المحتوى الرئيسى

"العربية" تتقصى مَنْ تبقى من النجديين في الزبير جنوب العراق

05/11 17:47

البصرة - علي الخلف الباحث عن آخر "النيادة" في الزبير كما الباحث عن درّة بعينِها وسط بحر من البشر متلاطم الأمواج، والنيادةُ تعني النّجادةَ نسبةً الى نجد. توصلت "العربية" بعد جهد لواحد من أصل ثلاثة أو أربعة هم كل الباقين في قضاءِ الزبير من ذاك الجيل، إنه "بوعيد" محسن الشرهان، نجدي عمرُه 77 عاماً بقي وحيداً في الزبير منذ أن تركَهُ الاهلُ راجعين الى المملكةِ العربيةِ السعودية، دخلت "العربية" بيتَهُ وكأنها تدخُلُ كوخاً من الزمن البعيد، بيت قديم وأثاث أقدم وصور معلقة للاهل والاحِبّة. يرجع بوعيد بذاكرتِه إلى أيامِ صِباه، كانت خلالهَا الزبير يحكُمها شيوخُ الابراهيم والزهير وكان هو صديقُ أبنائِهم، إذ كانوا يدرسون في مدرسةِ النجاة، وكان جدُّه عبدالوهاب الشرهان إمامَ مسجدِ الابراهيم في الزبير. ولأن قلوب الزبيريين تَسَعُ من الأحباءِ ألفاً توافدَ أصدقاءُ بوعيد على منزلِه بعد أن علِموا بوجود "العربية" هناك، والمفاجأةُ كانت مجيء ابراهيم الفريح، وهو نجدي آخرُ يحمِلُ لوعةَ من ذهبوا وتركُوه وحيداً. ولم يتزوج بوعيد وبقيَ وحيداً طوالَ حياتِه، لكنه أحبّ الزبير فوهب لها روحَهُ وعمرَهُ، ولم تبق له سوى صور قديمة، وبيت موحش وقلب كبير يحمِل خيط حب عتيق يمتدُ من الزبير الى الرياض.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل