المحتوى الرئيسى

الغرب يغض الطرف عن كبح الاحتجاجات في البحرين

05/11 15:47

- بيروت– رويترز Share var addthis_pub = "mohamedtanna"; اطبع الصفحة var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." }; var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live'; يعد مصير الاحتجاجات في البحرين تذكرة قاسية بتغليب الاعتبارات السياسية لقوى إقليمية وغربية على التطلعات الإصلاحية، حتى في عالم عربي تجتاحه انتفاضات شعبية ضد حكام شموليين من راسخي الأقدام. فالبحرين ليست ليبيا أو سوريا، ولكن التغاضي الغربي عن حملة الأسرة السنية الحاكمة لكبح الاحتجاجات يلمح إلى أن مصالح مثل القاعدة البحرية الأمريكية في المنامة والعلاقات بالمملكة العربية السعودية أكبر دولة مصدرة للبترول في العالم، والحاجة إلى احتواء إيران المجاورة تفوق أي تعاطف مع تظاهرات مطالبة بالديمقراطية، غالبية من شاركوا فيها ينتمون للأغلبية الشيعية. وقال نبيل رجب، من مركز البحرين لحقوق الإنسان: "كان رد فعل الغرب متخاذلا، ويشي بازدواج في المعايير في السياسة الخارجية مقارنة بليبيا، فالنفوذ السعودي في البحرين هائل جدا الآن، ولم يتصد له الغرب، ما أصاب كثيرين بالإحباط، إنهم يفقدون الحظوة لدى الداعين للديمقراطية في البحرين". كما لم تثبت إيران على مبدأ واحد، ففي حين انتقدت بشدة معاملة البحرين لمواطنيها الشيعة، وأشادت بالانتفاضات العربية في دول أخرى بوصفها "صحوة إسلامية" استثنت الانتفاضة في سوريا حليفتها العربية الوحيدة، ووصفتها بمؤامرة أمريكية إسرائيلية. وأعلن ملك البحرين أن الأحكام العرفية التي فرضت في مارس عقب وصول قوات سعودية للمساعدة في إخماد الاحتجاجات سترفع اعتبارا من الأول من يونيو قبل أسبوعين من الموعد المحدد لإنهاء العمل بها. وسيكون ذلك قبل يومين من انتهاء المهلة التي حددها منظمو بطولة العالم للسيارات "فورمولا 1" للبحرين، لاتخاذ قرار بإعادة تحديد موعد البطولة التي كان مقررا أن تستضيفها في 13 مارس، وتأجلت البطولة بسبب الاضطرابات التي اجتاحت البلاد. وتحرص البحرين على إثبات عودة الاستقرار عقب الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل 29 شخصا على الأقل، جميعهم من الشيعة، باستثناء 6 منذ أن بدأت في فبراير. وباستثناء توبيخ شفهي ضعيف وقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى جانب البحرين، فيما بدأت حملة يبدو أنها تهدف إلى معاقبة الشيعة بصفة عامة وليس فقط الداعين لمزيد من الحريات السياسية ونظام ملكي دستوري وإنهاء التمييز الطائفي. وكان بعض المحتجين قد تمادوا أكثر لحد المطالبة بالإطاحة بأسرة آل خليفة السنية التي تحكم البحرين منذ 200 عام. واعتقلت البحرين، التي اتهمت إيران بإثارة الاضطرابات، مئات المحتجين، وحاكمت العشرات أمام محاكم خاصة، وفقد البعض الآخر وظائفهم في الحكومة. وشملت الحملة ساسة وصحفيين، بل وعاملين في القطاع الطبي، وتوفي 4 من المعتقلين أثناء احتجازهم، وتنفي الحكومة تقارير جماعات حقوقية عن تعرضهم لتعذيب وسوء معاملة. وفي الشهر الماضي أوردت جمعية الوفاق الوطني الحزب المعارض الرئيسي في البحرين أنه جرى هدم ما لا يقل عن 25 مسجدا شيعيا غالبا أثناء الليل، ووصفت السلطات المساجد بأنها مبان غير قانونية. وصورت وسائل الإعلام الموالية للحكومة المحتجين كخونة يلجؤون إلى العنف مدفوعين بمخططات طائفية للإطاحة بالسنة بتشجيع من إيران الساعية لتوسيع نطاق نفوذها. وقال جوشوا لانديس، خبير شؤون الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما: "قتلت البحرين من مواطنيها ضعف العدد الذي قتلته سوريا بالنسبة والتناسب مع عدد السكان، ورغم ذلك لقي سفيرها ترحيبا في حفل الزواج الملكي في بريطانيا، ومنحت البحرين تصريحا بقمع الثورة فيها، إما لأن الشيعة لا يحظون بنفس التقدير الرفيع الذي يحظى به السنة نتيجة عداء الغرب لإيران وخوفه من (هلال شيعي)، كما يردد دائما، أو بسبب العلاقات القوية التي تربط الولايات المتحدة والسعودية وحاجتها للبترول والقواعد العسكرية في الخليج الفارسي". وينفي مسؤولون غربيون عن أنفسهم تهمة النفاق في القيام بعمل عسكري ضد الزعيم الليبي معمر القذافي والاكتفاء بتوبيخ البحرين. وقال إليستير بيرت، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية "ثمة اختلاف كبير بين الحالتين"، مشيرا إلى دعوات من داخل ليبيا والجامعة العربية لكبح القذافي العازم على قتل شعبه، وتابع، "سنواصل تقديم احتجاجات للبحرين، ولكن في البحرين تجري عملية سياسية تتمثل في الحوار بين جماعات مختلفة، وسنشجع على استمراره". لكن التدخل السعودي قضى على أية فرصة سريعة للحوار السياسي في البحرين، بعد أن أسكت المتشددون في أسرة آل خليفة الحاكمة الإصلاحيين بقيادة ولي العهد. ووجهت واشنطن انتقادا خافت النبرة لحليفتها البحرين علنا، ولكن حتى بعض ساسة الشيعة يعترفون بأنها أبدت انتقادات في محادثات خاصة. وقال جاسم حسين، من جمعية الوفاق، "ثمة ضغط مستمر من الحكومات الغربية وبصفة خاصة من الولايات المتحدة، ولكنه ضعيف نظرا للعلاقات الودية مع البحرين". وتحاول الولايات المتحدة تحقيق توازن بين مصالحها ومبادئها، فيما تهدد الانتفاضات أصدقاء وخصوما عربا على حد سواء، وتبنت موقفا وسطا بشأن سوريا. وشددت الولايات المتحدة العقوبات لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه القوة ضد المتظاهرين، ولكنها لم تصل لحد المطالبة بالإطاحة بنظام تراه ضروريا لاستقرار المنطقة، وإن كان بغيضا على حد قولها. وقال مرهف جويجاتي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن: "أفلتت البحرين من نوع الانتقادات التي وجهت إلى سوريا مراعاة للسعودية التي لا مصلحة لها على الإطلاق في إجراء إصلاحات في البحرين ناهيك عن تغيير النظام. "الأهم أن البحرين حليفة السعودية والولايات المتحدة بها مقر الأسطول الخامس الأمريكي،ن ولواشنطن مصلحة كبرى في استمرار هيمنة الأسرة الحاكمة في البحرين الموالية للولايات المتحدة والمعادية لإيران". وفي الوقت الراهن قد تكون البحرين أخمدت الاحتجاجات، ولكنها دفعت ثمنا باهظا بتسببها في جرح وطني، وإحداث ضغينة طائفية وتوتر إقليمي، ويصعب تخيله أنه نهاية القصة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل