوبات فنية وإدارية تمنع التصويت.أعلم أن تأمين عملية التصويت الإلكترونية مسألة غير مضمونة حتى الآن، أعلم أيضا صعوبات فى تصويت المصريين فى الخارج فى الانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب أو الشورى نظرا لكثرة عدد المرشحين والتكلفة المالية الباهظة.كان يمكن أن نكتفى بذلك ولن يغضب المصريون فى الخارج، كان يمكن أيضا أن نسمح لهم بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية لأن الجميع سيختار شخصا واحدا، ويمكن لهم أن يصوتوا فى السفارات المصرية بالخارج قبل بدء الانتخابات فى مصر بأسبوع، كما تفعل الكثير من البلدان المتقدمة مثل أمريكا.آخر فئة مصرية يمكن اتهامها بأنها قد تبيع أصواتها هى المصريين فى الخارج: أولا لأن معظمهم ليس فقط «مرتاح ماديا» بل هو أحد الروافد المهمة للاقتصاد الوطنى عبر تحويلاته بالعملة الصعبة، وثانيا هم فئة أكثر تعلما وأكثر وعيا بالمقارنة بالداخل، ثالثا فإن المصرى المقيم بالخارج أكثر ارتباطا وشغفا وحبا لبلده من كثير من المقمين بالداخل لأسباب كثيرة بعضها عاطفى وبعضها أنه يشعر بالتقصير لأنه بعيد عن بلده، وهذه مسألة عشتها شخصيا.كنت أسخر من اولئك الذين يسجدون فى المطار لدى عودتهم، حتى عشت التجربة بعد أول سنة غربة وعذرتهم وكدت أفعل مثلهم.أعرف أربعة أشخاص منهم فتاة وسيدة، عادوا من الخارج لمدة ساعات قليلة كى يقضوها فى ميدان التحرير أثناء الثورة. ويعودون إلى أعمالهم بالخارج فى اليوم التالى. واحدة من هؤلاء شاركت فى مقاومة هجوم الجمال والبغال وظلت هى وأسرتها فى الميدان حتى الفجر.كيف نتهم هؤلاء بأنهم يمكن أن يبيعوا أصواتهم فى حين أن النظام الساقط هو الذى أفسد كثير من «مصريى الداخل» وجعلهم يبيعون أصواتهم وضمائرهم فعلا بكيلو سكر وزجاجة زيت أو بخمسين جنيها.مطلوب رد اعتبار للمصريين فى الخارج وشخصيا اعتذر لهم جميعا عن هذه الكلمات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل