المحتوى الرئيسى

> أين الوفاء لدم الحسين؟

05/12 21:04

كتب  : حمدى عبد الرحيم قبيل ثورتنا المصرية كنتُ أكره كل المسئولين العرب بداية من المخلوع ونهاية برئيس الحي الذي أقطنه، الاستثناء الوحيد كان أبو هادي السيد حسن نصرالله، كنت أنتظر علي أحر من الجمر خطاباته المتلفزة لأغترف من نهر صموده ودفاعه عن كرامة أمته وعشقه للشهادة كنتُ أنتظره لأطهر سمعي بصرخته المدوية "هيهات منا الذلة" ثم جاءت ثورتنا الطاهرة فخلصتني بفضل الله من شوائب الكره والبغضاء، وبقي لأبي هادي مكانه في القلب، خاصة وقد سارع إلي تأييد ثورتنا بل قال "أفدي ميدان التحرير بروحي وجسدي ودمي"، كلماته تلك لم تكن خارج سياق دفاعه عن كرامة أمته وكبرياء شعبه وحرية أهله، ثم عرفت الثورة طريقها إلي سوريا الحبيبة، فتلجلج الفصيح ابن الفصحاء وتلعثم البليغ ابن البلاغاء وتقهقر الشجاع ابن الشجعان وخفت صوت الخطيب ابن الخطباء. أبو هادي سيد المقاومة ترك تحليق الاستشهاديين وحط علي الأرض وحسبها بالورقة والقلم كأنه بقال، تورط حزبه وإعلام حزبه في التحالف مع نظام بشار الأسد فأصبحت "الحرية" قابلة للقسمة علي اثنين وثلاثة وعشرة، تجزأ المعني الكلي الجليل للكرامة وما كان "كرامة وثورة في مصر والبحرين واليمن وليبيا" أصبح فتنة ومؤامرة في سوريا!. السيد حسبها هكذا.. نظام بشار يدعم المقاومة في فلسطين ولبنان ولو سقط النظام لانكشف ظهر المقاومة.. إذن علينا البقاء في تحالفنا مع النظام الداعم حتي لو أرتكب المجاز بحق شعبه. يؤسفني يا أبا هادي أن أقف منك أنت موقف الناقد الناقض. أين يا سيدي الوفاء لجدك الحسين الذي لم يخرجه من نعيم بيته سوي دفاعه عن الحرية، كان الحسين ـ وأنت تعلم ذلك ـ يستطيع الاحتفاظ برأسه مقابل كلمتين لا ثالث لهما: "بايعت يزيدا" لكنه كان يدرك أن المساومة علي الحرية خلق لا يليق بذرية الأنبياء وعشاق الشهادة فاندفع رضي الله عنه لكي يواجه بدمه سيوف الطاغية وشاء ربك أن ينتصر الدم علي السيف ليبقي الحسين وأصحابه الأجلاء في قلب كل مخلص شموسا ساطعة ويذهب يزيد وجنده إلي مزبلة التاريخ. ثم هناك "الحر الرياح" الذي كثيرا ما تغنيتَ بذكره، هذا المجاهد الذي كان في أول أمره قائداً في صف أعداء الحسين ولكن لما حانت لحظة الاختيار أخذته الحمي فسأله أصحابه عن سرها فقال لهم: "لقد عُرضتْ علي الجنة والنار والدنيا والآخرة وقد اخترتُ "ثم امتطي فرسه وذهب ليقاتل بين يدي الحسين حتي لقي ربه شهيداً. الأمثلة يا سيد المقاومة أنت أعلم بها مني فلماذا اخترت مثال "المنبت.. الذي لا ظهراً أبقي ولا أرضاً قطع"؟ سينتصر أهلنا في سوريا وسيسقط الطاغية ويومها لن تجد داعماً.. يا سيدي إنها إن كانت لك فلن ينفعك سوي الله وسواعد رجال المقاومة وإن كانت عليك فلن يضرك سوي نظام بشار وكل طاغية يذبح شعبه.. عد سيدي عاشقاً للحرية ومدافعاً عن الكرامة ولا تجعل إعلامك حزبك المقاوم مطية للطاغوت الذي أهلك أباه أهل حماة في يوم وهو علي ذات الدرب سائر.. حزبك وإعلامه يتحدث كأنه التليفزيون المصري في زمن المخلوع.. يتحدث عن الفتنة وعن المؤامرة الخارجية وعن عصابات قتل تغتال رجال الجيش والشرطة!. بربك ألم يكن هذا العبث يقال عن أسود ميدان التحرير؟ قد تكون مغلول اليد داخل حزبك فأكرم لك ولمسيرتك أن تستقيل وتترك التجار وحساباتهم وتعلن الوفاء لذكري جدك الحسين وتخرج علي الناس معلناً أنك بريء من دماء شهداء سوريا الذين تعلم أنت من الذي يذبحهم.. إن الكلام عن مقاومة سوريا وممانعة سوريا هو هراء نحسبك أشرف من أن تتورط فيه فالدم كله حرام ولا سلطان سينجيك يوم ينتصب ميزان العدالة الإلهية.. نظام بشار يقتل الناس عشوائيا وأنت تري وتسمع وتعرف فلا مجال لأي لبس أو سوء ظن، الطريق المستقيم أوضح من شمس الظهيرة وأنت أحق الناس به هذا لو كان الوفاء لجلال الحسين هو عندك فوق حسابات البقالين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل