المحتوى الرئيسى

حين شطح مجلس التعاون الخليجي فنطح بقلم:خالد عبد القادر احمد

05/12 23:25

حين شطح مجلس التعاون الخليجي فنطح: خالد عبد القادر احمد [email protected] ليس من عادة البيان والتصريح السياسي _ خاصة في منطقتنا_ ان يقدم توضيحا لحقيقة النوايا السياسية التي يتناولها, لذلك لم يكن غريبا ان لا يحتوي بيان الجلسة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي, على توضيح لاسباب فك انغلاقه السابق على عضوياته القديمة, ومبرر موافقنه على طلب انضمام الاردن لعضويته, وودعوة المجلس دولة المغرب للانضمام اليه, فكل ما قدمته البيانات التي صدرت عن اللقاء, وعلى ذمتها فحسب هو الاشارة للمواضيع التي تشاور عليها القادة, وتوضيح لمبرر الموافقة على طلب الاردن الانضمام للمجلس, ووالطلب الى المغرب ان ينضم له, على اساس تشابه الانظمة وهو قطعا تبرير لا يقطع الشك بالنوايا السياسية التي يتحسسها المراقب والمتابع والمواطن. ومن الواضح باديء ذي بدء ان تصرف مجلس التعاون الخليجي لا يندرج في منهجية العمل بمقولة الوحدة القومية العربية, وغير مكترث بها اصلا, والا لجرى سابقا الدعوة لتوسيع عضوية المجلس ولتمت الموافقة على طلب اليمن الاضمام له, ولما تم رفض طلب عراق ما قبل الغزو الانضمام اليه ايضا, لذلك لا يمكن منطقيا تفسير سلوك مجلس التعاون الخليجي هذا إلا في اطار نهج الاصطفاف السياسي وعملية بناء المحاور والاقطاب الاقليمية ذات الاهداف السياسية البرنامجية الواضحة. ان هذه المناورة الخليجية تؤكد سلامة استنتاجنا السابق ذكره في مقالات سبق نشرها, ان قرار المنطقة بات موضع تجاذب محاور اقليمية ومواقع قومية محددة, الامر الذي يشكل اساس لبناء الصورة الجيوسياسية لها, فخارطة الشرق الاوسط الجديد هي في سياق التحقق, وان عملية الاصطفاف السياسي الراهنة وبناء المحاور والكتل السياسية كتجسيد جيوسياسي لهذا الخارطة قطع شوطا, بات يشترط على المواقع القومية المنفردة ان تحدد لنفسها موقعا فيه, وهذا يفسر الطلب الاردني, اما طلب ضم المغرب فانه _ اقتراح سياسي_ مقدم للمغرب لقبول المكان الذي اختار مجلس التعاون الخليجي له ان يتموضع فيه, بغض النظر عن رد الفعل المغربي على الطلب ومبرراته, ان المناورة الخليجية هي من زاوية اخرى بمثابة اعلان سياسي من المجلس عن نفسه باعتباره محورا اقليميا معتمدا من النفوذ الغربي وتحديدا النفوذ الامريكي منه, وانه اوكل اليه من هذا النفوذ, ومن موقع مركزي قيادي اقليمي, امر صياغة الصورة الجيوسياسية للمنطقة, ليس ذلك فحسب بل وبمثابة اعلان انه تم انجاز عملية التقاسم الوظيفي وتقسيم مهمات السيطرة على المنطقة, فاوكل لمحور شرق المتوسط ( مصر_ الكيان الصهيوني_ تركيا ) المهمة اللوجستية المتعلقة بامن الممرات البحرية والمعابر البرية القارية, في حين اوكل لمحور مجلس التعاون امر المهمة الاقتصادية ذات الاهمية القصوى التي تنطوي عليها منطقة الخليج, وان الاستقرار الاستراتيجي لهذه الصيغة والصورة للشرق الاوسط سيتكيءالى هذا الاساس, غير ان استكمال تجسيد الصورة على ارض الواقع, لا يزال يحتاج الى حسم الاوضاع غير المستقرة في مواقع ليبيا واليمن وسوريا, كمقدمة لاستكمال انجاز تسوية الصراع _العربي الصهيوني_ وفي طيه الصراع الفلسطيني الصهيوني, ان امر تعزز النفوذ الغربي وبالصدارة الامركية للمنطقة في منطقة الخليج وشرق المتوسط قد حسم اذن, ومن المتوقع ان تكون الموافقة على طلب الاردن مقدمة على تعزيز لدور الاردن في المرحلة القادمة ان في تحديد اتجاه استقرار الوضع السوري او في اتجاه صياغة تسوية النزاع الفلسطيني الصهيوني, فهذا ما سيوضحه خطاب رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما والذي سيركز كما تشير الانباء على _ المتغيرات في الشرق الاوسط_ , والذي وان لم يحمل مبادرة محددة لتصور لحل وتسوية نزاعاتها فانه لا شك سيطرح رؤيا لمنحى التوجه الامريكي في التعامل مع قضايا المنطقة, كاستباق لمحاولة علاج كثير من القضايا خارج الاستفراد الامريكي, واعادة تطويق لحالة الانفلات من النفوذ الامريكي التي شهدتها المنطقة حتى نهاية العام الماضي, ان الولايات المتحدة لن تبقى مكتوفة الايدي امام عدم استقرار اوضاع ليبيا واليمن وسوريا, ومن المتوقع ان يكون الاعلان الخليجي مقدمة وتمهيد لتطور في الموقف الامريكي من اوضاعها, ياخذ عملية الحسم بها لصالح تعزيز النفوذ الامريكي اكثر فاكثر, مع الحرص على عدم الوقوع في محظور انفلات حالة الامن خاصة في ذات ومحيط الوضع السوري, وكذلك تطور الموقف الامريكي حول الوضع في اليمن بعد ان انجزت المساومة بين الولايات المتحدة ودول الخليج, بقبول انضمام الاردن للمجلس ودعوة المغرب للانضمام اليه, لذلك من الممكن والمحتمل ان يجري حسم الوضع اليمني بما يتوافق والمصلحة الخليجية التي ترغب بوجود نظام قادر على لجم التجاذب السني الشيعي وتطويق النفوذ الايراني المنزايد خلاله, ان متغيرات المنطقة تعزز فعلا النفوذ الغربي بصورة عامة والامريكي منه بصورة خاصة في المنطقة, ومؤشر ذلك هو تقلص النفوذ الروسي والصيني بل وحتى مغادرته بعض المواقع, وما هي الا وضع مؤقت لاستكمال هذا الامر, مما يطرح على الولايات المتحدة مسالة قوة النفوذ الاوروبي وضعف النفوذالامريكي في افريقيا, التي تكاد تكون مغلقة حتى الان امامها, ففي هذا السياق يمكن فهم دعوة مجلس التعاون للمغرب للانضمام اليه باعتبارها دعوة له ليقبل ان يكون متكأ من متكأت النفوذ الامريكي الخليجي في شمال افريقيا, ومدخلا لبدء عملية تحجيم وتقليص والنفوذ الاوروبي فيها, خاصة بعد ان ضمنت الولايات المتحدة ولاء الوضع المصري الذي يساء فعلا تفسير نهجه السياسي الاقليمي. خاصة تجاه ايران, حيث يتناسى كتاب ان النتيجة الموضوعي لوجود محور الممانعة كان يصب ف عكس مصلحة النفوذ الامريكي حيث انفلت منه الكيان الصهوني وجر ايضا تركيا, وكان التصعيد الصهيوني ضد ايران سبيلا من سبل تحرر الكيان الصهيوني من الضغوط الامريكية عليها في التسوية, لذلك نجد الان الكيان الصهيوني يعود ويحاول التشبث بمقولات قديمة حول الخطر النووي الايراني وخطر الارهاب الفلسطيني, فالولايات المتحدة لن تنسى اذلال نتنياهو لها واجبارها على الاعتراف بعدم قدرتها على الضغط عليه في موضوع الاستيطان, لذلك يجب فهم المغازلة المصرية الايرانية باعتبارها سحبا لبساط المسالة الايرانية من يد المناورة الصهيونية وبذلك يجري تطويق ومحاولة اخضاع هذا الكيان للضغط الامريكي, وفي نفس السياق ايضا كانت النتيجة الموضوعية لاتمام المصالحة الفلسطينية على يد النظام المصري ان الاهمية اللوجستية للمغرب يمكن قرائتها في مجالات, موقعه من مضيق جبل طارق ومجاورته للجزائر التي وكما توقعنا سابقا يمكن ان تشهد حالة عدم استقرار مدخلها انتفاضة شعبية غير ان نهاياتها تدخل اجنبي كما حصل في ليبيا, لذلك كان مهما دعوة المغرب ليكون موطيء قدم ومتكأ لعملية تعزيز النفوذ الامريكي في تلك المنطقة, ومن الواضح ان هذا الدور المطلوب من المغرب هو موضع دراسة من قبل النظام’ ليس لانه تفاجأ بالدعوة, فهذا غير صحيح, فلا يمكن ان تكون فترة تقاهة الملك السعودي عبد الله التي طالت في المغرب لم تتطرق للموضوع, لكن الخطورة الاستراتيجية للدور المطلوب منه تفرض ان تسبقها دراسة متانية, لذلك نجد ان الرد المغربي على الطلب الخليجي لم يكن حاسما باتجاه الرفض او القبول, بل ابقى الباب مواربا ليمنح نفسه فرصة اكيبر للمناورة بانتظار معرفة ما سيسفر عنه الوضع الليبي اولا وايضا بما قد يكون موضع مساومة مع الجزائر في موضوع البوليساريو

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل