المحتوى الرئيسى

رمضان عبد الوهاب يكتب: الفتنة نائمة فمن يريد إيقاظها؟

05/11 19:26

كل شىء قد تغير بعد ثورة 25 يناير وتحول إلى النقيض فبالرغم ما حققته الثورة العظيمة من مكاسب أهمها إعادة ثقة المواطن المصرى بنفسه واستعادة مصر دورها الإقليمى والعربى إلا أنها قد أحدثت تداعيات خطيرة، جلبت على المواطن نفسه الكثير من المخاوف التى كان يخشى عواقبها وأهمها إثارة الفتنة الطائفية والانفلات الأمنى والمطالب الفئوية. كل هذه المشاكل مجتمعة لاشك أنها تؤثر على أى دولة فى العالم و تعكس مدى الظروف الصعبة المحيطة بمصر فى الوقت الحالى و التى ترتب عليها تباين المواقف والآراء فالسجال القائم بين السلفيين والأقباط والذى بدأ مع قضية كامليا شحاتة أو غيرها ولم ينته إلى اليوم ناهيك عن وضع السلفيين أنفسهم أنوفهم فى كل كبيرة وصغيرة وكأنهم رسل الهداية والإصلاح فى الأرض، فإن ذلك يعد من تداعيات الثورة. فماذا يعنى السلفيون إن كانت كامليا اعتنقت الإسلام إن صّح القول أم أنها لا تزال على معتقدها المسيحى، وهل إسلام كامليا عند السلفيين وغيرهم أهم من قضايا سائر الوطن ؟0 والحقيقة إن كان التفكير بهذا المنطق ففيه حماقة وبعدا عن الصواب بالقياس إلى أهمية الحفاظ على أمن مصر واقتصادها المهددين الآن بالانهيار بسبب هذه الخلافات. أعتقد أن فحوى هذه الخلافات غير المبررة قد ترتب عليها أحداث إمبابة الأخيرة والتى امتدت الى التحرير ثم ماسبيرو ومن قبلهم أطفيح والمقطم و التى راح ضحيتها العشرات من المواطنين وكذلك المئات من الجرحى وجميعهم من المسلمين والمسحيين والتى ترجع روايتها إلى أن السلفيين اعتقدوا أن كاميليا قد أسلمت ولذلك تم احتجازها بالكنيسة رغما عنها و الحقيقة أنها لا تزال تعتنق الدين المسيحى بالإضافة إلى قضية أطفيح التى كانت هذه المرة بين مسلمة ومسيحى ونجم عنها هدم الكنيسة وقد تم احتواءها بفضل حصافة الحكماء ومرونة الطرفين حيث تبين أن الحالة فردية وليس فيها تعمد الإساءة إلى المعتقدين 0 غيران التجاذب كان لا يزال قائما بين الفريقين بعيدا عن الكياسة وضبط النفس لذلك استيقظت خلايا الفتن النائمة بين الطائفتين من ثباتها العميق وأذكها فلول النظام البائد بغرض استهداف أمن مصر واستقرارها فكل ما يعنيهم فى المقام الأول هو أن تنتشر الفوضى الخلاقة فى أرجاء الوطن حتى لو أدى ذلك إلى حرقه وذلك تخوفا منهم من أن تستعيد الجهات المعنية أموال الشعب التى نهبوها من اقتصاد مصر ومواردها عبر السنوات الماضية والتى تعّد بالمليارات وخشية من أن يجدوا أنفسهم ذات يوم فى غياهب السجون إلى جانب سادتهم من رؤوس النظام السابق لذلك لم يألوا جهدا فى إشعال فتيل الفتنة بين الطائفتين والذى نجم عنه سقوط قتلى وجرحى من الفريقين وعلى كل حال فان دم المصريين غال ولا يصح لأحد من الفريقين إهداره مهما كانت الأسباب فالدين لله والوطن للجميع . ويبقى القرار هنا للمجلس العسكرى لتفعيل قانون مثيرى الشغب ضد من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن حتى تسترد مصر الدولة استقرارها وتعود إليها هيبتها المفقودة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل