المحتوى الرئيسى

للمصالحة ثمن باهض بقلم:د. أيمن إبراهيم الرقب

05/11 21:52

للمصالحة ثمن باهض بقلم / د . أيمن إبراهيم الرقب لقد إستوقفني في خطاب السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن المصالحة عبارة نحن جاهزون لدفع الثمن مهما كان... وانتظرت بعدها أن يطلق السيد خالد مشعل قذيفة من العيار الثقيل ويقدم إعتذاره وإعتذار حركة حماس عما إقترفوه في حق شعبهم..عن هذه الدماء الطاهرة البرئية التي نزفت .. عن حسرة القلوب التي أصابت قلوب أمهات مئات الشهداء... عن حجم الدمار في النسيج الإجتماعي الفلسطيني وعن ...وعن...وعن. وكنت أتمنى أن يفعلها .ويقولها لأنني تواق للمصالحة وأدرك أن هذا الإعتذار له مدلولاته عند جماهير شعبنا...لأنه شعب كريم ينطبق عليه قول إبن عباد إ"ن الدية عند الكرام إعتذار".. فأهالي مئات الشهداء الذين سقطوا أبان الإنقلاب الدموي لا ينتظرون ديات ثمن أرواح أبناؤهم لإنهم إحتسبوهم شهداء عن ربهم .بل إنتظروا إنصافهم...والإعتذار عما حدث والإعتراف بالخطأ رغم تأخره ، وإن كانت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن قد تنازل عن هذا الحق فأن الجماهير بحاجة لهذا الإعتذار إن كنا نود أن نفتح صفحة جديدة نجسر فيها حجم المسافة التي باعدت بيننا ونعلو على عذابات آلاف من أبنائنا جرحى ومعتقلين ومنكلين من أجل مستقبل أبنائنا لأنه لا وطن لنا وللأجيال القادمة سوى هذا الوطن، وأن يسبق الفعل القول من تغيير في السلوك اليومي وتوفير تربة خصبة لعودة هذه العلاقات الأخوية التي قطعها الدم للبحث عن السلطة، والتوقف عن التصريحات التي نسمعها من غزة. كما أن الوقت لم يفت لتدارك أي خطأ فأن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبدا.ً وحتى لا يفسر البعض أنني ضد المصالحة فأنا أأكد أن لا خيار أمامنا سوى المصالحة وأي بديل آخر سيزيد من معاناة شعبنا ويفقدنا الأمل في غداً أفضل.. ويكفي أننا لازلنا ننزف منذ ما يزيد عن ستون عاماً من النكبة عذابات ومعاناة نحتاج لمواجهتها جسداً موحداً ليحق قول الشاعر: تأبي الرماح إذا اجتمعن تكسرأ ..... واذا افترقن تكسرت آحادا. وندرك أن عدونا يريد لنا مزيداً من التمزق والتشرذم لينفرد بنا وليهرب من دفع إستحقاقات السلام. وندرك أننا بكل فصائلنا وألواننا وأطيافنا لو بعدنا عن المصالح الضيقة ولفظنا كل تدخل بين صفوفنا سنكون يد واحدة لأن حلمنا واحد ودمنا واحد وعزتنا واحدة وذلنا واحد....ندرك أن المصالحة هي البلسم الشافي لجرحنا، ولكن نشعر بألم الآلاف من شعبنا الذي لفحته نار الفرقة... وتمزق الجسد ... وإذلال الأخ وإبن العم ... وكأن الكل منا يلفظ الأخر... وكأن الكل منا يريد أن يكون هو وينفي الأخر، وكأن هذا الوطن لا يستطيع أن يستوعبنا جميعاً رغم صغر حجمه..وكبر كرمه.. رغم إختلاف ارائنا إلا أن هناك الكثير يجمعنا ..فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ... فلنتفق على ما نتفق عليه وننسى ما نختلف عليه.. أدرك أن القضايا شائكة من الأمن ..إلى منظمة التحرير والإنتخابات ..وأدرك أن بصدق النوايا ستكون أسهل مما نتصور وأقول إن كان السيد خالد مشعل نسى الإعتذار عبر الخطاب فعليه أن يمارسه بالفعل على الأرض..عسى أن تشفى الكلمات جروح أدماها الزمن. اللهم وفقتنا لخير شعبنا وجنب عنا كل شيطان وخائن ووحد كلمتنا وأجمعنا تحت راية فلسطين موحدين متحديدن، قاهرين كل من عادانا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل