المحتوى الرئيسى

كل يوم

05/11 00:10

المصالحة والجدار والاستيطان‏(5)‏ وأخــــــيرة لست في حاجة إلي القول صراحة أن خطورة الجدار العازل علي مستقبل الحلم الفلسطيني لإقامة الدولة المستقلة لا يقل خطورة عن الاستيطان لأن الجدار العازل يحول الضفة الغربية إلي كانتونات منفصلة تتطابق مع برنامج شارون لإقامة دولة فلسطينية علي42% من الضفة الغربية دون تواصل جغرافي.. والخطورة الأكبر تكمن في الموقف الأمريكي الذي لا يري في بناء الجدار ما يشين حيث أن أمريكا تري أنه من حق إسرائيل أن تتخذ القرارات المتعلقة بإجراءات الأمن التي تحتاج لاتخاذها. ومن هنا يجب أن تكون نقطة البداية قبل القبول بالذهاب إلي المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي هي ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب التي تتخذها إسرائيل في هذا الصدد وليس فقط بحث الترتيبات الأمنية وذلك بالإصرار علي وقف بناء الجدار العازل الذي لم تتطرق له خريطة الطريق والعمل علي تفكيك المستوطنات الجديدة الثابتة ووقف مشروعية توسيع المستوطنات وعدم الاكتفاء بإعلام الحكومة الإسرائيلية عن تفكيك بؤر استيطانية صغيرة تضم بعض الكرفانات المتنقلة. إن من الواضح أن مشروع الجدار العازل وتكثيف المستوطنات سيعيق قيام الدولة الفلسطينية القابلة للوجود والاستمرار... فبين الجدار العازل والمستوطنات اليهودية ترغب إسرائيل في حصار الدولة الفلسطينية الوليدة وبين مطالب إسرائيل الأمنية وما تتخذه علي الأرض من إجراءات تهدد الدولة الفلسطينية ذاتها يجد الفلسطينيون أنفسهم محاصرين بين خيارين إما استئناف المقاومة العنيفة دفاعا عن الحقوق الأساسية للفلسطينيين وإما مواصلة الهدنة والبدء في التفاوض لمجرد التفاوض علي ضوء النتائج الكارثية للجدار والاستيطان. والواقع أن السبب الحقيقي وراء هذا المأزق الفلسطيني يكمن في غياب الأطر الواضحة التي علي أساسها ستتم تسوية قضايا الوضع النهائي في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل بوتيرة متسارعة الاستيلاء علي المزيد من الأراضي الفلسطينية ومن ثم فإن خطوة المصالحة بين فتح وحماس يجب أن تؤدي إلي اتفاق حول إطار التسوية المحتملة. ويعزز من موقف الفلسطينيين اليوم بعد إتمام المصالحة أن هذا الجدار العازل ومعه المستوطنات يندرج طبقا للقانون الدولي ضمن جرائم الفصل العنصري المنصوص عليها صراحة في المادة الثانية من الاتفاقية الدولية لعام1978 والتي جري تطبيقها ضد سياسات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. وكما قلت منذ البداية فإن الاستيطان والجدار هما الجناحان الأساسيان لنظرية الحائط الحديدي التي اعتمدها جابوتنسكي الأب الروحي للحركة الصهيونية لتكون هي المرجعية والبوصلة لمخطط اغتصاب فلسطين من النهر إلي البحر! وأعتقد أن أهل فلسطين أدري مني ومن غيري بهذه المخططات الإسرائيلية مثلما هم أدري بالعقلية التفاوضية الإسرائيلية المراوغة!   خير الكلام: << النفوس الوضيعة تتغذي بالشهوة وترتوي بالحقد وتتنفس الحسد[email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل