المحتوى الرئيسى

اختفاء بن لادن يمهد لمرحلة السلام المعتدل بقلم:أسعد العزوني

05/12 23:25

اختفاء بن لادن يمهد لمرحلة الاسلام المعتدل بقلم : اسعد العزوني : بغض النظر، صح خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة الشيخ اسامة بن لادن أم لا ، فان اعلان الخبر بحد ذاته يؤرخ لمرحلة تحول 180 درجة في نظرة أمريكا خاصة و الغرب بشكل عام للاسلام. فبعد أن فعل الرئيس الأمريكي السابق المتصهين بوش الصغير فعلته ،وشن حربا فرنجية على المسمين و العرب واحتل افغانستان ثم العراق ،اثر " غزوتي " واشنطن ونيويرك، وما اشتملتا عليه من أحداث أبرزها انهيار البرجين ومحاصرة طائرة الرئيس في الجو يوم الحادي عشر من ايلول ، 2001تخندقت امريكا ومعها الغرب في مواجهة الاسلام وبدأت مرحلة كادت أن تحدث " صدام الحضارات " ان لم تقع أصلا ،خاصة وأن بوش الصغير أعلن أنه تم العثور على جوازات سفر " المنفذين " تحت انقاض البرجين ،وأنهم ينتمون الى القاعدة علما أن النيران صهرت الفولاذ. لا ادري كيف عجزت تلك النيران عن التهام وريقات جوازات سفر؟ وأظن أن الرئيس الامريكي آنذاك الذي أدخل يهود فكرة معركة " هرمجدون " على رأس سلم أولوياته ،نسي أو تناسى أن القضاء ما يزال عاجزا عن الوصول الى قاتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي منتصف ستينيات القرن المنصرم. ولعل الحقيقة تقول أن هذا القضاء جبن عن تحديد المجرم لأن الرئيس كينيدي قتل بعد أن قال " الى متى ستبقى اسرائيل فوق القانون ؟ ويجب فتح ملفها النووي "! ما زاد الطين بلة هو أن حليف أمريكا في حرب أفغانستان ضد السوفييت رجل الأعمال السعودي الشيخ بن لادن تبنى هاتين " الغزوتين " علانية بالصوت و الصورة، مع أن الأمريكيين أنفسهم لم تنطل عليهم الحيلة، لأن مثل هذه العمليات ليست بفعل تنظيمات مطاردة ،وتعجز عنها حتى قوة مثل السوفييت، ولن يقوى عليها الا أجهزة استخباراتية قوية وجهات متنفذة وهؤلاء لن يكونوا الا " يهود و اليمين الامريكي ". منذ ذلك اليوم و الفجوة بين أمريكا و الغرب من جهة وبين العرب و المسلمين من جهة أخرى ، تتسع لتعمق الشرخ الى أن وصلت الأمور الى محاربة الحجاب وحرق نسخ من القران الكريم و الاعتداء على المساجد بعد شيطنة الاسلام وتصوير أتباعه المسلمين بأنهم شر مستطير، بينما يهود الذين يعدون السيد المسيح عيسى عليه السلام كافرا وأمه البتول مريم عليها السلام تتقن عمل البغي و الحمل السفاح من طائفة الحمام الأبيض المسالم. أصبحت " القاعدة " التي يتزعمها بن لادن فزاعة وعنوان للكراهية في العالم و الويل لمن تدخل سيرته في ماكينات الاعلام الأمريكي – الغربي المتصهين مع أن " القاعدة " لم تقترب من القدس وفلسطين لتحريرها من ربق الاحتلال الاسرائيلي ولم يظهر اسم القاعدة في هذه المنطقة سوى للترويج لحصار غزة فقط. عندما بدأت حرب " تحرير " افغانستان من السوفييت في ثمانينيات القرن المنصرم ،تحالف الاسلام السياسي مع ،أمريكا وبرز بن لادن بأمواله رمزا سانده بذلك الأنظمة العربية التي لم تعترض على " شحن " الشباب العربي المتعطش لتحرير فلسطين الى أفغانستان، كانت التنظيمات الاسلامية المعنية " تشتري " الشاب بستة الاف دولار يدفع نصفها للشاب وأهله فيما هي تستحوذ على النصف الاخر " عمولة سمسرة " ،ناهيك عن قيام الأنظمة في الخليج بدعم هذه الحرب بكل ما تدفق عليها من البترو – دولار انظلاقا من تحالف أهل الكتاب ضد السوفييت " الملحدين ". ووصل الامر بالمشايخ أن يقسموا بالله العظيم أنهم رأوا بأم أعينهم " المجاهدين " في افغانستان وهم يصوبون " سباباتهم " باتجاه طائرات السوخوي السوفيتية فيسقطونها محترقة بعد ان يقولوا " لا اله الا الله " ،كما أنهم رأوا " جداول " المسك وهي تسيل من جثث المجاهدين الأفغان في جبال وأودية أفغانستان المزروعة بالحشيش و المخدرات . لعل اصعب موقف في حياتي كان حوارا مع كبار هؤلاء المشايخ الممولين في احدى الدول الخليجية عندما قالوا لي أنهم يحبون هؤلاء المجاهدين لأنهم يصلون جماعة ولا يتعاطون المنكر و لا يحبون النساء عكس الفدائيين الفلسطينيين في لبنان وأجبتهم في لحظة نزق أن الاعلام الأمريكي أراد اظهار هؤلاء المجاهدين بهذه الصورة لحاجة في نفس يعقوب وأنه لا يرغب باظهار الفدائيين الفلسطينيين بهذه الصورة لنفس حاجة يعقوب أيضا !!! لا أحد ينكر أن تزاوج الاسلام السياسي و الامبريالية الأمريكية في افغانستان قد أفلح كثيرا لكن نهايته كانت مؤلمة فقط للأنظمة العربية التي " شحنت " شباباها الفارغ الى افغانستان للقتال ضد السوفييت، ثم يعود من بقي حيا منهم الى بلاده مدججا بالفكر و الحقد و الأيديولوجيا المتطرفة فيطاردوا ويتم وضعهم في السجون وأطلق عليهم الاسم المرعب " الافغان العرب " . كان هذا التزاوج لصالح أمريكا بالكامل فهي التي دخلت مع اسرائيل الى افريقيا بعد تفجيرات بن لادن هناك لمواجهة المد الصيني التنموي و التخويف من أسلمة أوروبا بعد دعوة بن لادن الاوروبيين للاسلام ناهيك عن احتلال العراق وغير ذلك من مواقف وأحداث . كان العرب في الجاهلية قبل الاسلام يصنعون تمثالا من التمر ويصلون له ثم يلتهمونه بعد جوع وهاهي أمريكا تقتل صنمها بعد أن جلب اليها العديد من النساك . بقي القول أن كافة المؤشرات تفيد أن الحقبة المقبلة ما بعد بن لادن هي مرحلة " أوبامية " بامتياز بعد طي المرحلة البوشية – بن لادن، وها هي الثورات العربية تمهد لهذه المرحلة لأن الاسلام المعتدل الذي صنعته أمريكا هو الذي سيحل مكان الاسلام " المتطرف " الذي يرمز الى بن لادن والا ما تفسير غض طرف الاسلاميين المصريين عن كامب ديفيد ودمج حركة حماس الفلسطينية في حكومة وحدة وطنية بعد المصالحة الأخيرة في القاهرة،هل جاء ذلك من فراغ ؟ " ليس كل ما يعرف يقال ، لكن الحقيقة تطل براسها "!!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل