سكايب.. الماضي، الحاضر والمستقبل

كنا ننتظر فصولا مشوقة من سباق محموم بين فيسبوك وجوجل للفوز بصفقة استحواذ على (أو شراكة إندماجية مع) سكايب. غير أن مايكروسوفت دخلت السباق وحصلت على سكايب بسعر مبالغ فيه جدا وصل إلى ثمان مليارات ونصف مليار دولار أمريكي. وهي صفقة الاستحواذ الأغلى في تاريخ مايكروسوفت.ليست هذه المرة الأولى التي تباع فيها هذه الشركة الناشئة لتصبح منتجا تابعا لشركة كبيرة أخرى. فقد سبق وأن حصلت شركة المزادات الإلكترونية eBay على سكايب، سنة 2005 بمبلغ 2.6 مليار دولار. إلا أنها قامت سنة 2009 ببيع نسبة 70% من الشركة لمجموعة من المستثمرين، منهم المؤسسين الأوائل لسكايب، بمبلغ 1.9 مليار، واحتفظت إيباي لنفسها بنسبة 30% من الشركة التي أصبحت قيمتها السوقية آنذاك 2.75 مليار دولار.قصة البدايةبدأت القصة في لوكسمبورغ ببرنامج لمشاركة الملفات على الإنترنت، باسم KaZaA، سنة 2001، يعتمد أسلوب الند للند في نقل البيانات. بدأ مجد تلك التطبيقات مع نابستر، وانتهى أيضا مع نابستر بسبب الأحكام القضائية التي استهدفت تلك التطبيقات التي كانت تستخدم بشكل أساسي لنسخ ونقل الملفات الموسيقية بشكل غير قانوني.التقنية المميزة التي اعتمد عليها KaZaA في نقل الملفات بسرعة وكفاءة عالية، ساعدت المؤسسين على تحويل فكرة مشروعهم من برنامج لمشاركة الملفات إلى برنامج لإجراء المكالمات الهاتفية مجانا عبر الإنترنت.كانت الفكرة مميزة، فحصل المؤسسان Niklas Zennström وJanus Friis على تمويل استثماري لتمويل فكرتهما الجديدة وبدءا سكايب سنة 2003، كبرنامج لإجراء المكالمات عبر الإنترنت، يتيح المهاتفات مجانا بين حسابات سكايب، ويسمح بالمكالمات بين سكايب والهواتف الأرضية والمحمولة مقابل إشتراك بسيط.المستقبل الغامضاستمر نمو سكايب سريعا. استحوذت إيباي على سكايب سنة 2005. تم إضافة دعم مكالمات الفيديو سنة 2006. تجاوز عدد المستخدمين 600 مليون عضو… لكن ما تزال مشكلة العائدات المالية مقلقة. فالشركة ليست مربحة بعد، ولم تتجاوز الإيرادات الصافية لعام 2010 مبلغ 860 مليون دولار، محققة 7 ملايين كخسارة للشركة. ومبلغ صفقة استحواذ مايكروسوفت على سكايب يتضمن أكثر من مليار دولار لتغطية ديون سكايب.السؤال الآن، ما هو مستقبل سكايب وما الذي تخطط له مايكروسوفت؟سيتيح سكايب لمايكروسوفت دفعة قوية في مجال منتجات قطاع الأعمال، حيث سيساعد سكايب بدعم مايكروسوفت المالي على مواجهة سيسكو في توفير بديل للشركات المستخدمة لحلول مؤتمرات الفيديو والخدمات التشاركية عبر الإنترنت.سيكون بإمكان مايكروسوفت أيضا دمج سكايب مع تطبيقاتها ومنتجاها المتعددة الأخرى، مثل أوتلوك وXbox Kinect. وكذلك من المحتمل دمج سكايب مع فيسبوك. ويبقى الهدف الأبرز لهذه الصفقة هو دعم نظام ويندوز فون 7، ومنافسة خدمتي Apple Facetime وGoogle Voice. إذ سيتيح سكايب لمايكروسوفت فرصا كبيرة لشراكات متعددة مع شركات تصنيع الهواتف وشركات الإتصالات.الاحتمالات كثيرة لكيفية استفادة مايكروسوفت من سكايب، لكن التخوفات أيضا كثيرة، وذلك راجع بشكل أساسي لسياسات مايكروسوفت التي أبعدت عنها الكثير من المستخدمين الذين لن يكونوا سعداء باستخدام منتج يحمل العلامة التجارية لمايكروسوفت، كما أن فشل مايكروسوفت في عمليات دمج لمنتجات استحوذت عليها سابقا، يثير القلق حول ما إذا كانت مايكروسوفت قادرة على مواصلة تطوير سكايب أم أنها ستفشل في ذلك وتقتل هذه المنتج المحبوب لدى كثيرين.