المحتوى الرئيسى

انفُض السجادة

05/11 08:06

السجادة الغالية تستحق منك أن تخرج بها فى البلكونة لتعدمها العافية حتى تخلصها من كل ما عشش فيها من أتربة وحشرات، سجادة الثورة بحاجة إلى هذه التنفيضة الجماعية ليس لأنها أغلى ما نمتلك فى بيتنا ولكن لأننا لا نمتلك غيرها أصلا. انفُض الـ100 يوم الماضية جيدا واستعد لياقتك الذهنية من جديد، غيّر الاستراتيجية التى تحكم بها على الأمور والأشخاص، تحرر من الأحكام النهائية التى قد تندم عليها مستقبلا، استقبل من الجميع أفكارهم مهما كانت درجة إيمانك بهم ثم ضع ثقتك فى نفسك، وأعد تقييم هذه الأفكار، فارفض واقبل، لا تأخذ المسائل كومبو،  نحن فى فترة فتنة ولا يوجد أى مبرر لأن يكون تقييمك نهائيا، لا ترتح لأحد بشكل يجعلك أسير معتقداته ولا تعادِ شخصا ربما تجد فيما يقوله فكرة هى الحق بعينه، لا يوجد دليل واحد على أن شباب الثورة الذين تراهم على الفضائيات هم شباب الثورة فعلا، ولا يوجد دليل على أن السلفيين الذين تراهم فى مقاطع الفيديو هم السلفيون فعلا، ولا يوجد دليل على أن دعاة الليبرالية ليبراليون فعلا، ولا يوجد دليل على أن الذين يغذونك بالأفكار من أمام الكاميرات يؤمنون بها فعلا ولا يقولون لك كلاما لاستدرار إعجابك. تخلص من أحكامك سابقة التجهيز، لا دليل على أن الدكتور عصام شرف هو أفضل من يقود البلد فى هذه الأيام، ولا دليل على أن وزير الداخلية الحالى هو الرجل المناسب فى الوقت المناسب، ولا دليل على أن من نصبوا المكلمة فى كل مكان هم حماة الثورة، ولا دليل على أن الشرطة ستعود للعمل بقوة، ولا دليل على أن القائمين على البلد يمتلكون بدائل لهذا المأزق، ولا دليل على أن زيارة أفريقيا والخليج أهم من زيارة مصر نفسها حاليا «بيت بيت» و«زنقة زنقة»،  ولا دليل على أن ما حدث فى إمبابة مؤامرة (كلمنى عن مؤامرة بدأت قبل الثورة بخمسة أشهر وكانت تتنبأ بالثورة والانفلات الأمنى وتضعهما فى حساباتها حتى تصنع من الأمر كله موقعة إمبابة)، صدق أن رجلاً خسيساً محسوباً على الإسلام كذباً راود امرأة عن نفسها وأوقعها فى الفخ ففرت من زوجها وتزوجته عرفيا (أين الدين فى الموضوع؟)،  صدق أن هذه الواقعة التى انطلقت من أعماق الصعيد فى أسيوط لو كان طرفاها الاثنان مسلمين لذبحهما الأهالى ودفنوهما دون تصريح، لا تعط مخك لأى داعية، لا تجعل مخك نسخة من طبق الجنازة الذى يمد الجميع أياديهم فيه، تسأل عن الطبيب ألف مرة قبل أن تذهب إليه ليعالجك، فلماذا لا تسأل قبل أن تعرف حقيقة الشخص الذى تذهب إليه ليعلمك؟! صدق فطرتك وتعلم من قصة سكان الجزيرة المجهولة الذين زارهم يوما رجال دين كانوا على سفر فى البحر، سألوا سكان الجزيرة كيف تصلون؟  فقالوا نقف ونقول: يا الله نحن هنا، وأنت دائما حولنا فلتكن كذلك أبدا.. ضحك رجال الدين وعلموهم صلاة صحيحة، وبعد شهور بينما رجال الدين على مركبهم فى طريق العودة مروا بالجزيرة فلمحوا أحد الرجال يلوح لهم فلوحوا، فأتأهم الرجل سائرا على الماء حتى وصل إلى السفينة، اندهشوا من هذه المعجزة وسألوه «ما الذى حدث» فقال لهم «لقد نسينا الصلاة التى علمتها لنا وعدنا لصلاتنا» فابتسم رجل الدين له قائلا «لا يهم.. حافظ على صلاتك التى تعرفها.. إن كل الصلوات صالحة». [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل