المحتوى الرئيسى

لا... لـ"لا"

05/12 19:20

بقلم: م. محمد أنور رياض ما زال إعلام صفوت الشريف والفقي والمناوي يمارس أساليب الخداع والتدليس بنفس أسلوب ما قبل 25 يناير... ولا أريد أن أتحفظ، وأقول إنهم قلة مندسة بل كثرة غالبة مندسة من الذين تربوا في ماسبيرو، وفي دور الرعاية من صحافة الدولة المشهورة بالقومية، ونموا وترعرعوا في حضن دولة ونظام اتخذ من الدين خصمًا ومن الإخوان عدوًّا، أعلن عليهم حربًا لا هوادة ولا تهاون فيها.   وكان من المعلوم لديهم بالضرورة أن الصحفي والإعلامي الذي يريد أن يمتلك عمودًا أو زاويةً في باب عليه أن يرمي بياضه ويقدم السبت قبل الأحد عليه أن يشترك في الميليشيات التي تتنافس في مهاجمة الإخوان... والسعيد الذي (دعت عليه أمه) هو المتميز الذي يقدم نبوغًا يلفت إليه نظر أمن الدولة.. والجائزة هي إتاحة الفرصة له ليضع قدمه على أول درجات سلم الصعود برتبة أمين شرطة في بلاط الصحافة.   لم يختلف الأمر كثيرًا مع التوسع في القنوات وإصدار الصحف الخاصة التي تعاملت بشيء من الجرأة بنشر برامج ومواد صحفية بدت وكأنها كسرت حاجز الخوف، وتجاوزت خطوطًا كانت تشكل سورًا شائكًا ممنوع الاقتراب منه.   ولكن مع استمرار شنِّ الهجمات الخاطفة من حين لآخر استخدمت فيها أسلحة متطورة من الخباثة تستهدف الإخوان، انكشف وافتضح وجود اتفاق وتوافق وصفقات بين النظام، ويمثله أمن الدولة كطرف أول، وبين من سمحوا لهم بامتلاك أبواق الميديا الخاصة من الرأسمالية المستفيدة من نظام مبارك المتعفن، بالاشتراك مع المجندين من القائمين على تحريرها، ومن توظفهم من مدفعجية العلمانيين كطرف ثانٍ.   البند الرئيسي في هذا الاتفاق: يتغاضى الطرف الأول عن ما يقوم به الطرف الثاني من أعمال سبِّ للنظام ونقده والتشهير ببعض رموزه في حدود ما يسمح به الطرف الأول، بغرض إضفاء المصداقية المفقودة في الإعلام الرسمي في مقابل التزام الطرف الثاني باستخدام كلِّ أساليب التدليس والأبلسة الإعلامية ضد الجماعة المحظورة من نشر للأخبار الكاذبة عنها، وإثارة البلبلة والشوشرة على أهدافها ونشاطاتها.   والشهادة لله فقد تفاوت الالتزام بهذا النص من موقع لآخر، في حين تعامل البعض معه في حدوده استجاب له الآخرون في إخلاص وتفانٍ... في بداية الثورة وأثناءها التزم الإخوان المشاركون بقوة مع الثوار بعدم رفع أي شعار يميزهم، ورغم تقدمهم للصفوف يوم جمعة الغضب وتصدرهم موقع القيادة في موقعة الجحش يوم الأربعاء الأسود 2/2 واستدعاؤهم لمدد بالآلاف من عناصرهم الأمر الذي عزز من تصديهم للحثالة وبلطجية الحزب الواطي في ليلة كانت فاصلة في إنقاذ الثورة من أخطر مؤامرة لإجهاضها، وما كان مخططًا لتصفيتها دمويًّا.. إلا أنهم أنكروا ذواتهم، ولم يمنوا أو يفاخروا باعتبار ما قدموه من جرحى وشهداء، إنما هو جهاد يرجون ثوابه من رب العباد وكالعادة فإن العديد من الصحف والفضائيات حاولت التقليل من شأن دور الإخوان في الثورة على استحياء من باب نشر ما لا يمكن دفنه وإخفاؤه.. إلا أنهم لم يقلعوا عن الخباثة في تخصيص مساحات أكبر في استخدام فزاعة الأجندة الخاصة وقدرة الجماعة التنظيمية والدولة الدينية وخطف الثورة، بل وشبهوا ظهور القرضاوي في ميدان التحرير وبعض الإخوان المكلفين بالتنظيم بجواره على المنصة بظهور الخميني، مع أن خطبته للجمعة في ملايين الثوار بدأت بأيها المسيحيون داعيًا إعلاء مبدأ المواطنة والحرية والتعددية.   لم تسلط الميديا الضوء على قرار اشتراك الإخوان في الثورة بكلِّ ثقلهم بأنه كان قرارًا تاريخيًّا يحمل في طياته مخاطرة ليس اعتقالهم جميعًا والتنكيل بهم فحسب بل وإبادتهم من الوجود، ولكن الله كان رحيمًا بهذه العصابة وجهادها في سبيله، فكانت المكافأة الربانية بنجاح الثورة، وظهور الإخوان كرقم صعب لا يمكن تجاهله على الساحة.   سقطت أغلال الحظر، وفشلت خمسين سنة من حصارهم رغم 7 محاكمات عسكرية، ومصادرة الشركات، ومئات الملايين من أرصدتها والتضييق على الأرزاق واعتقال 40000 من رجالهم.   لم يكن هذا بالأمر المثير للبهجة أو المريح، لا يبشر ولا يسعد النخبة من العلمانيين التي تسيطر على أبواق الميديا بتوجهاتها العلمانية، وجاءت عملية التعديلات الدستورية فرصة لتميز المواقف وتفجر الخلاف الإيديولوجي فقامت بتحويل المناسبة من مناقشات فنية قانونية وما هو الأفضل للمرحلة إلى حملة إعلامية ضارية متفجرة ضد الإسلاميين عامة والإخوان بصفة خاصة، نسوق البعض منها في المشاهد التالية:   عندما تقلب صفحات الجرائد.. تلعب بأصابعك على أزرار الريموت لتتنقل بين الفضائيات.. برامج التوك شو أصبح موضوعها المفضل للحوار هو أجندة الإخوان وعفريت الدولة الدينية.. يتصدى المتحدث الإعلامي للإخوان، موضحًا أن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية، وإنما هي دولة مدنية، يا ست الستات (يقول للمذيعة الدولة الدينية هي اصطلاح دخيل تقحمه النخبة على تراثنا.   يتناول الضيف المقابل فيعيد طرح الموضوع في عبارات ملتوية ليبدأ النقاش من جديد عن الدولة الدينية، وفي صبر أيوب يعيد الأخ تفسيراته وأدلته وأطروحاته وتفرقع ست الستات قنبلة عن خلط الدين بالسياسة وشعار الإخوان (الإسلام هو الحل)، ويرد أخونا الكريم بأن هذا الشعار متوافق مع القانون والدستور ومصدق عليه بعشرات من الأحكام القضائية، فجأة تنطلق قذيفة من الفم المصبوغ بالأحمر الفاقع مصحوبة بنظرة انتصار وتحد: أهدرتم حقَّ المرأة والقبطي في الترشح لرئاسة الجمهورية- يا مثبت العقل والدين- مصر قضت على الفقر، وأصلحت التعليم، وأصبح كل مواطن يمتلك "فيلا" ويخت وتوتوك وعليه الآن أن يستمتع ويتسلى بمشاهدة المنافسة بين المرأة والقبطي على رياسة الجمهورية، ونفخر بأننا وصلنا إلى مرحلة من التقدم لم تصلها أغلب دول العالم وعلى كل حال هذا خيارنا ونلتزم بما يختاره الشعب.   إلحاح الإعلام على إثارة الكلام عن المرأة والقبطي والدولة الدينية والأجندة الإخوانية والشعار.... إلخ الغرض منه ليس مناقشتها بموضوعية في حضور واحد من الإخوان.. أبدًا؛ فقد تمَّ الرد عليها جميعًا تكرارًا ومرارًا.. ولكن هي رسالة خبيثة بالإلحاح على العقل الباطن للمواطن، لتثبيت وجود أزمة، ولترسيخ المخاوف من أهداف الإخوان.   بمجرد إعلان أسماء أعضاء اللجنة المكلفة بوضع التعديلات الدستورية فتحوا النار على المستشار طارق البشري على اعتبار أن خلفيته إسلامية، وكأنها نقيصة أو جريمة تستوجب بلاغًا للنائب العام ليحرر له أمر ضبط وإحضار.. لم يستمر هذا الاتهام طويلاً ربما لسخفه وهيافته على اعتبار أن الرجل قامة قانونية وفكرية.   إلا أن الهجوم استمر مُرَكزًا بطريقة أكثر تفاهة على صبحي صالح على اعتبار أنه مطعون فيه بانتمائه للإخوان وهو خطأ ممن اختاره ولا تشفع له خبرته القانونية والدولية.. وطال النقد الغريب خطة المجلس العسكري بشأن التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها، وهي إجراء انتخابات البرلمان بمجلسيه قبل الرئاسية بعد حوالي 3 شهور على اعتبار أن الجيش يريد أن يتفرغ لرسالته الأساسية.. فقد قابل إعلانها انطلاق صوت الدكتور ضياء رشوان مُوَلوِلاً بأن ذلك معناه تسليم البلد للإخوان وفلول الوطني.. لماذا يا خبير؟؟ لأنهما القوتان الجاهزتان.. وأين باقي القوى المعترف بها منذ عقود يا إستراتيجي؟ ولماذا لم تكافح وتصمد وتدفع الثمن مثلما فعل الإخوان؟؟ هنا يظهر التمحك في شباب الثورة، ووجوب إعطائهم الفرصة لتكوين أحزاب تعبِّر عنهم.. ماشي يا دكتور.. لم يسأله أحد، وهو بدوره لم يذكر كم من الوقت يستغرقه إنشاء حزب يجتمع الناس عليه في كلِّ أنحاء مصر مدنها وقراها؟؟.. هــه.. نصف عام؟؟ أم عام؟؟ أم عقود؟؟ أم مقدار ما تحتاجه فطيرة من البيتزا لإنضاجها؟؟!!.   الدكتور الدارس والمحلل لا يملك خطة يوافق عليها الناس المتضررون من الشلل الاقتصادي والحال الواقف في بلد معرض- أصلاً- للإفلاس ولا منطق لديه ولا حجة إلا التخويف واستدعاء العفريت، وإثارة الفزع من جماعة كل ذنبها أنها دفعت الغالي وجاهدت لتظل متماسكة تحت ضربات مطارق نظام البغي والطغيان.. في حين انحازت القوى الأخرى للنضال الميكروفوني أمام الكاميرات وقبول رشى النظام في تعيينات مجلسي الشورى والشعب والسماح لها بمقرات (غالبيتها سرية) رغم ما هو مرفوع عليها من لافتات ازدحمت فيها كلمات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية تكتفي من النضال بجرائد كلها صور و"رغي" لا يهتم بها ولا يقرأها إلا من حرروها.. استدعاء فزاعة الإخوان كان هو بداية العودة إلى أسلوب مبارك الفاشل في الإقصاء وديمقراطية الانتقاء، وليس المواجهة السياسية بالبرامج والفعاليات ثم الاحتكام إلى الصندوق.   النصيب الأكبر من الاتهامات الهوجاء طالت توجهات الإخوان الإسلامية عندما تبنى غالبية كتاب الأعمدة والمتحاورين في الفضائيات- إن لم يكن كلهم- فكرة ربط مصلحة الإخوان- تعسفًا وافتراء- بمصلحة الحزب الوطني.. كان عنوان مقال أحدهم الإخوان والحزب الوطني يد واحدة.. البعض من هؤلاء من المفكرين والكتاب ناضلوا ضد حكم مبارك في خندق واحد مع الإخوان إلا أنهم مع أول منعطف انحازوا إلى توجهاتهم الإيديولوجية وبذلك ساهموا في تحويل الحوارات إلى حالة من الاستقطاب والفرز، ومن ثم أفقدت أصحابها المصداقية... وهي سقطات أخلاقية ومهنية.   