المحتوى الرئيسى

عمرو حسين يكتب: إجابة السؤال الحائر: هل نجحت ثورتنا؟

05/11 21:33

عمرو حسين يكتب: إجابة السؤال الحائر: هل نجحت ثورتنا؟27 أبريل 2011 |الجريدة (خاص) : كتب عمرو حسينأصدر الثوار فى بنى غازى بيان هام، هذا جانب منه: “من حكم الأتراك إلى جور الطليان إلي عهد الرجعية والرشوة والوساطة والمحسوبية والخيانة والغدر ، وهكذا منذ ألآن تعتبر ليبيا جمهورية حرة ذات سيادة تحت اسم(الجمهورية العربية الليبية) ، صاعدة ، بعون الله إلى العمل إلى العلا ، سائرة في طريق الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية . كافلة لأبنائها حق المساواة ، فاتحة أمامهم أبواب العمل الشريف ، لا مهضوم ولا مغبون ولا مظلوم ولا سيد ولا مسود ، بل إخوة أحرار في ظل مجتمع ترفرف عليه- إن شاء الله- راية الرخاء والمساواة…”نسيت أن أذكر أن هذا البيان لم يصدر عن الثوار الحالين فى بنى غازى و لكنه صدر عن الثوار من الجيش فى الانقلاب الذى حدث فى 1969م و تلاه يومها الضابط الشاب معمر القذافى. يومها هلل الليبيون بالثورة و بقائدها الشاب ذو الكاريزما الذى وعدهم بالرخاء و العدالة الاجتماعية. بعد 41 عاماً من هذا الانقلاب أستطيع أن أقول أن الشئ الوحيد الذى نحقق هو طموح القذافى فى السلطة و الثروة أما باقى أهداف الثورة فقد تحقق العكس تماماً، فلا عدل و لا مساواة و لا عدالة اجتماعية و تفشت الواسطة و المحسوبية و صارت ليبيا من أكثر الدول فساداً حتى أن الرشاوى أصبحت الأصل و تعطلت التنمية بسبب الفساد. السؤال الآن هو: كيف نعرف أن الثورة (أى ثورة) نجحت أو فشلت؟ و كيف نعرف أنها ثورة بالفعل؟يجب أن نفرق بين حالات ثورية كثيرة: هناك حركات انفصالية و هناك تمرد و هناك انقلابات عسكرية و هناك حركات إصلاحية و هناك بعد كل ذلك ثورات شعبية. هناك كثير من الأحداث فى التاريخ مما يطلق عليها مجازاً ثورات لم تكن ثورات حقيقية للشعب مثل ثورة 1952م فى مصر و ثورة الفاتح (ربنا يقفلها فى وشه) 1969م فى ليبيا. بل كان كلاهما أقرب إلى انقلاب عسكرى قام به الجيش و باركه الشعب وقتها طمعاً فى حياة و مستقبل أفضل. بعد قراءات كثيرة و سماع آراء بعض الخبراء أستطيع تلخيص مقاييس نجاح أى ثورة فى الآتى: 1. أهداف سريعة فورية: القضاء على النظام الفاسد فوراً (و كثير من الثورات سقطت عند هذه النقطة و فشلت). 2. أهداف قصيرة أو متوسطة المدى(من عدة شهور لسنة أو اثنين): بعد نجاح المرحلة الأولى تبدأ مرحلة الانتقال الفعال الآمن إلى الدولة بالنظام الجديد. 3. أهداف طويلة المدى (عدة سنوات): بعد عبور المرحلة الثانية بنجاح يبدأ التفكير فى تحقيق الأهداف الأصلية النى قامت من أجلها الثورة.ننتقل الى ثورتنا فى مصر فى 25 يناير التى أرى أولاً أنها ثورة شعبية سلمية حضارية، قضت فى 18 يوم فقط على نظام فاسد استمر طويلاً جداً فى الحكم و ها هى رموزه تُحاكم الآن. ثانياً وافق الشعب على حزمة تعديلات دستورية تتيح له انتخابات حرة للمجالس النيابية و الانتخابات الرئاسية مما يعنى أنه لو أصبح لنا مجالس منتخبة بانتخابات نزيهة و رئيس منتخب قبل نهاية السنة فسنكون أتتممنا المرحلة الثانية بنجاح باهر.أما النجاح على المدى الطويل فيحتاج لتضافر جهود الكثير من المصريين للعمل الجاد لسنوات، و لعل إطلاق انشاء الأحزاب وكفالة حرية ممارسة العمل السياسى و وجود برلمان منتخب حقيقى و إعلام حر لا ينافق السلطة من أهم عوامل التى تضعنا على أول الطريق الصحيح. يقول الأستاذ أحمد المسلمانى -الصحفى و المحلل السياسى و مقدم برنامج الطبعة الأولى على قناة دريم- أن هناك البعض ممن قاموا بالثورات و انشغلوا بعدها بالاحتفالات الثورية المستمرة مثل تى شيرتات جيفارا و احتفالات القذافى السنوية دون الالتفات لأهداف الثورة. نحن لم نقم بالثورة لنحتفل بها، فبعد مرحلة أغنيات الشهداء و أغنيات الثورة، نحن نستعد الآن لمرحلة أفلام الثورة. و أنا لست ضد هذا و لكن ما أريده ألا تنسينا الأغانى و الأفلام ما كنا فيه و ما منً الله علينا به فنكون كالقذافى. نريد أن نكمل ثورتنا البيضاء حتى النهاية لتكون مرجعاً فى كتب التاريخ لأى أمة تريد أن تتغير و لتكون أيضاً عبرة لكل ديكتاتور، فهل نفعلها و نكمل معاً كتابة التاريخ؟بإمكانكم دومًا متابعة آخر أخبار الجريدة عبر خدماتها على موقع تويتر أو عبر موقع فيسبوك. google_ad_client="ca-pub-7775829105464138";google_ad_slot="2278089965";google_ad_width=336;google_ad_height=280; اقرأ أيضًا:البورصة المصرية تغلق على هبوط حاد وخسارة 29 مليار جنيه بعد "يوم الغضب"الجيش يقيم أسلاكا شائكة عند مداخل ميدان التحريرجوزيه: سقوط قتلي وضرب المصريين لبعضهم جعلني أغادر فورا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل