خبير: إعادة تفعيل الشراء والبيع فى نفس الجلسة يهدد البورصة

أكد عبد الرحمن طه، خبير أسواق المال، أن إعادة تفعيل آلية البيع والشراء فى نفس الجلسة والمعروفة باسم( T+0) فى الوقت الحالى قرار ليس فى محله، حيث إن تلك الآلية التى كانت فائدتها الرئيسية "زيادة أحجام التداول فى السوق" أثبتت التجربة عكسه، حيث اتضح أنها السبب الرئيسى فى إحداث خسائر كبيرة فى محافظ المستثمرين، خاصةً المصريين الذين لا يجيدون استخدام تلك الآلية مقارنةً بالمستثمرين الأجانب. ودلل طه على ما سبق بأنه قبيل شهر من أحداث يناير كان السوق يتداول فى حدود النصف مليار جنيه، وكانت تلك الآلية مفعلة، وها هى الآن متوقفة منذ العمل بالإجراءات الاحترازية التى تمت بعد استئناف عمل البورصة المصرية عقب الثورة، وفى ظل هذا التوقف ينفذ السوق ما يقرب من النصف مليار أيضاً، فبالتالى لا يمكن القول بأن عودة هذه الآلية سيكون من أجل رفع نسبة العمولات التى تحققها شركات السمسرة جراء هذا التفعيل، أو ما يمكن أن يقال من حيث تفعيل آلية الاقتراض من أجل البيع أو الشراء فى نفس الجلسة والتى تعرف باسم الشورت سيلنج "Same day short selling " كى تقف فى مواجهة أضرار الـ T+0 قائلاً: "إن المستثمر المصرى مضار أساساً من الآلية الأخيرة، فكيف لنا من مضاعفة ضرره بعودة الآلية الأولى". وأضاف طه إلى ما سبق من أخطار زيادة القوى البيعية من قبل المستثمرين فى مقابل القوى الشرائية فى السوق، حيث يقوم المستثمرون بالبيع فور وجود فرصة ربح سريع، مما يعود بالسلب على أداء السوق، الأمر الذى لا يتيح فرصة استقرار صعود الأسهم بالسوق، حيث إن ما يتحقق من أرباح تسحب بسرعة، فى الوقت الذى يكون السوق فيه فى أمس الحاجة إلى تدفق الأموال واستمرارها. وأعرب طه عن أمله فى ضرورة تبصير المستثمرين بكيفية استخدام أى أداة مالية تدخل السوق قبيل تفعيلها، مشيراً إلى أن القائم على السياسة المالية للبورصة يجب أن يوازن بين تحقيق مصالح أطراف السوق وهما المستثمرون والوسطاء، وعليه فإن تفعيل تلك الآلية لمصلحة شركات الوساطة تأتى بالإضرار على المستثمرين المصريين خاصة، وهو ما لا يتسق مع أهداف الجهة القائمة على السوق المالية والتى حددها القانون لها.