في المشهد التلفزيوني تسأل المذيعة بدهشة المستنكر عن معنى المرجعية الإسلامية (الدخيلة) على اعتبار أن المرجعية الليبرالية الغربية هي الأصل بداهة وتسليمًا على اعتبار أنهم من يملكون الكاميرا والميكرفون.. وبذلك وضعوا الاتجاه الإسلامي كله موضع اتهام وتحقيق بدون محكمة ونيابة!!.. حتى كلام الدكتور فريد نصر واصل المفتي السابق عن دولة الإسلام المدنية، وأنه لم يؤسس طوال تاريخه دولة دينية واحدة قوبل ( كلامه بالغلوشة والاشمئناط).   الغمز واللمز والتلقيح المتواصل مقصود به استدعاء ما يروج عن الإسلاميين بأنهم سيحكمون بالحق الإلهي، وأنهم دعاة عنف وتشدد... مع أن الست المذيعة تجلس (متبرجة) تحاور وتناور وهدفها مكشوف، وأخونا الضيف يرد في صبر وهدوء لم يهب واقفًا زاعقًا رافضًا صارخًا (اتستري وغطي شعرك يا حرمة) ثم يخرج جنزيرًا أو زجاجة ماء نار يهددها بأن تحترم نفسها وتتكلم عدل.. هناك لغة تخاطب راقية في التعامل والحوار وإعمال الحكمة في الدعوة والنصيحة واحترام الحرية والرأي المخالف مهما كان به من شطط، مع أنهم يواجهون من يضع الدين العظيم نفسه في قفص الاتهام بوعي منهم، أو بفعل ثقافة غريبة مكتسبة.   - مشاهد نصف كم: نشرت (المصري اليوم) و(الشروق) أن المرشد لم يلتزم بالطابور أثناء الإدلاء بصوته، ما أثار الاستياء.. والحقيقة أن الفيديو (الذي نشره شباب الإخوان على "الفيس بوك" مقرونًا بتعليقاتهم المرحة) أظهر أن (الرجل الذي يقف خلف عم فتحي) هو المرشد.. وظلَّ عم فتحي (وهو رجل كبير السن تشع من وجهـه الطيبة) متقدمًا عليه حتى أدلى بصوته.. وقد اعتذرت (الشروق) وصححت الخبر؛ إلا أن (المصري اليوم) المشهور عنها نشر أخبار كاذبة عن الإخوان بأسلوب ممنهج.. طنشت.. و.. مثلاً انتشرت أخبار الفنانين المعارضين وكأنهم قدوة وقيمة فكرية، في حين أنهم مجرد مهنيين مثلهم مثل السباك أو النجار أو أي مهني آخر.. وكانت أن أرسل لهم الشعب رسالة تقول إن الفنان فنان ولاعب الكورة لاعب.. والحكم حكم.. وكل واحد يحترم نفسه.   كما نشرت الصحف إعلانات مدفوعة الأجر (متبعة الأسلوب الأمريكاني في الدعاية) على صفحات كاملة امتلأت بوجوه النخبة من (باشاوات الثورة)، وتدعو إلى التصويت بـ(لا) وخيرًا فعلوا، فلم يأكل الشعب من أسلوب الأونطة الأمريكاني.   كما استغلت (المصري اليوم) قيام الشيخ المحلاوي بتعليق لافتة مكتوب عليها التصويت بنعم واجب شرعي ومنسوبة للإخوان، وهي لافتة وحيدة أزالها الإخوان؛ إلا أنها ظلت مادة تلوكها الأفواه طوال فترة التراشق الإعلامي..       قام (الأهرام) بنشر استطلاع رأي عن حذف المادة الثانية في خطوة مشبوهة ليست مستغربة في ظل استمرار مرتزقة ما قبل الثورة في مواقعهم.. كما قام البعض من إخواننا الأقباط في مظاهرات ماسبيرو بترديد المطالبة بإلغاء نفس المادة، وهو ما استدعى إلى الذاكرة مِن سبقِ دعوة أقباط المهجر إلى نفس التوجه، انضمت إلى مخاوف ما ترسب في نفوس الإسلاميين من عقود حكم مبارك ومن قبله في توجه الحكم بالفصل الفعلي بين الدين عن الدولة؛ الأمر الذي دفع بالفأر ليلعب في عِبّ العديد من أفراد الجماعة الإسلامية وبخاصة بعض السلفيين الذين كانوا يتابعون بقلق حالة الحوار الساخن، وانحياز النخبة من العلمانيين نحو التصويت بلا، وهو ما وقع في ظنهم أن انتصارهم في (معركة) الاستفتاء أو (غزوة الصناديق) سيؤدِّي بسيطرتهم إلى كتابة الدستور الجديد، وبالتالي حذف المادة الثانية.   وهو ما قد يفسر ما أشيع عن قيام بعض مشايخهم بأن مَن يصوت بنعم يدخل الجنة.. أنا أفسر الحالة ولكن ليس لدي أي دليل على وقوع هذه الفتوى.. لأن أي بني آدم يعلم أن دخول الجنة أو النار هو شأن إلهي لم يفوضه سبحانه لأي كائن من البشر، وللغرابة هو أن أغلب النخبة من المصريين يتعاملون مع شئون الحلال والحرام سواء في العلن أو في السر بانتقائية تصل إلى حدِّ الإنكار على اعتبار أنها قيود تحد من حركتها وترسم لها صورة لا تتوافق مع مجتمع القعدات والنميمة.. فلم؟.. ولم هذه العاصفة والانزعاج من ذكر الجنة والنار؟؟، ولم تسليط الضوء على فتوى- إن صحت- فهي محدودة التأثير في بيئة تُهدر فيها العشرات من الفتاوى التي لا خلاف على مصداقيتها.. وبالمناسبة أقول لِمَن يحب المقارنة بدولة الصهاينة.. فإن في "إسرائيل" أحزابًا دينية.. دينية.. وحاخامات يصدرون أشد الفتاوى شذوذًا.. ولكنهم هناك (اليهود الصهاينة) يمارسون الديمقراطية بلا إقصاء ولا حظر ولا منع..وبعد هزيمة لا.. ومع أن القراءة العادلة لخروج الملايين وصبرهم على مشقة الطوابير لساعات في (نقحة) الشمس تشير إلى استحالة هيمنة تيار بعينه على رأيهم عززتها إفادة العديد ممن شاركوا في الاستفتاء، وصوتوا بنعم استنكارهم للدعاية التي أهانتهم وصورتهم كشعب من السذج يمكن أن يضحك عليهم أحد ويستدرجهم إلى ما لا يقتنعوا به تحت أي إغراء أو وعيد و.. كان استنكارهم عنيفًا لمن أراد أن يسلبهم أعز ما سعوا لأجله وحرموا منه طوال سني الظلام  وهو إحساسهم لأول مرة بأن صوتهم أصبح له قيمة.. إلا أن الحملة على الإسلاميين استمرت وبضراوة أكثر غلفتها سخرية عكست الإحساس بالمأزق الذي حشروا أنفسهم فيه.. نسوق منها النماذج التالية:   * بعد نتيجة الاستفتاء جهز لنفسك الجلابية والبنطلون القصير والمايوه الشرعي واذهب إلى الساحل الشمالي الأفغاني.. السلفيون ركبوا البلد.    * بدء تفعيل فتوى إرضاع الكبير ورئيس اللجنة المنظمة يصرح بأن العملية تتم في شفافية كاملة، والإخوان يمنعون تصويت المرأة لأن صوتها عورة.   * خيرت الشاطر يستقبل أسامة بن لادن في المطار     وقالت إسعاد يونس تسخر من المنتقبات: * وبدل الوقفة والنقعة في الشمس.. يجيلك ياختي الميكروباص "يستفك" وسط إخواتك معززة مكرمة.. وينزلك على باب اللجنة.. شطارتك ومهارتك بقى تكوني لابسة النقاب.. لا حد حايقولك وريني خلقتك ولا يمقق في محاسنك.. ده إن وجدت يعني.. تسلمي البطاقة ياخدوكي ورا الستارة.. تعلمي عالعلامة الخضرا بتاعة الزرع والخير.. ياكش إيدك تهوب عالسودة.. دي عين الشيطان.. اللي يهوب ناحيتها يركبه عفريت وجتته ماتبقاش خالصة.. إذ فجأة تلاقي طلعلك قرنين خرقوا الطرحة ونزلك ديل يكعبلك وانتي ماشية ويكفيكي على بوزك.. فاهماني ياختي؟؟.. تخرجي من ورا الستارة عالباب عدل.. يقف ف طريقك جدع ماسك حُق ف إيده كده ويقولك حبر فوسفوري.. لبسيه الحق ف وشه وشاوريله بالجوانتي.. حافسفر الجوانتي يا جاهل؟؟.   * وإنتي وشطارتك بقى.. يا تعرفي تسلتي رجلك على لجنة تانية وتكرري العملية يا إما لو اتصدرلك واحد م الكفرة بتوع لأ.. اتدوري وعالميكروباص وعالبيت.   الذين ما زالوا يقودون هذه الحملة وقعوا في الأخطاء التالية:  1- أن ثلاثة أرباع الشعب انقاد لتأييد الإخوان والسلفيين.. وهو عكس مرادهم ويمثل غباءً إعلاميًّا فريدًا.   2- أنهم يسخرون من العقائد وهو ما يمثل استفزازًا لتيار من المصريين فيه إهانة لحقوق الإنسان وحريته في الاختيار.   3- أنهم أثبتوا أنهم أبعد ما يكونون عن روح الديمقراطية الحقيقية، وانفضحت نواياهم في رغبتهم تحقيق نوع من الديمقراطية التفصيل تغلق الباب في وجه تيار فاعل من الشعب المصري.   (يا ما على الرأس دقت طبول) ومهما قالوا فإنهم يجترون أفكارهم ولا جديد لديهم.. ورقهم مكشوف ومحروق ويسبحون ضد التيار.. معزولون عن التيار العام للشعب.. يستخدمون لغة إعلام مبارك الخشبية يرددونها في استوديوهات وخلف شاشات وسط الاستوديوهات والديكورات والإكسسوارات والمكيجة يديرون حوارات مع شخوص يختارونهم ومداخلات منتقاة ومرتبة سلفًا في محاولات فاشلة لغسيل مخ شعب لا يؤثر فيه إلا مَن يعيش حياته (شارع.. شارع) وزقاقه (زنجة.. زنجة) ويشاركه همومه ومآسيه.. ولو قرءوا الشعب جيدًا لأدركوا عمق تدينه في وسطية لا مغالاة فيها ولا تشدد.. شعب يقدر الخلق والاستقامة، وعندما تسأله عن تاجر شاطر يقول لك فورًا.. هذا رجل طيب دوغري.. كلمته واحدة لا يقبل الحرام.. وكلها صفات إسلامية..   الإخوان قالوا إنهم مع الدولة المدنية بكل معانيها ذات مرجعية إسلامية بإعلائها قيم الحرية والعدالة ومكارم الأخلاق.. ويريدون المشاركة لا المغالبة، ولن يرشحوا رئيسًا للجمهورية.. ليس ذلك زهدًا، أو هروبًا من المسئولية، ولكن إدراكًا منهم أن السلطة تكليف وليست تشريفًا وإحساسًا منهم عميقًا بأهمية المرحلة وإدراكًا لخطورة تصدي فصيل بمفرده لهذا الأمر الذي يعرضه للفشل لا محالة.. وهم أذكى من أن ينتحروا سياسيًّا.. والحل الأمثل هو تكاتف الجميع لمواجهة أوضاع معيشية متفاقمة واقتصاد في الإنعاش.. والأهم هو وضع دستور يعبر عن تطلعات الكافة بما يضمن له الاستمرار ويضمن حقوق الجميع في مساواة واضحة مستقرة.. الإخوان يمدون أيديهم للجميع ويتحملون نقدًا من قوى لا تملك سواه، وفشلت على مدار عقود في أن توجد في الشارع، ولكنها ترفع مطالبات نظرية تلعب بها في أدمغة البعض من شباب الثورة بمثليته وطهارته.. وبعبارات حق يراد بها باطل تفرق وتثير للجدل ولا تصاحبها آليات واضحة لتحقيقها..   الشعب اعتبر يوم الاستفتاء عرسًا للديمقراطية.. ذهب مبتهجًا منشرحًا في نزهة يمارس فيها لأول مرة خياراته وقناعاته في حرية يستنشق نسيمها راضيًا مسبقًا برأي الأغلبية.. أما الذين أرادوها معركة وذهبوا ليقولوا (لا) لأن الإخوان وغيرهم سيقولون (نعم).. هم الذين تجرعوا مرارة الهزيمة في معركة لم يسع إليها الآخرون.. وهم- أصلاً- مَن أوقد نارها..   ولمصلحتهم- قبل مصلحة الوطن- فإن عليهم أن يطفئوا نارها.. هم وليس غيرهم.. لأنه من يستدعي العفريت.. عليه أن يصرفه. -------------- * نقلاً عن مجلة المختار الإسلامي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل