المحتوى الرئيسى

مهرجان كان السينمائي الدولي (1): أيام كان.. مهرجان التناقضات الكبيرة

05/11 09:15

«كان»، من بين تعريفات كثيرة لا تنتهي، هو المهرجان السينمائي الوحيد الذي يجمع سينما المؤلف وسينما النجوم في مكان واحد. وله الحق كله أن يشعر بأنه هو صاحب المهرجان وباعثه؛ ذلك لأن المهرجان يمنح هذين الجانبين المتناصفين في العمل السينمائي حجما موازيا: مؤلفو السينما حاضرون بأعمالهم الذاتية والخاصة، ونجوم السينما حاضرون بالقوة ذاتها. فإلى جانب أفلام ترنس مالك وبدرو ألمودوفار وناوومي كواسي وناني موريتي ولين رامزاي وجان بيير ولوك داردين ولارس فون تراييه وسواهم، هناك حضور مكثف من نجوم السينما الفرنسية والعالمية، من براد بيت وأنجيلينا جولي المحترفين للمراسم والحفلات وحضور المهرجانات إلى الوجوه الجديدة نوعا على هذه المناسبات مثل حفصية حرزي وزوجة الرئيس الفرنسي كارلا بروني ساركوزي. تناقض؟ بالتأكيد هناك قدر كبير منه. المهرجانات السينمائية التي تنوي دفع السينما الفنية إلى الأمام لا تحاول أن تضع سينما المؤلف وسينما النجوم في موكب واحد وعلى شاشة عرض مشتركة. والمهرجانات ذات الطابع الاحتفائي قد تجد نفسها في سياق التضحية بالسينما الفنية والذاتية والبديلة عن السائد لصالح سينما الإبهار والجذب الجماهيري الكبير. ولو نظرنا حولنا لما بات معتادا حدوثه منذ سنوات، سنجد أن المهرجانات الدولية من تورونتو الكندي إلى كان الفرنسي، مرورا ببرلين وفينيسيا، تعمد إلى هذا المزج. لكن كان وحده هو الذي يأتي مزجه من الإتقان والتلقائية حتى إنه يكاد يلد نوعا ثالثا من السينما والمهرجانات. لكنه تناقض فعلي بلا ريب. كل سينما تتجه تماما في خط سير مختلف. واحدة صوب البحث عن تقدير فني خالص وموضع لها بين كبار أساتذة الفن السابع، والأخرى صوب تلبية ما يعتبرونه رغبة الجماهير العريضة حول العالم. لكن كيف يمكن لهذا التناقض أن يكون نافعا؟ مهرجان «كان» (ومثله باقي المهرجانات الأولى) لا يستطيع الإفراط بنصف هذه المعادلة لسبب بسيط جدا: لو حشد الأفلام الذاتية وحدها، لبدأ الإعلام بالانصراف عنه تدريجيا ولخلا من البوارق واللمعات ولاحتلت أخباره الصفحات الداخلية من الصحف والمجلات عوض ما هو عليه الآن. كذلك لو أنه انصرف عن السينما الجيدة والفنية وقرر أن يحتفي أولا وقبل أي شيء بالسينما الجماهيرية، فإنه سينتهي في العام التالي على الفور. ربما الإعلام سيحضر، لكنه سينحسر فهذه الأفلام كلها لها مناسباتها التي يستطيع الإعلامي عبرها أن يؤمها بأقل التكاليف وأحيانا من دون تكاليف على الإطلاق (التذكرة والإقامة على حساب شركة التوزيع مقابل عملية ترويجية تتضمن مقابلة مع النجم). شيء في هذه الحقيقة يغيب عن البال كثيرا: في حين أن الجادين في فهم السينما يفضلون مشاهدة الأفلام بعيدا عن التيارات والاحتياجات والأضواء، إلا أن المستفيد الأول من كل هذه الأضواء هو المخرج الجاد نفسه. إنه بحاجة إلى منصة إطلاق بهذا الحجم وإلى الجمهور الحاشد من المصورين والإعلاميين لتقدير فيلمه والكتابة عنه. لو اختلف المهرجان لخسر كل ذلك أو معظمه. إذن لنسترِح من عناء السفر ومن عناء البحث عن «كان» أفضل من الموجود، فالموجود مذهل ومقحم ومهم. لنرتح ونتمدد ونتابع الأفلام ونسترق السمع ونقرأ في الأحداث والنشاطات لعل القارئ يشعر بأننا (في «الشرق الأوسط») استطعنا وضع المناسبة بين يديه من أكثر من زاوية ومن خلال تغطية تشمل كل شيء.. * نجوم السينما ضرورة.. والصدارة لـ«شجرة الحياة» * بعض ما هو منتظر: بن لادن في «كان» لعبة فيديو ومشاريع * أسامة بن لادن موجود في مهرجان «كان» هذا العام وحتى من قبل أن تنطلق المخرجة الأميركية كاثلين بيغلو في تصوير اللقطة الأولى من فيلمها المزمع «اقتل بن لادن». موجود على نحو مزدوج: مزيد من الحيطة الأمنية مخافة أن يتسلل عنصر من «القاعدة» طلبا للثأر، وموجود على شكل لعبة فيديو تم تحقيقها بعد أسبوعين من مقتله في باكستان وتعرض في سوق الفيلم لمن يريد أن يشتري حقوقها تجاريا في منطقته. طبعا لن يأخذ هذا التفعيل شيئا من طريق الفيلم المزمع إنتاجه من قبل المخرجة التي تعاطت والمسألة العراقية في «خزانة الألم». لكن فيلم بيغلو ليس وحيدا بين تلك المشاريع السينمائية التي تتنافس حاليا على نيل قصب السبق. بعضها سوف يعلن عنه في النشرات الصحافية اليومية أو من خلال إعلانات توزع في سوق الفيلم أو حتى على نواصي الشوارع. ما نعرفه هو أن هناك مشروعين سينمائيين يتم بحثهما، أحدهما مقتبس عن «مذكرات قناص من سيل» Memories of a SEAL Sniper لهوارد إواسدين المفترض بها أن تتوافر في المكتبات بدءا من الرابع والعشرين من هذا الشهر، أي بعد يومين من انتهاء المهرجان في دورته الرابعة والستين. كذلك هناك مشروعان تلفزيونيان سينفذان سينمائيا، واحد منهما ستطلقه شركة «HBO» التي يقول أحد إعلامييها إنها تفكر في الإعلان رسميا عن الفيلم في المهرجان. على الرغم من ذلك كله، فإن بن لادن لن يكون حديث الناس في «كان» إلا من حيث متابعة مثل هذه الأنباء، أو ربما سعيا وراء استحواذ الفيلم الأول الذي سيحقق أمنية الموزعين بإنتاجه. فعلى صعيد الأفلام المنتقاة رسميا للعروض، سيحتل فيلم ترنس مالك «شجرة الحياة» الصدارة بين الأفلام، لا المعروضة فقط على نطاق رسمي، بل في المسابقة ذاتها أيضا. الفيلم الذي يتناول رحلة صبي من ولادته إلى موته المبكر فتى، من تلك التي تم انتظارها طويلا وتحيط بها التوقعات الكبيرة، من قبل النقاد وهواة الفن السابع، والفيلم من بطولة اثنين من أهم ممثلي السينما اليوم وهما: شون بن وبراد بيت. وحيثما يوجد براد بيت، توجد شريكة حياته أنجيلينا جولي التي لديها سبب آخر لوجودها في «كان» هو عرض فيلم تقوم ببطولته الصوتية هو «كونغ فو باندا 2». أما شون بن فلديه فيلم آخر في المسابقة بعنوان «لا بد أن هذا هو المكان» This Must Be the Place. في فيلم مالك يؤدي بن دور الأب المفعم بالتضحية والملتزم بالتقاليد معا. أما في «لا بد أن هذا هو المكان» فهو يؤدي شخصية موسيقي «بوب» سابق ينصرف الآن لتعقب آثار والده، الضابط النازي السابق المختفي في الولايات المتحدة. الفيلم من إنتاج إيطالي – فرنسي - آيرلندي مشترك، ومن إخراج باولو سورنتينو الذي سبق أن حقق أفلاما قصيرة وأجزاء من أفلام مشتركة بينه وبين مخرجين آخرين و3 أفلام روائية طويلة آخرها «إلديفو» (2008) حول الحياة السياسية والخاصة لرئيس الوزراء الإيطالي السابق غويلو أندريوتي. بينيلوبي كروز موجودة في فيلمين خارج المسابقة، الأول من خلال بطولتها النسائية للجزء الرابع من «قراصنة الكاريبي» لجانب جوني ديب، والثاني شريط وودي ألن الجديد «منتصف الليل في باريس»، هي ونصف دزينة من الممثلين الذين تم للمخرج الأميركي المهاجر إلى أوروبا جمعهم ليوزع عليهم شخصيات ومواقف كان قد استخدمها من قبل في معظم أفلامه الأخرى. فالحكاية هنا لا تختلف كثيرا عن تلك التي في «فيكي كريستينا برشلونة» وبل حتى تلك التي اتخذت مانهاتن موقعا لها في «مانهاتن» و«آني هول» و«هانا وأخواتها». فالحكاية في «منتصف الليل في باريس» تدور حول كاتب أميركي اسمه جيل (أوون ولسون) وخطيبته إينيز (راتشل ماكأدامز) يصلان إلى باريس في رحلة استجمام تبدو عادية، لكن راحتهما النفسية والعاطفية يشوبها الاضطراب حين تتعرف الفتاة على شاب كان بصحبة صديقته وتنجذب إليه. أما الكاتب فسينطلق مستكشفا باريس في الليل ليجد نفسه في حب آخر. وهذا هو الخط الذي عالجه ألن أكثر من مرة. هذا هو الحضور العاشر للمخرج ألن في حاضرة «كان» منذ «مانهاتن» سنة 1979 وحتى اليوم ودائما خارج المسابقة. والدعوات وُجهت كذلك لنجوم آخرين من بينهم مادونا، جاك بلاك، كيث ريتشاردس، راتشل ماكأدامز، مايكل شين، أوون ولسون، كاثي بايتس، أدريان برودي وماريون كوتيار من بين آخرين كثيرين. الفكرة، كما كانت دائما، هي أن الإعلام الحاضر بقوة أكثر من 4000 صحافي وناقد ومصور وصاحب بلوغ، يجب أن يجد في «كان» ما يصبو إليه. وإذا كنا، نحن النقاد، عادة ما نلتفت إلى السمة الفنية والثقافية لهذا المهرجان، ولكل مهرجان آخر نحضره، فإن حماس الآخرين يرتفع أو ينخفض بحسب عدد «النجوم» المشتركين. في الواقع، مهرجان «كان» في دورته الحالية نسخة عن أفضل دوراته السابقة، سواء من حيث التوقعات المنوطة بالأفلام المعروضة في المسابقة وخارجها، أو من حيث العدد الكبير من وجوه الفن السابع التي ستسلط عليها الأضواء وتتسابق على لقائهم الصحافة. هذا يفسر سبب وجود أفلام هاذرة مثل «كونغ فو باندا 2» و«قراصنة الكاريبي 4». المؤسف هو أن بين النقاد (الغربيين على الأخص) من بات يصفق بحماس لأفلام ليست مصنوعة لأجل الفن والثقافة، معتبرا أنه ينتمي إلى الإطار ذاته في حين أن هذه الأفلام تضع الناقد في آخر قائمة اهتماماتها. * ضيوف آخر لحظة: محمد الفايد ومادونا * مادونا تحاول أن تجد عرضا لفيلمها الجديد «W.E» الذي أنجزته حول الملك البريطاني إدوارد الثامن الذي عرض الحكم للخلل حين وقع في حب الأميركية واليس وورفيلد سمبسون، ثم كيف أنه وزوجته الجديدة هذه تعاطفا مع النازية واستقبله هتلر في دارته محتفيا به. هذا ثاني إنجاز لمادونا كمخرجة سينمائية بعد فيلمها المتوسط «وساخة وحكمة» سنة 2008. في «كان» أيضا صاحب محلات هارودز سابقا محمد الفايد بصحبة فيلم من تمويله بعنوان «قتل غير شرعي» (ما يجعلك تسأل عن ماهية القتل الشرعي!). وثائقي يعد بأن يكشف المزيد من الأسرار حول مقتل الأميرة ديانا، بما في ذلك حديث مسجل لها يعلن عنه لأول مرة وفيه تقول إنه من الخطر أن تكون امرأة، في مكانتها، مستقلة «ولا وقت للهوايات. البقاء حية هو إحداها». الفيلم من إخراج كيث ألن والعرض، كما يتردد، سيكون خاصا جدا، لمجموعة من الصحافيين والنقاد وبعض السينمائيين والموزعين المحتملين. * مخرجون مختلفون وأعمال كثيرة لكن شمس ترنس مالك ساطعة * لمحات من بعض أفلام المسابقة * منذ الشهر الثاني من العام الحالي، وأهل السينما في تركيا علموا أن «كان» سوف يعرض فيلم مخرجهم المفضل نوري بيلج شيلان «ذات مرة في أناضوليا». أحد مسؤولي مهرجان أنقرة قال لهذا الناقد إن فيلم المخرج الذي نال أكثر من جائزة في دورات «كانية» سابقة «سوف يتسابق هذا العام أيضا». وحينما سأله هذا الناقد كيف عرف، نظر إليه وابتسم ثم قال: «هل تعتقد أن مهرجان (كان) سوف يرضى أن يرد شيلان خائبا؟». المخرج يعود هذه المرة، أكثر مما فعل في فيلمه الأخير «ثلاثة قرود»، إلى التأمل في الناس والطبيعة بلقطات صامتة، وأخرى بعيدة. رحلة رجل في البراري الأناضولية تكتشف وتخاف من الاكتشاف في الوقت ذاته. المخرج يتعامل للمرة الأولى مع تمويل مقبل من البوسنة. قبل عامين ترأس المخرج التركي لجنة تحكيم ذلك المهرجان وتعرف على شركاء جدد يخوضون تجربة الإنتاج المشترك للمرة الأولى ويتقدمهم المنتج مرصاد بوريفاترا. فيلم مشترك آخر، إنما بين مجموعة أكثر مراسا في الإنتاجات المشتركة، معنون باسم «لا هارفر» للمخرج الفنلندي المعروف آكي كوريسماكي، الذي سابقا ما قدم بأسلوبه البارد ذي المسافة الواحدة بين شخوصه والأحداث التي تمر به «رجل بلا ماضي» و«أضواء الغسق». في فيلمه الجديد يتحدث عن كاتب بوهيمي يترك المدينة صوب ميناء في مدينة «لا هارفر» (أو «الواحة» إذا كان لا بد من ترجمتها)؛ حيث يعيش مع زوجته ورفيق شربه، إلى أن يتعرف على مهاجر أفريقي يجده الكاتب أهلا للثقة وللمؤازرة في مدينة لا تخفي قسوتها على الأغراب حسب رؤية المخرج. هذا كله يقود إلى مواجهة مع العالم الغربي الذي ينتقده المخرج من فيلم إلى فيلم. وهناك فيلمان يابانيان مشتركان في مسابقة هذا العام، هما: «هارا - كيري: موت ساموراي» لتاكاشي ماييك، والثاني «هانزو» لناوومي كواسي. في العام الماضي عرض تاكاشي ماييك فيلمه الساموراي «ثلاثة عشر مقاتلا» في مهرجان فينيسيا الإيطالي: دراما من تراث السينما اليابانية، الذي سبق لمخرجين عدة أن عملوا فيه من أكيرا كوروساوا إلى كينجي ميزوغوتشي، وكينجي ميسيمو وكون إتشيكاوا. ذلك الفيلم كان بدوره إعادة لآخر أنجزه آيشي كودو سنة 1963. فيلم ماييك الجديد هو أيضا إعادة صنع؛ فهو مأخوذ عن فيلم سابق قام لماساكي كوباياشي بإخراجه (بالعنوان نفسه) سنة 1962، ويدور حول ساموراي سئم الحياة وقرر الانتحار على الرغم من مطالبة أحد النافذين الذي يسترجع انتحار محارب آخر ويحكي للساموراي القصة التراجيدية لانتحار ذلك الرجل. هذا لا يوقف الساموراي عن المضي في الاستعداد لتنفيذ رغبته ولا صاحب القصر عن محاولته إنقاذ حياته. فيلم كواسي مختلف من حيث الحبكة، شبيه من حيث التعامل مع تراث ثقافي ياباني. إنها المخرجة التي سبق لها أن نالت الجائزة الكبرى عن فيلمها «غابة الصباح» سنة 2007. فيلمها الجديد يعود إلى القرن الـ500 بعد الميلاد. اليابان حينها كانت تعيش، يخبرنا التاريخ، نهضة سياسية وفنية ترصدها المخرجة بمعالجة طموح. كواسي، التي كتبت السيناريو وصورت الفيلم بنفسها، تنتقل من الماضي إلى الزمن المعاصر لتقديم رسالة استمرار وتشرب جيلي يحمل لواء القضايا ذاتها التي طرحت في أزمانها الأولى. ومن الماضي الساحق إلى المستقبل غير الآمن مع فيلم لارس فون تراييه «ميلانشوليا» (أو «حالة سوداوية») للمخرج الدنماركي لارس فون تراييه وقد جلب إلى بطولته كرستن دانست وشارلوت غينسبورغ، كيفر سذرلاند، جون هيرت وشارلوت رامبلنغ. خيالي - علمي حول شقيقتين (دنست ورامبلنغ) تحتفل إحداهما بزواجها من مايكل (سكارسغارد) لكن ما يقض مضجع الاحتفال اقتراب كوكب اسمه «ميلانشوليا» من كوكب الأرض واحتمال اصطدامه به. سابقا قال المخرج، الذي انحدرت أسهمه بعد فيلمه الأخير «ضد المسيح» بسبب دمويته ورخص عرضه لموضوع ولو جاد، إنه يريد تقديم «الخيال العلمي» كما لم يسبقه إليه أحد. هذا ما علينا انتظاره مع العلم المسبق أنه من الممكن جدا أن تكون معالجة الفيلم جديدة، لكن هذا لا يضمن نجاحها النوعي على الإطلاق. الممثلة التونسية حفصية حرزي، تلك التي ظهرت في فيلم «سر الكسكس» لعبد اللطيف قشيش (2007 - مهرجان فينسيا الدولي) تعود في فيلم إيطالي هذه المرة أخرجه برتراند بونيللو، ولا يفصح الملخص المنشور عنه سوى أنه يقع في أجواء مطلع القرن العشرين حيث: «الرجال يقعون في الحب وآخرون يصبحون خطيرين» في منزل يحمل عنوان الفيلم «منزل التسامح». معها في البطولة ناوومي فوفسكي، سيلين ساليت، جاسمين ترينكا، ومثلها لم تشترك أي منهن في مسابقة «كان» من قبل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل