المحتوى الرئيسى

سلوى الخطيب تكتب: كاميليا وجهاز خراب الدولة!

05/12 21:36

الخراب الذي نعيش فيه بسبب سيدة مسيحية هربت من بيتها وأسلمت لتتزوج مسلما، أو فتاة مسلمة اختفت بسبب قصة حب مع مسيحي.. لم يعد يحتاج إلي مكلمة علي التليفزيون وجنازة في الصحافة وحدوتة قبل النوم في الندوات والمنتديات.هذا الخراب المستعجل الذي حل بالبلد يحتاج إلي قرار حاسم من بنات وسيدات مصر.. بالإضراب عن الحب والزواج والهروب من الجحيم إلي جهنم بسبب رجل من دين آخر. الحب مهما كان عظيمًا سينتهي بعد الزواج.. والزواج مهما كان سعيدًا سينتهي إلي الملل والتكرار والمشاكل، وأحيانًا الضرب بالجزمة.. سيحدث هذا مع من هو ينتمي إلي دينك أو من هو مغاير.. صدقوني.. الأمر سواء بعد حين.. ولن يبقي للواحدة منا سوي أسرتها وصديقاتها وجيرانها والشارع الذي كانت تمشي فيه والشجرة التي تراها من بلكونة غرفتها.. وكل الأشياء الجميلة التي ستفقدها من أجل رجل لا يستحق لأنه أول من سيصفعها بقوله «أنت السبب» أو «أنت مالكيش أمان، لأن اللي خانت أبوها ستخون زوجها».. هذا غير لعنات المجتمع كله كباره وصغاره من رجاله ونسائه.. جهلائه ومتعلميه.. وأنا أول من يلعن اليوم الذي ظهرت فيه كاميليا ووفاء وسعيدة وجمالات وغيرهن!كانت هذه مقدمة لابد منها.. وحل انتهيت إليه ليحسم الموضوع.أما الموضوع فهو أن كثيرين كتبوا عن كاميليا وأخواتها، حذروا وانتقدوا وقتلوا الموضوع بحثًا من قبل الثورة- وأنا منهم- أكدنا جميعًا أن إسلام أو تنصر إنسان «ذكرا أو أنثي» لن يضر أو ينقص أو يزيد من مكانة الإسلام والمسيحية والعدد في الليمون، وأن حرية العقيدة مكفولة للجميع، وأن من لديه مستندات يذهب بها إلي النيابة قبل الخروج في مظاهرة.. وتكرر الأمر.والأمر الآن لم يعد مظاهرة يعتقد منظموها ومن يوافقهم ومن يمشي وراءهم دون تفكير أنها تعبيرا عن الرأي.. لقد وصل الأمر إلي استخدام السلاح من بنادق ومدافع وسيوف وسكاكين وسنج وطوب وهو أضعف الإيمان باسم الإيمان بالله والله بعيد عن أكاذيبهم جميعًا مسلمين ومسيحيين.من يفتي ويتعامل ويحلل الأحداث علي أنها مجرد فورات عاطفية بسبب الإيمان أو تنفيس سياسي بسبب الحرية فقط، لابد أن يراجع نفسه ويراعي ربه.. لأن ما يحدث في مصر الآن مخطط علي البلد قبل أن يكون مخططًا علي الثورة، الهدف منه تأكيد أن الماضي كان أفضل وأن الحاضر أسوأ وأن المستقبل أخطر.ولأن أكثر السلفيين كان يعمل تحت سمع وبصر وسيطرة جهاز أمن الدولة.. الذي أسميته بعد الثورة: جهاز خراب الدولة.. فالمنطق يقول إنه هو المسئول الرئيسي عما يحدث تخطيطًا وتنفيذًا وإمداداً بالبلطجية والأموال والسلاح والشائعات.يكفي أن يخرج واحد مسلم أو مسيحي ليطلق حكاية لا أساس لها عن احتجاز مسيحية أسلمت في كنيسة أو هروب مسلمة مع مسيحي ليخرج الآلاف ممن لا يستعملون عقولهم ولا يعودون إلي فطرتهم مطالبين بالقصاص وتسفك الدماء.المؤسسات الدينية الرسمية أيضًا لها مسئولية مباشرة، فالأزهر والكنيسة عششت فيها السلفية والتطرف ومن علي رأس المؤسسة يعرف جيدًا دعاته ومريديه ولا يدعو إلي استخدام القانون إلا إذا كان في صالحه وإلي جانبه.الحكومة حين وافقت علي أسلوب المصالحة العشائرية والقبلية وعلي أيدي مشاهير السلفيين بدلاً من تنفيذ القانون تقع عليها مسئولية كبيرة، وحين تغافلت عن استخدام القانون في أطفيح وقنا والمنيا وشبرا شجعت الجميع متآمرين ومنفذين ومنخدعين علي الاستمرار في العنف والبلطجة والتخلف اعتمادًا منهم علي أن أحدًا لن يحاسب.الباحثون والمحللون والسياسيون ومعدو ومقدمو البرامج والصحفيون ساهموا أيضًا في سكب الجاز علي النار، إما عن خوف أو نفاق أو جهل أو سبق مهما كان ثمنه، وثمنه هو الوطن.وهكذا نستطيع تفسير التحليلات عن حرية الرأي وانتقادات للمجلس العسكري علي قوانين تحاسب من يعطل العمل ويبلطج بوقفة أو سنجة، وظهور مكثف لجهلاء يلقون بالكلمات ويهددون بالدماء التي ستغطي الأرض، وهم في غرف منفصلة لأن الجلوس مع المذيعة حرام، ورغم ذلك تفاخر كل قناة أنها أول من ناقش وفتح المكلمة.وبماذا نفسر المزايدات من عينة «حرية حرية» رغم أن الموقع الرسمي للقوات المسلحة أعلن أن وراء هذه الأحداث جهاز أمن الدولة أو خراب الدولة «المنحل» وعصابته.لم يبق أمامنا حل يا بنات حواء.. يا أخواتي في الدين وأخواتي في الوطن إلا الابتعاد عن أي رجل من دين آخر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل