المحتوى الرئيسى

أحمد إسماعيل محمد يكتب: إوعى تكتب اسمك

05/12 00:24

بعض الناس يغضبون عندما تكتب اسمك على شكوى أو مظلمة لك والبعض الآخر ينظر إلى أسماء الموقعين على الشكوى دون الإهتمام بموضوع الشكوى، والهدف منها، والتأكد عما إذا كانت صحيحة أو العكس. وهدف المشكو له من تتبع مقدم الشكوى ومعرفة شخصيته والوصول إليه، ومحاسبته على ما اقترفت يداه ومعاقبته حتى يكون عبرة لغيره ممن قد يتجرأ ويتناول حبوب الشجاعة، ويكتب شكوى لرفع ظلم أو لكشف فساد، وهى ذات السياسة التى كان يتبعها النظام البائد مع معارضيه، للهروب من المناقشة الموضوعية، وإخفاء الحقائق التى يجب أن تظهر للرأى العام لعدم إيمانه بمبادئ الشفافية والعلانية والحرية فى إبداء الرأى، التى كان ينكرها النظام السابق على الشعب. فأول سؤال كان يوجهه النظام السابق – ومنهم الكثيرين يعيشون بيننا حتى الآن – لماذا تكتب وكيف تجرأت أن تكتب، ناهيك عن الاتهامات الموجهة للشاكى من نوعية "أنت عميل"، "أنت مثير للشغب، وتهدف لزعزعة الاستقرار"، دون أن يهتم أصحاب العقول المتحجرة بماذا أكتب فمن وجهة نظر أصحاب هذه العقول أننى ليس لى حق الشكوى أو الكتابة والمعرفة. فنجد أصحاب هذه العقول منصرفين عن مضمون الشكوى، ويحاولون الهروب من فحواها، التى تكون فى أحيان كثيرة صحيحة، ولكن جيوش المنافقين وكتائب الأفاقين جاهزة للدفاع عن الباطل وإظهاره بمظهر الحق، ولكن ثوب الباطل دائما ما يكون قصيراً يظهر أكثر مما يخفى. وبعض أصحاب الفكر السابق يحاولون تكريس وترسيخ فكرة الخوف لدى الشعب، من خلال بعض العبارات التى تأخذ شكل النصح والإرشاد، مثل "ليه بس تكتب اسمك؟"، "هتجيب لنفسك الدوشة"، "ما تكتب اسم وهمى وخلاص"، "يا عم دع الخلق للخالق وأنت هتعدل الكون"، "تصدق أنت راجل مزعج وغاوى مشاكل"، ونجد منهم من يتسغل بعض الآيات القرءانية والأحاديث لقلب الحقائق، والعياذ بالله، مستغلين مهارتهم الكلامية فى إقناعك بغير الحقيقة، وأن كل شىء تمام، ولكنهم نسوا أنهم مفضوحين للجميع، وهدفهم الوحيد إرهاب الشاكى وإظهاره بمظهر مثير للشغب يجب التخلص منه، دعماً للاستقرار المزعوم، ولخوفهم من حب الناس للشاكى والباحث عن الحقيقة، والتفافهم حوله مستقبلاً باعتباره يقول كلمة الحق فى وجه سلطان جائر. ونجد أغلب رسائل التهديد والوعيد تنهال على الشاكى، لإرهابه وإثنائه عن أفكاره، ومعتقداته ظناً منهم أن ذلك الأسلوب قد يجدى لإثنائه عن آرائه، ولكنهم يفاجأون أنه – أى الشاكى مصر على موقفه ولم تزده التهديدات إلا قوة وتصميم، بل قد تحوله إلى شخصية انتقامية، من كل من حوله بسبب كبت حريته التى قد تؤدى للانفجار فى وجوههم. فأصحاب هذه العقول لم تصل إليهم الثورة حتى الآن، فمن الواضح أنهم يعيشون داخل أبراج عاجية محصنة ضد الثورات، ويتناولون كل صباح مضادات للثورة حماية لهم من أن تصبهم نسائمها، حتى لا يقعوا فريسة للحرية والديمقراطية والشجاعة، وسيظلون هكذا حتى يأتى أجلهم أو تقضى عليهم الثورة. وطلبى الوحيد من أصحاب العقول الرافضة للشكوى أو البحث عن الحقيقة، الذين لم تصل إليهم الثورة أن يساعدوا أنفسهم على الشفاء بتناول منشطات للثورة، وفيتامينات للحرية والشفافية، ومضادات للفبركة والتعتيم على الحقائق، وكريمات مزيلة للتبلد، بعد أن أصابتهم هذه الأمراض، وتملكت من عقولهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل